7. يرى أن توجه الدكتور القاضي يعتمد على كثير من الباكستانيين وهؤلاء- حسب قوله– ليسوا على مستوى فقه الجماعة منهجياً ولا حركياً؛ إذ هم يتبعون توجهات الشيخ أبي الأعلى المودودي ويؤثرون التمايز عن العرب، ويدعون إلى سيطرة الإنجليزية على العربية، وهو ما يراه الشيخ عبد المتعال خطراً جسيماً، يؤدى إلى مزيد من التفكك والخلل في الثقافة والعلاقات.
وإن كان لي من تعليق فإني أستأذن في طرحه على النحو الآتي:
1. الوضع هناك يحتاج إلى تدخل حاسم وسريع يراعي التوازن الذي يجمع بين كل التوجهات؛ حتى لا يعتبر فريق أن القرار مؤيد لجانب دون جانب.
2. الواضح من الواقع أن الثقة مفقودة الآن بين الجميع وهو مكمن الخطر.
3. منهج التربية هناك يساعد على وهن الالتزام؛ إذ أن الجانب الإدارى يكاد يسيطر على العلاقات سيطرة شبه كاملة، والجانب التربوي يقوم على أساس المدخل الثقافي وحده والتوسع فيه توسعاً قد يكون في معظمه غير ملائم لمستويات الأخوة الدعوية، بينما جانب التربية الروحية، وإحياء القيم ومعايشتها، وتأصيل الانتماء للدعوة، وتعميق فقه الجندية وضوابط الأداء، كل ذلك يكاد يكون غير موجود، فالمخيمات والدورات تخلو من هذا تماماً. وهو ما رأيته وعايشته. ولعل هذا أحد الأسباب الأساسية في فتح الطريق أمام التعصب للآراء وكثرة المجادلات وحدتها أثناء عرضهما مما قد يصل إلى حد تجريح كل طرف للآخر.
4. إن العمل السريع– في رأيي– يقتضي الوصول إلى قرار حاسم وملزم يفرض تسكين هذه الخلافات، وعدم السماح بالحديث عنها مجرد حديث وتشكيل مجموعة تسوية تنشط في طرح المفاهيم الصحيحة لفقه الدعوة، وتعميق قيم الجندية، والحب، والأخوة، والتجرد وصدق القصد، والذلة على المؤمنين. على أن تكون رسائل الإمام الشهيد مدخلا رأسيا في التربية والتوجيه. وأن نكون الأساس الذي لا ينازعه سواه مهما كانت مصادره.
5. والأمر يقتضي أن يقوم المسئولون بواجبهم في الاتصال بالقواعد على الأسس السابقة، وأن يتم ذلك بدقة تامة والتزام متين.
6. والوضع أولاً وأخيراً يحتاج إلى تكثيف الزيارات إلى هذه البلاد وبخاصة من مصر. وأن تكون مهمة هذه الزيارات التأصيل التربوي قبل كل شيء. والعمل على توثيق علاقات القيادات بعضها ببعض.
7. الكل هناك مجمع على ضرورة قيام المسئولين هنا بزيارة قريبة لمعالجة هذه المشكلات. وقد يكون من الموافق ما اقترحه الأخ موسى من موعد انعقاد مجلس الشورى 5، 6 مايو بشرط إخبارهم أولاً.
إلى هنا تنتهي دراسة عاكف التي ترسم بوضوح حجم الجدل الذي أثير في بداية التسعينيات حول سرية وعلانية فرع الجماعة بأمريكا.
ملاحظات مهمة
رأينا كيف أن الأغلب الأعم من قيادات الجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية، يرفض فكرة العمل العلني، خشية من عدة مخاوف حصرها عاكف في الآتي:
- أمن التنظيم وقيادته، خاصة هؤلاء القادمين والعائدين من الشرق.
- انخفاض مستوى الالتزام الحركي أو الفكري أو التربوي.
- إحراج تنظيمات الشرق، خاصة مع الدول الصديقة لأمريكا.
- الخوف من الاحتداد مستقبلاً من طوفان الجماهير المقبلة.
- كيفية الجمع بين إخوة سريين وآخرين علنيين في تنظيم واحد.
- قلة الكفاءات القيادية السرية لقيادة تنظيم علني.