بوابة الحركات الاسلامية : هزائم الميلشيات تدفع "الحوثي" إلي تحدي المفاوضات ومواصلة الإرهاب في اليمن (طباعة)
هزائم الميلشيات تدفع "الحوثي" إلي تحدي المفاوضات ومواصلة الإرهاب في اليمن
آخر تحديث: الخميس 08/11/2018 03:57 م أميرة الشريف
هزائم الميلشيات تدفع
يبدو أن الوضع في اليمن لا يؤشر بقبول المفاوضات التي دعت لها الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمينة، حيث ظهر زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي، بكلمة متلفزة تؤكد علي عدم تغيير منهجه في اتباع أسلوب دموي في العمليات التي يقوم بها في اليمن.
وتشير المعطيات إلي أن المرحلة القادمة ستشهد تطورا ملحوظا في العمليات القتالية التي تقوم بها جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تسيطر علي معظم المدن في اليمن.
وتأتي كلمة الحوثي بالتزامن مع انهيار في صفوف الميليشيات وتقهقر ميداني وفرار للمتمردين من على الجبهات وانتفاضة غضب في صنعاء وغيرها من المناطق، ومع الخسائر التي لحقت بصفوف جماعته، بعدما نجح الجيش اليمني في القضاء علي عشرات العناصر الحوثية.
وقال الحوثي في كلمته، إن المسار العسكري هو الحل، في محاولة أخرى لوأد المفاوضات حتى قبل تحديد موعدها.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، قال، أكتوبر الماضي، إن الأمم المتحدة تأمل في استئناف المشاورات بحلول نوفمبر الجاري، إلا أن رد الميليشيات سرعان ما جاء على لسان زعيمهم بعد أن تلقى، على ما يبدو، أمر عمليات جديد من طهران.
وتخوض القوات الحكومية بإسناد من التحالف منذ 26 يوليو الماضي، معارك ضد مسلحي جماعة الحوثي في 6 جبهات بمحافظتي الحديدة وصنعاء، وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم قوات الرئيس عبدربه منصور هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس 2015، ضد جماعة  الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
وتسعي الشرعية في اليمن والتحالف العربي للخروج بحل سلمي لإعادة الاستقرار إلى البلاد، في مقابل إصرار ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، على إفشال كافة جولات محادثات السلام والانقلاب على تعهداتها والسير قدما في المسار العسكري.
ومواصلة للعمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الحوثي، جدد الحوثي غصراره علي مواصلة القتال: قائلا: الجميع معنيون في الجانب العسكري والأمني كذلك والجميع معنيون بدعم المسار العسكري، لأن هذا المسار مسار رئيسي اليوم وفاصل وأساسي ولا خطورة علينا إلا من التفريط والتخاذل ولا خطورة علينا إلا من الإهمال والتنصل عن المسؤولية".
وقال الحوثي في الخطاب: "بناء على الخبرة في الماضي، نعرف أن هذا أسلوب أمريكي، فهم يدعون إلى السلام بينما يستعدون لعدوان عسكري جديد"، معتبرا أن أمريكا تستخدم كلمة "سلام" باعتبارها "رمزًا له معنى مختلف تمامًا"، كما حث الحوثي اليمنيين على عدم الاستسلام ومواصلة القتال ضد التحالف الذي تقوده السعودية.
ووفق تقارير صحافية، فإن الحوثي يوجه أيضا رسائل مشفرة إلى بعض القيادات في مناطق الانقلاب، التي باتت تدرك أن المشروع الإيراني لم ولن يجلب للبلاد إلى الدمار والفوضى، وتسعى إلى الخروج من الأزمة بحل سلمي يجنب اليمن المزيد من الكوارث.
وتقول التقارير إن الخلافات تعصف بين الحوثيين وحلفائهم والنخب التي دفعها الأمر الواقع إلى التعامل مع الميليشيات التي نهبت ثروات البلاد، وسخرت المرافق العامة لخدمة أنشطتها الإرهابية تنفيذا للأجندة الإيرانية، ما دفع البعض إلى المجاهرة بضرورة حل النزاع وعودة الشرعية.
كما تشير التقارير الواردة من المناطق التي تحتلها الميليشيات الإيرانية إلى تصاعد الغضب الشعبي، لاسيما في صنعاء التي شهدت في الأسابيع الماضية انتفاضة نسائية قابلها الحوثيون بحملة قمع أثارت غضب واستنكار مشايخ القبائل.
وتطرق الحوثي في كلمته، إلي الانهيارات التي تشهدها صفوف ميليشياته وفرار المئات من على الجبهات، قائلا "عاد الكثير منهم لظروف معينة أجبرتهم على العودة أو أثرت عليهم في المرابطة، وأتوجه إلى الجميع إلى غيرهم أيضاً.. اليوم نحن معنيون بالتحرك الجاد للتصدي لهذا العدوان في الساحل والحدود وسائر الجبهات والمحاور.
وأقر الحوثي أيضا، وإن على استيحاء، بتكبد ميليشياته هزائم كبيرة على مختلف الجبهات، وقال "معنيون أيضاً بالصمود والثبات، إذا تمكن العدو من اختراق هنا أو اختراق هناك، سيطر على منطقة هنا أو منطقة هناك، لا يعني هذا نهاية المعركة أبداً، بل يعني هذا أن المعركة أوجب وأن التحرك أوجب وأن القتال أوجب وأن الدافع أكبر".
ويري مراقبون يمنيون أن كلمة الحوثي المرتبكة كشفت هزيمته في المعارك الجارية، وأشاروا إلى أن الخطاب الذي ألقاه أمس يأتي لتهيئة أنصاره لخبر خروج الحديدة عن سيطرته، كما حاول رفع معنويات بقية المقاتلين المغرر بهم لمواصلة القتال.
وتلقي الحوثيون علي مدار الأيام الماضية ضربات قاصمة على جميع الجبهات، خسرته مواقع استراتيجية في جبهات صعدة والبيضاء والساحل الغربي، وسط تقدم واضح للشرعية المينية ممثلة بالقوات المشتركة والجيش الوطني، بدعم جوي من التحالف العربي بقيادة السعودية، الأمر الذي يضع الميليشيات الموالية لإيران أمام مفترق طرق، وإجبارها علي العودة إلي طاولة المفاوضات.