بوابة الحركات الاسلامية : «ملة إبراهيم».. جماعة متشددة روج لها «مغني راب» وحظرتها ألمانيا (طباعة)
«ملة إبراهيم».. جماعة متشددة روج لها «مغني راب» وحظرتها ألمانيا
آخر تحديث: الجمعة 28/09/2018 08:35 ص شيماء حفظي
«ملة إبراهيم».. جماعة
عام 2011، ومن مسجد  مدينة «زولينغن» بمنطقة شمال «الراين- وستفاليا» بألمانيا، خرجت جماعة أطلقت على نفسها: «ملة إبراهيم»، واتخذت من المسجد مقرًا لها، وأصبحت فيما بعد واحدة من أشهر الجماعات المتشددة ببرلين، وفي العام التالي من تأسيسها صنفتها الحكومة الألمانية «جماعة محظورة».

 

تأسست جماعة «ملة إبراهيم»،  على يد «محمد محمود»، المُلقب بـ«أبو أسامة الغريب»، وهو مولود في النمسا، ومنها توجه إلى ألمانيا بعد أن قضى حكمًا بالسجن في بلده، وانضم إليه مُغني الراب الألماني دينيس كوسبيرت، المعروف بـ«ديسو دوج».

 

تزوج «الغريب»، من أحلام النصر، المعروفة بـ«شاعرة داعش»، في العام 2014، وهي سعودية، وكانت قد أعلنت هجرتها إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، واحتفت بذلك.

 

وفي يوليو من عام 2018، وفي معرض مواجهتها للإرهاب، أعلن المسؤولون في ولاية وستفاليا، افتتاح قسم جديد بمكتب مكافحة الجريمة لـ«مراقبة المتطرفين المصنفين بالخطرين جدًا»؛ حيث تتولى الشرطة الجنائيَّة من خلال هذا القسم بدءًا من أول يناير 2019 التعامل مع ملفات نحو 20 فردًا من أخطر الإسلاميين في الولاية.

وأوضح  المسؤولون في ولاية وستفاليا، أن وضع الخطورة المرتفع يجعل من الضروري إعادة تنظيم مؤسسات أمن الدولة وتعزيز قواتها، كما ذكر متحدث باسم وزارة الداخلية المحلية، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، أن «القسم الجديد سيتولى التعامل مع أبرز الخطرين أمنيًّا».


حظر «ملة إبراهيم»

في العام 2012، وبتهمة الحضّ على الكراهية، والتناقض مع مبادئ الدستور الديمقراطية، أعلنت الشرطة الألمانية حظر جماعة «ملة إبراهيم».

 

وتقول دائرة حماية الدستور الاتحادية في ألمانيا (مديرية الأمن العامة)، إنّ معظم ناشطي جماعة «ملة إبراهيم» انتقلوا من ألمانيا إلى مصر، في فترة حكم جماعة الإخوان، ليمارسوا نشاطهم المتشدد بحرية أكبر.

 

وتتهم دائرة حماية الدستور الاتحادية في ألمانيا، جماعة «ملة إبراهيم» بتجنيد ستّة شبان، على الأقل، للقتال إلى جانب داعش في سوريا والعراق.


«مغني راب» في الجماعة

أما مغني الراب الألماني دينيس كوسبيرت، المعروف بـ«ديسو دوج»، فقد ولد في 18 أكتوبر من عام 1987 في إحدى ضواحي العاصمة الألمانية برلين، لأب من غانا الأفريقية، واعتنق الإسلام في عام 2007، وأعلن اعتزال الموسيقى في العام 2010.

 

أنشأ «كوسبيرت»، منظمة بألمانيا تركز أنشطتها على الدعاية الجهادية لجماعة «ملة إبراهيم»؛وخلال تلك الفترة كلف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) المترجمة «دانييلا جرين» بالتجسس عليه لكنها اقتنعت بأفكاره وتزوجت به، إلا أن هذا الزواج لم يستمر لفترة طويلة.

 

وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية، أن «جرين» أدركت في غضون أسابيع بعد زواجها من «كوسبيرت»، أنها ارتكبت خطأً وفرت عائدةً إلى الولايات المتحدة، حيث اعتقلت لدى وصولها، وحكم عليها بالسجن لمدة عامين في سجن اتحادي بتهمة الإدلاء ببيانات كاذبة بشأن زوجها الإرهابي الدولي.

 

وفي صيف عام 2016، أطلق سراحها، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في العام 2017 أنها تعمل «مضيفة في فندق».


جماعات أخرى رغم الحظر

لم يقف النشاط المتشدد لجماعة «ملة إبراهيم» عند أعضائها فقط؛ لكن انبثقت منها جماعات أخرى منها «النصرة والتوحيد»، و«توحيد جرماني»، وهي الجماعات التي حظرتها ألمانيا أيضا.

 

وفي بيان صحفي نقلته وكالة «رويترز»، في مارس 2015، حظرت وزارة الداخلية الألمانية جماعة «النصرة والتوحيد»، وقالت: «إن الجماعة التي انبثقت عن جماعة «ملة إبراهيم» المتطرفة والتي حظرتها السلطات في عام 2012، تمجد الجهاد العنيف للمنظمات الإرهابية، مثل ما يقوم به تنظيم داعش في سوريا والعراق».

 

وأضافت الداخلية الألمانية، أن جماعة «النصرة والتوحيد»، تستخدم مواقع مختلفة على الإنترنت، ومنابر معلوماتية أخرى، لحث المسلمين على القتال ضد الديمقراطيَّة الألمانيَّة.

 

وقال وزير الداخلية الألماني السابق توماس دي ميزير، في مؤتمر صحفي: «إن الحظر الذي فرض على الجماعات المتشددة، يبعث بإشارة واضحة إلى الساحة الجهادية المتشددة، ونحن نتخذ إجراءً حاسمًا ودائمًا ضد الجهود التي تعارض نظامنا الدستوري».

 

وأوضحت وزارة الداخلية الألمانية، أن شخصيات قيادية في جماعة «ملة إبراهيم» واصلت أنشطتها غير الدستورية تحت اسم التوحيد في ألمانيا، وطالبت السلطات من مقدمي خدمات الإنترنت حذف مواد هذه الجماعة من خدماتها.

 

وتواجه ألمانيا، تزايدًا في عدد الهجمات الإرهابية، لكنها أيضًا تشن حملات ضد المساجد التي يرتادها مشتبه بهم في اعتناق الفكر المتطرف، وذلك في ظل تنامي التيار السلفي الجهادي على أراضيها.

 

وخلال عام 2017، ارتفع عدد العمليات الإرهابية التي وقعت في أوروبا إلى نحو 205 عملية إرهابية، مقارنة بـ142 عملية خلال 2016، وذلك بحسب تقرير «يوروبول» السنوي.

 

 وتُعد السلفية الجهادية، أكثر الجماعات انتشارًا في ألمانيا، ومع تضاعف أعداد المنتمين إلى هذا التيار بات لدى السلطات الأمنية الألمانية قلقًا متضاعفًا من هذا الأمر الذي يُشكل خطرًا على أمن البلاد.

 

وفي تقرير صدر نهاية العام الماضي 2017، قالت الهيئة الألمانية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، إن أعداد السلفيين في ألمانيا شهد ارتفاعًا جديدًا، ليصبح 10.8 ألف سلفي بزيادة نحو 500 شخص خلال 3 أشهر فقط (في سبتمبر 2017)، بينما كان عددهم لا يتجاوز تسعة آلاف وسبعمائة في نهاية العام 2016.

 

وتربط ألمانيا بين التيار السلفي، وبين انتشار العنف والتطرف، حيث قال رئيس الهيئة الألمانية لحماية الدستور «هانس جيورج ماسن»: «إن المشهد السلفي متجزئ على شكل مجموعات منفصلة عن بعضها، ما يصعب من مهمة مراقبتها، والتطرف أصبح يحدث بشكل أقل في المساجد أو التنظيمات الممتدة خارج الحدود، لكنه منتشر بشكل أكبر في دوائر ضيقة تتكون عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى تكوين شبكات سلفية نسائية يصعب اختراقها من طرف أجهزة الاستخبارات».

 

وترى السلطات الألمانية، أن السلفيين ليسوا مستعدين جميعًا للعنف، لكنهم يقعون تحت ضغط من المتطرفين الذين يستخدمون المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف، مثل مسجد النور في برلين الذي أغلقته السلطات الأمنية، حيث كان يعتبر معقلًا للسلفيين المتشددين، حسب هيئة حماية الدستور.