بوابة الحركات الاسلامية : الحوثيون وتاريخ من اختطاف الأجانب (طباعة)
الحوثيون وتاريخ من اختطاف الأجانب
آخر تحديث: الأربعاء 05/12/2018 03:10 م حسام الحداد
الحوثيون وتاريخ من
تتخذ جماعة الحوثيين من المختطفين وسيلة للضغط على حكومات بلدانهم لاتخاذ مواقف معينة خصوصاً وأن غالبية المختطفين الأجانب ينتمون إلى دول تربطها علاقات جيدة مع السعودية التي تقود حرباً ضد المتمردين الحوثيين منذ سنوات.
أكدت مصادر محلية يمنية أن ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، نقلت 12 راهبة أجنبية من مدينة الحديدة إلى العاصمة صنعاء، وكانت الميليشيا قد احتجزتهن في مستشفى دار السلام للأمراض النفسية والعصبية السبت الماضي.
الحوثيون وتاريخ من
قالت المصادر، حسبما افادت قناة (العربية الحدث) الإخبارية اليوم الأربعاء 5 ديسمبر 2018، إن "الراهبات متطوعات وهن من جنسيات مختلفة وكانت تحتجزهن ميليشيا الحوثي منذ أيام بمستشفى دار السلام بالحديدة، قبل أن ترضخ لضغوط أممية بنقلهن إلى صنعاء".
من جانبها، ذكرت مصادر طبية أن الراهبات الأجنبيات يعملن كمتطوعات في مستشفى دار السلام للأمراض النفسية والعصبية بمديرية الحوك في الحديدة منذ 8 سنوات.
وأشارت إلى أن الراهبات طالبن بإعادتهن إلى بلدانهن عقب قيام ميليشيات الحوثي باقتحام المستشفى وتحويله إلى ثكنة عسكرية، مضيفة أن الراهبات حاولن المغادرة عقب نقل 42 مريضا إلى جهة مجهولة، وتخزين ذخائر في أحد المخازن وانتشار المسلحين في ساحة وأسطح المستشفى، لكن الحوثيين منعنهن من المغادرة.
يذكر أن الحوثيين حولوا مستشفى "دار السلام" إلى ثكنة عسكرية ومنعوا الممرضين والراهبات من مغادرته.
عمليات اختطاف 
عمليات الاختطاف التي تقوم بها ميليشيا الحوثي مستمرة ومنتشرة في أرجاء اليمن منذ مدة ليست وفي إحصائية بسيطة لعدد الأجانب الذين اختطفتهم جماعة الحوثي حتى الآن رصد المصدر أونلاين عدداً يقترب من 80 مواطنا أجنبيا، وكثير منهم يحملون الجنسية الأمريكية.
وإذا كان تنظيم القاعدة وهو المصنف عالميا في قائمة الإرهاب قد حصل من الحكومات الغربية على 66 مليون دولار مقابل إطلاق سراح عدد محدود من الأجانب خلال عام واحد وهو 2013، بحسب تقارير دولية، فكم المبالغ المالية التي يمكن أن يكون قد حصلت عليها جماعة الحوثيين جراء كل هذه العمليات؟
ففي فبراير 2015، احتجزت جماعة الحوثيين المواطنة الفرنسية (ايزابيل بريم)، وأطلقت سراحها في أغسطس 2015م بواسطة عمانية، والملفت أن الخارجية العمانية قالت إن "الجهات المعنية في السلطنة وبالتنسيق مع بعض الأطراف اليمنية تمكنت من العثور على الرهينة الفرنسية في اليمن ونقلها إلى السلطنة تمهيداً لعودتها إلى بلادها"، وكلمة عثور توحي وكأنها تاهت في الطريق وفقدت الوجهة التي كانت تقصدها!
بينما كانت الضحية الفرنسية اختطفت من صنعاء على يد رجال يلبسون زي الشرطة، وخطف معها مترجمة يمنية اسمها شيرين مكاوي، وأطلق سراحها بعد أسبوعين، والتي أشارت في تصريح صحفي لاحقاً إلى دفع فرنسا أكثر من 3 ملايين دولار مقابل إطلاق سراح بريم، لكن باريس نفت دفع فدية، واكتفت بشكر السلطان قابوس بن سعيد.
وفي يناير 2015، أعلنت عمان عن وصول مواطنين إلى العاصمة مسقط، جرى نقلهما من صنعاء، أحدهما أمريكي والآخر سنغافوري كانا مختطفين في اليمن، وأفرج عنهما بوساطة عمانية تلبية لطلب أمريكا وسنغافورة، وفقاً لبيان مسقط، ولم يكشف عن أسمائهما، ولا متى تم اختطافهما، ولا من أطلق سراحهما؟
وفي يونيو 2015م، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن دبلوماسيين أمريكيين التقوا ممثلين عن جماعة الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط بهدف الضغط عليهم للإفراج عن رهائن أمريكيين. وقالت الوزارة إن الصحفي الأمريكي كيسي كومبز الذي كان يحتجزه الحوثيون وصل إلى مسقط وهو في حالة مستقرة.
وفي سبتمبر 2015، أكدت سلطنة عمان قيامها بوساطة أسفرت عن الإفراج عن ستة أجانب كانوا محتجزين في صنعاء منذ ستة أشهر، وهم أميركيان وثلاثة سعوديين وبريطاني واحد. والأمريكيان بحسب وسائل إعلام أمريكية هما سام فران، وسكوت داردن في الخامسة والأربعين من عمره، وخطف في مارس 2015 من صنعاء.
وفي أكتوبر 2015، أوقفت مليشيا الحوثي الأمريكيين "مارك ماكاليستر"، و"جون هامين"، قبيل مغادرتهما مطار صنعاء، بتهمة الاشتباه بنشاط "تجسسي" للرجلين اللذين كانا يعملان لصالح الأمم المتحدة. والملفت أن هذا الاشتباه التجسسي اكتشف في المطار قبيل مغادرتهما!
وتهمة التجسس هي التهمة التي تلصقها مليشيات الحوثي لكل الأجانب المختطفين، وتلصق تهمة العمالة والإرهاب للمختطفين اليمنيين، بدون أدلة ولا محاكمة للمتهمين الذين مضى على بعضهم 4 سنوات في السجون، ولم يسمح لهم حتى بالتواصل مع أقربائهم أو علاجهم، وبعضهم ماتوا تحت التعذيب وبينهم أجانب.
ففي نوفمبر 2015، أعلنت الخارجية الأمريكية عن وفاة المواطن الأمريكي "جون هامين" والذي كان محتجزاً لدى مليشيا الحوثي منذ أكتوبر 2015. وقال سجناء يمنيون وأجانب أفرج عنهم لاحقاً، إنه مات تحت التعذيب، بينما قال الحوثي إنه انتحر!
وفي نوفمبر 2015، قالت سلطنة عمان إنها استقبلت ثلاثة أمريكيين كانوا محتجزين لدى جماعة الحوثيين. وفي ديسمبر 2015، اعتقل مسلحون في صنعاء الفرنسية التونسية الموظفة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر "نوران حواس"، وبعد مرور حوالي عام أطلقت سراحها في أكتوبر 2016 بوساطة عمانية.
الحوثيون وتاريخ من
ومحاكاة لتجارب القاعدة وداعش، ظهرت نوران في شريط فيديو في مايو 2016 وهي ترتدي لباساً برتقالياً ووراءها مسلح ملثم، وتناشد الحكومة الفرنسية بدفع الفدية ما لم سيتم قتلها. مع التأكيد على أن الجماعة لم تعلن رسمياً تبنيها لمعظم عمليات الاختطاف. وإلى جانب أنها في مرات عديدة تجعل قيادات تابعة لها تتفاوض لتسهيل عملية الإفراج وتحديد الفدية المطلوبة فإنها في كثير من الحالات تقف في الظل وتترك مسلحين يحظون برعاية رسمية من الجماعة لإدارة العملية وعند جهود الإفراج تلعب الجماعة، شكلياً، دور الوسيط.
في أبريل 2016، أكدت عمان أنها ساعدت في الإفراج عن مواطن أمريكي كان مختطفاً لدى جماعة الحوثيين، بناءً على توجيهات من السلطان قابوس بن سعيد، وتلبية لطلب الحكومة الأمريكية.
وفي يونيو 2016، أعلنت عمان الإفراج عن مواطن ألماني، وجرى نقله من صنعاء إلى مسقط بطائرة تابعة لسلاح الجو العماني، من دون ذكر أي تفاصيل عن الألماني أو الأطراف التي كانت تحتجزه أو أسباب ومدة احتجازه، واكتفت السلطنة بالقول إنها تفاوضت للإفراج عنه بطلب من ألمانيا لـ " دواعٍ إنسانية".
وفي سبتمبر 2016م، اختطف مسلحون حوثيون مواطناً استرالياً يدعى (كريغ ماكليستر) من صنعاء، وهو مدرب كرة قدم، وظهر المواطن الاسترالي المخطوف في يناير 2017 في شريط فيديو وهو يقرأ بياناً والسلاح موجه إلى رأسه، وطلب من حكومة بلاده قبول طلبات خاطفيه بدفع المال.
وفي أكتوبر 2016، حسب تتبع محرر المصدر أونلاين لأخبار الاختطافات وعمليات الإفراج أعلنت عمان عن نجاح وساطة قادتها في الإفراج عن أمريكيين كانا محتجزين في صنعاء، وتم نقلهما على متن طائرة عمانية إلى مسقط. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أطلقت جماعة الحوثيين سراح المواطن الأمريكي وليد يوسف بيتس لقمان، بوساطة عمانية.
وقالت الخارجية العمانية إن الوساطة جاءت "لتلبية التماس الحكومة الأميركية الاستمرار في مساعدتها حول مواطنيها المتحفظ عليهم في اليمن"، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري: "نرحب بهذه البادرة الإيجابية من جانب الحوثيين، وما زلنا نطالب بالإفراج عن الأشخاص المحتجزين ظلماً في اليمن".
وفي ديسمبر 2016، أكدت الخارجية المصرية اختطاف 49 مواطناً مصرياً على يد الحوثيين في محافظة الحديدة اليمنية، والمختطفون كانوا يعملون في عدة مهن حرة في المدينة منذ عدة سنوات، ولم يقف المصدر أونلاين على خبر عن مصيرهم بعد ذلك إلا أن المرجح أنه تم الإفراج عنهم بعد فترة وجيزة وتمكنوا من العودة إلى بلادهم.
ولا تخلو الاختطافات من طرائف، ففي سبتمبر 2017، اتهمت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، في بيان لها، عصابة مسلحة باختطاف المواطن الأمريكي "داني لايون برش" (63 عاما) من أحد شوارع صنعاء، بينما أكد زملاء المختطف لوسائل إعلام خارجية أن مسلحين تابعين لجماعة الحوثيين ويتجولون على عربات مسلحة اختطفوه في وضح النهار.
ومعروف أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي يدير مناطق سيطرته بالحديد والنار، ولهذا لم تسجل حتى اليوم أي حادثة اختطاف لأجنبي قامت بها قبيلة أو عصابة أو تنظيم متطرف في مناطق سيطرة الحوثيين الجماعة التي باتت تمسك بكل مفاصل القوة الحكومية والمجتمعية بما فيها عصابات الإختطاف وتهريب الممنوعات.
وفي يوليو 2018، أفرجت ميليشيات الحوثي، عن المواطن الفرنسي "ماروك عبدالقادر"، الذي اختطفته في يناير 2016، من مطار صنعاء، وسلبته كل ما كان بحوزته ومارست ضده مختلف أنواع التعذيب والتي بدت آثارها على جسده.
وأكد ماروك أن ميليشيات الحوثي كانت تعذبه وتحضر كاميرا وتطلب منه الاعتراف بأنه يعمل في الاستخبارات، وبعد قرابة عامين من اختطافه وسجنه وتعذيبه وتدخل فرنسا، أفرجت المليشيات عنه وأبقته تحت الإقامة الجبرية بصنعاء، وبعد التواصل مع الخارجية الفرنسية ودفع مبالغ مالية كبيرة للحوثيين منحته سلطات الجماعة تصريحاً للمغادرة.
وفي أكتوبر ٢٠١٨، أفرجت ميليشيا الحوثيين بوساطة عمانية، عن مواطن فرنسي، بعد 4 أشهر ونصف من اعتقاله، والفرنسي يدعى "آلان جوما" (54 عاماً) تم اعتقاله في ميناء الحديدة، إثر تعرض قاربه لمشاكل فنية. وتجنبت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "أنييس فون" الرد على سؤال عما إذا كانت باريس تعتقد أن الحوثيين احتجزوه رهينة، لكنها أكدت وجود مواطنين آخرين يحتجزهم الحوثي.
وفي كل عملية إفراج تحاول الجماعة المسلحة إظهار تصرفها كهدية تقدمها للخارج ويحتفي نشطاء يعملون لصالحها  بعمليات الإفراج محاولين تقديم صورة جيدة عن الجماعة في أوساط النشطاء والمنظمات المدنية في اغرب الذي يتسامح مع ما تقوم به جماعة الحوثيين انطلاقاً من كونها تواجه المملكة السعودية التي يكنون مشاعر سلبية تجاهها.
ولا شك الدافع الرئيس لجماعة الحوثيين لممارسة الخطف هو مادي، فهناك ملايين من الدولارات تجنيها الجماعة من عملية اختطاف وإطلاق سراح هؤلاء الأجانب، وهذا يسري أيضاً على كثير من المواطنين اليمنيين الذين تختطفهم الجماعة وتحتجزهم في سجونها لفترات متفاوتة ثم يتم إطلاق سراحهم بعد عمليات تفاوض ومتابعة مضنية من قبل أهاليهم مقابل دفعهم مبالغ مالية وأحياناً يتم مبادلتهم بأسرى من عناصر الجماعة وقعوا في قبضة القوات التابعة أو المقاومة الشعبية المؤيدة للحكومة الشرعية.
كما تتخذ جماعة الحوثيين من المختطفين وسيلة للضغط على حكومات بلدانهم لاتخاذ مواقف معينة خصوصاً وأن غالبية المختطفين الأجانب ينتمون إلى دول تربطها علاقات جيدة مع السعودية التي تقود حرباً ضد المتمردين الحوثيين منذ سنوات.