بوابة الحركات الاسلامية : مؤتمر الفتوى: الاجتهاد يحقق حاجة المجتمع الإنساني المتزايدة ويحقق روح الشريعة (طباعة)
مؤتمر الفتوى: الاجتهاد يحقق حاجة المجتمع الإنساني المتزايدة ويحقق روح الشريعة
آخر تحديث: الثلاثاء 16/10/2018 03:50 م حسام الحداد
مؤتمر الفتوى: الاجتهاد
أكد السيد المستشار حسام عبد الرحيم، وزير العدل المصري أن " العالم يعاني من الآثار السلبية للفتوى .. وبذلنا ما سوف يحفظه التاريخُ في صحائفَ من نورٍ" جاء هذا خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، ورعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذى تستمر أعماله على مدار ثلاثة أيام من 16 وحتى 18 أكتوبر الجاري، تحت عنوان " التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، وهو المؤتمر الذى تقود مصر من خلاله قاطرة تجديد الفتوى في العالم الإسلامي بحضور أكثر من 73 وفدًا من مختلف دول العالم.
وقد أكد وزير العدل في كلمته:  أن المؤتمر يأتي ضمنَ سلسلةٍ مباركةٍ من الجهودِ المتواصلة التي تبذلها دارُ الإفتاءِ المصريةِ في مسيرةِ تجديدِ الخطابِ الديني بقيادةِ فضيلةِ الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
وأضاف أن هذه الجهودُ تعملُ على تجديدِ الخطابِ الدِّيني، وتعمل كذلك على الخروجِ بصورةٍ عصريةٍ مشرقةٍ للإسلام، وتجمعُ بين الأصالةِ والمعاصرةِ، وتحققُ المحافظةَ على الثوابتِ الدينيةِ مع مواكبةِ العصرِ الحديثِ بكل مستجداته وتحدياته.
وقال وزير العدل: "لا شكَّ أن قضيةَ الفتوى الشرعيةِ من الأمورِ التي تحتل أهميةً قصوى في قضية تجديد الخطاب الديني، لتصحيح ما علق بها من تشويهات وتشوهات، للتباحثِ والتشاورِ والدراسةِ العميقة".
وأوضح أن المجتمعَ العالميَ قدْ تأذَّى كثيرًا من الآثارِ السَّلبيةِ التدميريةِ التي تسببتْ عنها موجةُ الفتاوى المضللةِ المنحرفةِ التي تصدرُ عنْ أشخاصٍ وجهاتٍ غيرِ مسؤولةٍ وغيرِ مؤهلةٍ.
وأشار وزير العدل إلى أن السنوات الأخيرةُ شهدت موجةً غيرِ مسبوقةٍ من التكفيرِ والعنفِ والإرهابِ في العالم كله، عانينا منها في مصر و واجهناها بكلِّ قوةٍ وعزيمةٍ وشرفٍ على المستوى العلمي الذي تقومُ به المؤسساتُ الدينيةُ كالأزهرِ الشريفِ ودارِ الإفتاءِ المصريةِ، وكذلك على المستوى الأمني الذي تقومُ به القواتُ المسلحةُ الباسلةُ وكذلك رجالُ الشرطةِ الشرفاءِ، لافتا إلى ان مصر بذلت ولا زالت من دماءِ أبنائها الشهداءِ ما سوف يحفظه التاريخُ في صحائفَ من نورٍ.

الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي جمهورية لبنان

الشيخ عبد اللطيف
كما توجه الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي جمهورية لبنان، بخالص شكره للدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، لتكليفه بإلقاء كلمة خلال وقائع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم المنعقد اليوم الثلاثاء.
وقال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية: إن دار الإفتاء المصرية أطلقت قبل ثلاث سنوات هذه الفكرة الرائدة، وأنه ليس هناك شيء أولى من الفتوى في ضرورة التشاور والاجتماع، كما أن الفتوى في حياة المسلمين اليوم أصبحت شأنًا من الشؤون الضرورية، وأن طلب الفتوى من العلماء في كبار الأمور وصغارها يجب تلبيتها نظرًا للاحتياجات المتنامية في معرفة حكم الدين فيما يعرض في شؤونهم الحياتية.
وأضاف أن مشروعات الإرشاد في مجتمعاتنا تلتمس الهداية والصواب وحل المشكلات ومن ثم يجب علينا تأهيل المفتين لمجابهة هذه الأمور من خلال العلم والدين، مشددًا على أن كثرة الذين يتصدرون المشهد في الفضاء المفتوح من غير المؤهلين أثر سلبًا على حالة الفتوى، وينبغي أن نحرص على الانضباط الناجم عن الإحساس بالمسؤولية والحرص على الدين الإسلامي.
وأشار إلى أن عنوان هذا المؤتمر وهو التجديد في الفتوى، هو أمر ضروري في كل زمان ومكان، ولما كان مطلب الاجتهاد في الاستجابة للنوازل والاستنباط هو مقصد علماء المسلمين وفقهائهم، فإن كل جلسات المؤتمر منصبة على تحديد ذلك الاجتهاد ومسوغات التجديد والأمر ليس في التجديد فقط؛ لأن القصور يجلب علة أخرى وهى كما جاء في الأثر عندما ينعدم العلماء يتخذ الناس رؤساء جهالًا، وأوضح أننا بحاجه لثورة فقهية من جانب كبار العلماء، فكل يوم يمر علينا نحن العاملين في الفتوى تواجهنا إشكاليات تستدعي الوقوف عندها.
وأضاف: لدينا ثلاثة واجبات متقاربة، وهي: النظر فيما بين أيدينا، والنظر إلى الكتاب والسنة، وكذلك التماس المصلحة، وتابع: "أخشى الشطط والتفلت من جانب المتسرعين وأصحاب الأغراض الحزبية أو الفئوية"، كما أن طبيعة الحقبة والعصر الذي نعيش فيه يتطلب الحذر والانضباط، وهو ما يفرضه علينا ديننا الحنيف؛ فالانضباط ضمن مقاصد الشريعة، وعندما ننظر في ذلك نجد أمامنا مساحات شاسعة للاجتهاد والتجديد.
وتابع مؤكدًا أن هذا المؤتمر ينقسم إلى قسمين كبيرين أولهما: القسم الخاص بالمستجدات وضرورات الاجتهاد فيها، وثانيها: القسم الخاص بقضايا حقوق الإنسان وقضايا الطب، وأكثر التفلتات كانت في قضايا الأحوال الشخصية، واختتم كلمته بقوله: "كلي أمل أن يضيف المؤتمر جديدًا مفيدا ومنضبطًا بالأصول الشرعية والفنية في سائر هذه المسائل".

الدكتور عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي

الدكتور عبد السلام
فيما قال الدكتور عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي في كلمته إن الاهتمام بالاجتهاد الجماعي يتطلب الوقوف عند حقيقة الاجتهاد والآفاق التي يتحرك فيها، والفلسفة التي يقوم عليها كما يتطلب الدعوة إلى الاهتمام به؛ بما ينعكس على البرامج والمناهج العلمية في المؤسسات والكليات والجامعات التي تتصدى لتدريس علوم الشريعة الإسلامية والبحث فيها.
وأضاف الدكتور العبادي -في كلمته بالجلسة النقاشية الأولى بمؤتمر الإفتاء العالمي  حول "الأصول المنهجية للفتوى"- أن النظر إلى أهمية الاجتهاد في البناء الإسلامي ودوره المتميز في تحقيق مواكبة الشريعة لحاجات المجتمع الإنساني النامية والمتزايدة، مما يتطلب الوقوف عند حقيقة الاجتهاد، والآفاق التي يتحرك فيها، والفلسفة التي يقوم عليها، بحيث ينعكس ذلك على البرامج التي تعقد في المؤسسات العلمية من معاهد وجامعات التي تستخدم الاجتهاد وتأكد على ودوره في بناء الأحكام الشرعية.
وختم الدكتور العبادي كلمته باستعراض شامل لمسيرة مجمع الفقه الإسلامي الدولي في مجالات خدمة البناء الفكري والعملي للأمة، والتي استمرت خمسة وثلاثين عام، مؤكدًا على أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي مؤسسة إسلامية كبرى تستحق كل إشاده وتقدير،ودعم، وتعريف واسع بنشاطاتها وأعمالها الكبيرة المتميزة.

كلمة فلسطين

 كلمة فلسطين
وقد نقل يوسف أدعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية بفلسطين ، تحيات الرئيس محمود عباس أبو مازن وتحيات القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين الأبدية- بحسب وصفه- لحضور المؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية المنعقد اليوم الثلاثاء ، واكد خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، ان القدس والاقصى يتعرضان لهجمة صهيونية مسعورة وان المرابطين يتعرضون للضرب والتنكيل وفرض الغرامات وقطعان المستوطنين يدنسون بأقدامهم المسجد الأقصى المبارك ويريدون تدمير المسجد الأقصى متحديين مشاعر المسلمين وكذلك القدس التي تتعرض للتهويد ، قائلا "حتى الأموات في قبورهم لم يسلموا من تلك الممارسات "، وأن نساء وأطفال فلسطين انتفضوا لمجابهة ممارسات قوات الاحتلال ، بينما كان من الواجب على امة الإسلام هذا الامر مرسلا تحياته من أرض الكنانة وبحضور جمع العلماء الى نساء وأطفال القدس .
وأضاف أدعيس ، اننا في فلسطين قيادة وحكومة وشعبا نثمن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعمة لفلسطين ولا ننسى مساعيه الحثيثة من اجل تحقيق المصالحة ، كما نثمن دور فضيلة الإمام الأكبر والأزهر الشريف ودور الإفتاء التي تندد بالاحتلال ولا ننسى دور شعب مصر العظيم في هذا الصدد، كما ثمن أيضا دور مصر في محاولة عدم تمكين الاحتلال من النيل من مخططاته ووجه الشكر لكل مواقف الدول الإسلامية الشقيقة الداعة للقضية الفلسطينية.
وأكد أدعيس أن أمتنا الإسلامية في العصور المتأخر بدأ يدب فيها مرض فتاك يؤثر على البشر وعلى الأخضر واليابس، وأن قلة المفتين في كثير من المجتمعات دفعت الناس للسير وفق أهواء عشوائية ويرتكنون إلى من يفتون بغير علم فضلوا واضلوا ، وبما ان الفتوى يتوقف عليها صلاح الدنيا و الاخرة وللتقدم العلمي وما يترتب عليه من كثرة الوقائع المتباينة التي ليس لها نظير فان الفتوى والعلوم الشرعية هي الحل للمشاكل وفقا لوضعنا الحاضر ويجب ان تكون الفتوى تحت قيادة علمائنا الاجلاء، لافتا إلى أن الفتيا بغير علم من اعظم المحرمات وحاجة الناس الى المفتي لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب .
كما عبر عن امتنانه بحضور المؤتمر موجها شكره لدار الإفتاء المصرية وفضيلة الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، لدعوتهم والقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية، وكذا اهتماهم البالغ اهتمامهم بقضية ضبط الفتوى، متمنيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعالج كثيرا من الازمات المجتمعية وان يكون للأقصى نصيب منها.