بوابة الحركات الاسلامية : الهوية الأمازيغية في خطاب الحركة الإسلامية في المغرب (طباعة)
الهوية الأمازيغية في خطاب الحركة الإسلامية في المغرب
آخر تحديث: الأحد 04/11/2018 04:01 م أميرة الشريف
الهوية الأمازيغية
لم تقدم الحركات الإسلامية في العالم العربي حلولاً حول الأزمات التي تطرحها التعددية السياسية وموقع الأقليات في أجندتها، فاستندت في اطروحاتها إلى المرجعية الدينية. لذا؛ نجد أن الأدبيات الإسلامية التي تناولت إشكالية المواطنة يفتقد خطابها لمقوماتها الأساسية، حيث يغلب عليها إطار الوحدة والأمة بمفهومها الإسلامي. في المغرب –على سبيل المثال- قدمت الحركة الإسلامية خلال تناولها للمسألة الأمازيغية جوابين أساسيين: الأسلمة واختراق نقاط ارتكاز العمل الثقافي الأمازيغي، والميثاق الإسلامي والبحث عن التوافق داخل حدود المواطنة.
وضمن كتاب مركز المسبار "108" والذي يتناول موضوعات التعددية الدينية والثقافية في تونس، والمغرب، والجزائر، وسوريا والسودان، كما ناقش سؤال الهوية، والمسألة الأمازيغية، والرؤية لدى الإسلاميين تجاه كل مجالات التعددية على أرض الواقع، وفي تجليات الثقافة، وتشكلات المجتمع بأنسجته المختلفة وتعدد المشارب والاتجاهات والتيارات. هذا بالإضافة لموقف حزب العدالة والتنمية من المشاركة السياسية، وتمايزه عن مواقف العدل والإحسان، والمجالات المحفّزة على إثارة موضوع التعددية رفضاً أو تأييداً.
يتساءل الباحث المغربي فؤاد بوعلي: هل أجابت الكتابات الإسلامية عن إشكال المواطنة من خلال تناول المسألة الأمازيغية؟ وكيف دبرت الحركة الإسلامية المسألة الأمازيغية، في مقاربتها لجدلية العلاقة بين الهوية والمواطنة؟ وهل استطاعت استيعاب المطالبات الأمازيغية، أم انتقلت نحو المواجهة الأيديولوجية؟ 
ثم يجيب: بالرغم من العناوين الكبرى التي غلفت بها الحركة الثقافية الأمازيغية مطالباتها، والتي أدرجتها في الدفاع عن الحقوق الثقافية واللغوية، لدرجة أن اعتمدت من قبل المنظمات الأممية في مستوى حقوق الشعوب الأصيلة، فإن المسألة لم تؤخذ بمنطق الأقليات التي يمكن من خلالها معالجة الموضوع كإشكال من إشكالات المواطنة، بل باعتبار الأمازيغية رصيدا ثقافيا لكل المغاربة، وجزء من مكونات الشخصية الوطنية، لدرجة عدم إمكان التمييز بين الأمازيغ وغيرهم.
ويخلص إلى أن تناول الحركة الإسلامية مطبوع بمحاولات التمييز الدائم بين الأمازيغية، باعتبارها لغة وثقافة مشتركة للمواطنين المغاربة، والحركة الثقافية الأمازيغية، باعتبارها حركة سياسية ذات ولاءات غير وطنية في مجملها. لذا؛ كان الجواب عن الأمازيغية جواباً عن أهميتها في بناء الوطن داخل إطار المشترك الجمعي. فكان الصدام حتمية سياسية بين تيارين: الأول يبحث عن التعدد داخل الوحدة، والآخر يؤسس للانتماء البديل بمفردات الدمقرطة والحقوق الكونية. ومحاولة للخروج من حالة التجاذب، اقترحت أدبيات الإسلاميين مسارين اثنين: مسار الاختراق لمواقع العمل الثقافي الأمازيغي، ومسار الميثاق الجامع بين الأطياف الوطنية المختلفة داخل إطار الوطن والمروءة.
لقد بدأت المواجهة الفعلية بين التوجهين خلال ما يسمى بـ"معركة الحرف" في موسمي 2002 و2003. حيث كان النقاش حول الحرف الأنسب لكتابة الأمازيغية. وقد كانت المقترحات تتنازع بين استعمال أحد الأشكال الثلاثة: العربي أو اللاتيني أو تيفيناغ. فقد دافع البعض عن الحرف اللاتيني لأنه جاهز ومهيأ ومنتشر، ويسهل عملية التهيئة اللغوية للأمازيغية. في حين رأى عديد من نشطاء الحركة الأمازيغية أن حرف تيفيناغ هو الأنسب، باعتباره يكون أبجدية خاصة وتاريخية كانت موجودة منذ آلاف السنين، ويقدم تميزاً بصرياً وشكلياً للغة المستحدثة. وهو ما تبناه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واعترف به رسمياً في 10 فبراير (شباط) 2003. ويتفق الرأيان في الهجوم على الحرف العربي واتهامه بالقصور.