بوابة الحركات الاسلامية : بعد دعوات "الناتو" للمفاوضات.. آمال أفغانية "مُعلقة" علي أبواب "طالبان" (طباعة)
بعد دعوات "الناتو" للمفاوضات.. آمال أفغانية "مُعلقة" علي أبواب "طالبان"
آخر تحديث: الأربعاء 05/12/2018 02:57 م أميرة الشريف
بعد دعوات الناتو
العمليات الأخيرة التي ارتكبتها حركة طالبان في أفغانستان، أقوي دليل علي أن الحركة الإرهابية لا تسعي إلي  الجلوس علي طاولة المفاضاوت، ما يشير إلي أن الحركة مستمرة في التخريب والتدمير، ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) ينس ستولتنبرج حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف الأعمال القتالية والانضمام إلى محادثات السلام.
وكانت رفضت طالبان مقترحات السلام الأخيرة للرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي أعلن تشكيل فريق للتفاوض من 12 شخصا، مؤكدا أن خريطة طريق لمفاوضات السلام قد أعدت.
وردت حركة طالبان مرة جديدة أنها تريد التفاوض "مع الغزاة الأمريكيين" وليس مع السلطة التنفيذية في كابول، التي توصف بأنها "كيان عاجز فرضه الأجنبي".
وفي 28 نوفمبر الماضي، قتل عشرة أشخاص، وأصيب 19 بجروح في هجوم تبنته طالبان على مجمع شركة أمنية خاصة في كابول، 
وشدد ستولتنبرج - خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الأفغانى محمد أشرف عبدالغنى وفق وكالة أنباء خامة الأفغانية، على ضرورة أن تعى حركة طالبان أن الاستمرار فى القتال لن يجدى نفعا..مشيرا إلى أنه يجب أن تنضم طالبان إلى طاولة المفاوضات. 
ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى جميع الدول الإقليمية إلى لعب دور محورى فى أفغانستان..مؤكدا أن عملية السلام يجب أن تشمل كافة الأطياف، قائلا: "على حركة طالبان أن تعى أن استمرار الحرب لا طائل منه ، وإذا كانت تريد مستقبلا أفضل للبلاد فعليها الجلوس إلى طاولة الحوار".
من جانبه..قال الرئيس الأفغانى : "ملتزمون بإجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها المقرر" .. مؤكدا أنه يثمن ويدعم الجهود التى يقودها المبعوث الأمريكى الخاص إلى أفغانستان زلماى خليل زاد.
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، إحسان طاهري، أن كابول مستعدة لبحث مختلف المواضيع خلال المفاوضات مع حركة طالبان، دون أي شروط مسبقة، بما فيها التعديلات الدستورية.
ووفق تقارير صحافية، أوضح طاهري، اليوم الأربعاء: "خلال السنوات الماضية، والإدارة الماضية، كان لدينا عدد من الشروط، منها الالتزام ببنود الدستور، ونزع السلاح، وغير ذلك، وهذا الموقف أدى إلى أن مفاوضات السلام لم تبدأ.. أما اليوم، فإن الحكومة والمجلس الأعلى للسلام يؤكدان عدم وجود أي شروط مسبقة للحوار".
وأشار طاهري إلى أن المجلس الأعلى للسلام "مستعد للمساعدة" في مناقشة أي أجندة تريد "طالبان" بحثها مع الحكومة، وأنه "سيجري بحث أي مسألة يعتمد عليها مستقبل أفغانستان، لافتا إلى أن "مسألة التعديلات الدستورية يمكن أن تدرج كذلك على أجندة مفاوضات السلام بين طرفي النزاع".
كما أكد جاهزية كابول لبحث خروج القوات الأجنبية من أفغانستان مع طالبان، مضيفا أن الحلفاء الأجانب أكدوا للسلطات الأفغانية عدم وجود مشاكل فيما يتعلق بخروج القوات الأجنبية من أفغانستان، إذا طلبت السلطات ذلك.
وقال: "نعول على أن المفاوضات المباشرة بين الحكومة وطالبان ستبدأ في أقرب وقت، وبحسب مصادرنا، فإن السعي لذلك يزداد على مختلف مستويات قيادة طالبان".
وأوضح أن هناك سعيا من قبل طالبان لـ "إطلاق عملية الحوار المباشر مع الحكومة والنظر في مسألة السلام بالبلاد كمسألة أساسية، والسعي لوضع حد للحرب، كل هذه المسائل تعتبر اليوم بمثابة "الضوء الأخضر" لمستقبل أفغانستان، ونحن نعول على أن الحوار المباشر بين الحكومة وطالبان حول مستقبل البلاد سيبدأ في العام الجاري أو العام المقبل".
وفي منتصف نوفمبر الماضي، احتضنت موسكو أول اجتماع منذ سنوات بين ممثلي حركة طالبان ومجلس الأعلى للسلام المكلف من قبل الحكومة الأفغانية لبحث جهود المصالحة، وقال رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان شیر محمد عباس استانكازي، أن نتائج المؤتمر حول أفغانستان الذي عقد في العاصمة الروسية، كانت إيجابية.
ورغم وصف الحكومة الأفغانية المباحثات بـ"الخطوة الإيجابية"، في بيان لها، فإن طرفي الصراع لم يتوصلا إلى اتفاق على إجراء لقاءات مباشرة، مع استمرار الجهود الروسية لتحقيق ذلك.
وكانت استعادت طالبان قوتها في السنوات الأخيرة، واستولت على مناطق في كل أنحاء البلاد وشنّت اعتداءات منتظمة واسعة، بينها هجوم ضخم على مدينة غزنة الاستراتيجية، التي تبعد 120 كيلومتراً من العاصمة كابول، واشتبكت مع قوات الأمن الأفغانية داخل المدينة لخمسة أيام، ما استدعى تدخلاً أميركياً، جوياً وبرياً.
ومنذ يومين، أكدت الشرطة بإقليم سامانجان شمال أفغانستان، أن حركة طالبان خطفت 40 راكبا وسائقا على الأقل في منطقة "دره صوف" بالإقليم، طبقا لما ذكرته قناة "طلوع" الأفغانية، وهذا ثاني حادث خطف بشمال أفغانستان خلال أقل من أسبوع.
ولم تتواصل حركة طالبان إلي أي اتفاق خلال المفاوضات التى أجرتها مع المبعوث الأمريكى الخاص للمصالحة فى أفغانستان زلماى خليل زاد، في نوفمبر الماضي.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة، إنه تم إجراء محادثات مبدئية إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق فى أى من القضايا.
وكان زلماى خليل زاد قد أعرب عن أمله فى التوصل إلى اتفاق سلام فى أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية المقررة 20 أبريل العام القادم، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام مع "طالبان" فى قطر.
واتهم بعض المسؤولين إيران بتزويد الإرهابيين بالمال والسلاح، فيما تقول الولايات المتحدة إن طهران تحاول مد نفوذها في غرب أفغانستان.
والشهر الماضي، طالبت حركة طالبان، بتوفير ضمانات من المجتمع الدولي، من أجل تنفيذ كامل لأي اتفاق سلام قد تتوصل إليه مع الحكومة.
وأصبح مسلحو حركة طالبان، التي أنفقت قوى دولية بقيادة الولايات المتحدة مليارات الدولارات لهزيمتهم، ينشطون الآن في 70 في المئة من أفغانستان، بحسب تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
وتظهر الدراسة التي استمرت أشهرا وغطت أنحاء البلاد كيفية ارتفاع مساحة المناطق التي تهددها طالبان أو تسيطر عليها، وذلك منذ خروج القوات الأجنبية المقاتلة في عام 2014.
وشككت الحكومة الأفغانية في نتائج الدراسة، قائلة إنها تسيطر على معظم المناطق في البلاد.
لكن الهجمات العنيفة التي وقعت في الآونة الأخيرة وأعلنت حركة طالبان وتنظيم داعش مسؤوليتهما عنها أودت بحياة العشرات في العاصمة، كابول، ومناطق أخرى متفرقة.
وشهدت كابول وغيرها من المدن الكبرى، على سبيل المثال، هجمات عنيفة، شُنت من مناطق متاخمة أو من خلايا نائمة خلال فترة البحث وكذلك قبلها وبعدها.
كما كشفت نتائج التحقيق عن أدلة بشأن ارتفاع كبير في الضرائب التي تفرضها طالبان في أنحاء البلاد، ففي المناطق التي تشهد حضورا علنيا لطالبان، يجبر المسلحون المزارعين والشركات المحلية وحتى حافلات بضائع على دفع ضرائب، في الوقت الذي يترك فيه المسلحون الأمر للحكومة لدفع فواتير الخدمات الأسياسية مثل المدارس والمستشفيات.
وحينما عُرضت نتائج تحقيق بي بي سي، قال شاه حسين مرتضوي، المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، أشرف غني: "في بعض المناطق قد تتغير القوى المسيطرة. لكن إذا ما نظرت إلى الوضع هذا العام (2017/18) سنجد أن هجمات طالبان وتنظيم الدولة جرى الحد منها إلى حد كبير.، مضيفا "قوات الأمن فازت بالحرب في القرى. لم يعد ممكنا للمسلحين السيطرة على إقليم أو مناطق كبيرة أو طريق سريع. لا شك أنهم غيروا طبيعة الحرب، وبدأوا في شن هجمات على كابول، واستهداف المساجد والبازارات."
ووفق ما قال شير محمد عباس ستاناكزاي، رئيس وفد الحركة إلى مؤتمر للسلام في البلاد، التي استضافته موسكو، برعاية روسية ومشاركة إقليمية ودولية.
وتشير كافة المعطيات إلي أن حركة طالبان لا تريد حل للأزمة وتماطل في الجلوس علي طاولة المفاوضات حتي تواصل القتال والمزيد من التخريب، وكذلك تعطيل الإنتخابات الرئاسية المزمع انعقادها في أبريل المقبل.