بوابة الحركات الاسلامية : تهديدات الحوثي.. مراوغات جديدة لإفشال مفاوضات السلام في السويد (طباعة)
تهديدات الحوثي.. مراوغات جديدة لإفشال مفاوضات السلام في السويد
آخر تحديث: الخميس 06/12/2018 03:49 م أميرة الشريف
تهديدات الحوثي..
بالتزامن مع محادثات السلام التي تراعاها الأمم المتحدة في السويد، بشأن أزمة اليمن، ومحاولات جمع أطراف النزاع علي طاولة واحدة، ردت ميلشيات الحوثي الموالية لإيران علي هذا الأمر بإطلاق دفعة جديدة من التهديدات، في محاولة منها لقطع أي خيوط للسلام مع الحكومة اليمنية، لاستمرار حالة الفوضي التي تعم البلاد منذ ثلاثة أعوام.
ولجأ القيادي في الميليشيات، محمد علي الحوثي، إلى تويتر لإطلاق أحدث تهديدات جماعة إيران والإعلان عن شروط مسبقة، مهددا بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة في حال عدم توصل المحادثات الى قرار بفتح المطار أمام الطيران المدني، في ابتزاز جديد للميليشيات الساعية إلى تحويل المطار إلى منصة لاستقبال الأسلحة الإيرانية.
ويستقبل المطار التي تحتله الميليشيات طائرات الأمم المتحدة المحملة بالمواد الإغاثية للشعب اليمني، ولكن ميليشيات الحوثي، وتحت ذريعة فتحه أمام الطيران المدني، تسعى إلى تسهيل عملية نقل الأسلحة من طهران إلى صنعاء على متن طائرات إيرانية، وفق تقارير صحافية
وتستغل الميلشيات الإرهابية، موانئ عديدة للسيطرة علي زمام الأمور في البلاد، وذلك على غرار ميناء الحديدة الذي حوله الحوثيون إلى منصة لتمويل أنشطتهم عبر نهب عائداته والاستيلاء على المساعدات الإنسانية، وتهريب الأسلحة وتهديد الملاحة الدولية.
وفي هذا السياق، طالبت الحكومة اليمنية، الخميس، بانسحاب كامل للمتمردين اليمنيين من ميناء الحديدة في غرب البلاد، حسب ما نقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية، خالد اليماني.
وقال اليماني، الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات، في تغريدة على موقع "تويتر"، إنه "طالب بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية".
وتأتي تهديدات وابتزازات الحوثي في وقت تأمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية الداعمة للشرعية في اليمن، في أن تشكل محادثات السويد بارقة أمل للعودة إلى المسار السياسي.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفث، إبرام اتفاق لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمينة الشرعية وميليشيات الحوثي، وذلك في مستهل محادثات السويد.
وافتتح غريفث ووزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فالستروم، محادثات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة، في محاولة لإنهاء النزاع الناجم عن التمرد الحوثي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع فالستروم في ستوكهولم، قال مبعوث الأمم المتحدة إنه تم التوصل لاتفاق على تبادل الأسرى، مشيدا بـ"فرصة حاسمة" مع بدء المحادثات.
وذكر أن المباحثات ستشمل خفض العنف وإيصال المساعدات الإنسانية والتحديات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكون علامة فارقة "ويجب ألا يتخلى أي طرف عن دوره".
وقال غريفيث، إن "الأيام القادمة تمثل علامة فارقة"، حاثا الطرفين قائلا: "لا تترددوا.. دعونا نعمل بحسن نية.. لإيصال رسالة سلام."
وحثت فالستروم، على إجراء محادثات بناءة خلال المفاوضات، متمنية أن تتمتع كافة الأطراف بالقوة لإيجاد "تسوية" وأن يتحلوا بالشجاعة وهم يشرعون في المهمة الصعبة التي تنتظرهم.
وفي سبتمبر الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف، بسبب تعنت ميليشيات الحوثي التي دأبت على المراوغة والالتفاف على تعهداتها.
ويأمل المجتمع الدولي أن تحقق محادثات السويد اختراقا في الأزمة اليمنية، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي قدم خريطة طريق قابلة للتطبيق.
وينص القرار الذي صدر في أبريل 2015، على انسحاب ميليشيات الحوثي الإيرانية من المدن التي سيطرت عليها منذ عام 2014، وأبرزها صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة.
في سياق متصل، أكدت مصادر محلية أن مليشيات الحوثي الإيرانية، تحفر شبكة أنفاق ودهاليز أرضية متصلة ببعضها، تحت منازل اقتحمتها في أحياء عدة بمدينة الحديدة، غربي اليمن.
ووفق تقارير صحافية، قالت المصادر إن شبكة الأنفاق حفرتها المليشيات المتمردة داخل معظم المنازل التي اقتحمتها بحي 7 يوليو، وأنها  أصبحت متصلة ببعضها ومترابطة بشبكة دهاليز أرضية ممتدة إلى منازل بحي الحلقة، وصولا إلى الحديقة العامة وسط المدينة.
وأوضح سكان أن شبكة الأنفاق الأرضية التي تحفرها المليشيات في منازل بأحياء مدينة الحديدة والمتصلة بدهاليز أرضية، تشبه أنفاق "داعش" التي جرى العثور عليها في مدينة الموصل العراقية، عقب استعادتها من قبضة التنظيم الإرهابي العام الماضي.
وحسب الأهالي، دشنت الميليشيات مرحلة جديدة انتقلت فيها من حفر "الخنادق" في الشوارع والطرق والأحياء السكنية، إلى إنشاء الأنفاق والدهاليز تحت مساكن المواطنين.
وفرض الحوثيون علي سكان الحديدة عزلة شاملة، بعد قطع خدمة الإنترنت عنهم منذ 22 يوما مع تصعيد انتهاكاتها وجرائمها ضد المدنيين بأعمال القصف اليومي ومطاردة الصحفيين والنشطاء، واقتحام المنازل وعمليات الدهم والاختطاف، وتحويل المدينة وشوارعها لثكنات عسكرية وحقول ألغام.
وسبق لقوات المقاومة الشعبية أن بدأت حملة عسكرية موسعة لاستعادة المدينة ومينائها من قبضة المتمردين، بغطاء وإسناد من تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية.
وتقدمت القوات المشتركة على جبهة الساحل الغربي وغيرها من المناطق اليمنية، حيث تكبدت الميليشيات خسائر فادحة في المسلحين والعتاد.
وسبق ذلك، مساعي كثيرة من الأمم المتحدة، لعملية السلام، إلا أن تعنت الحوثيين ومراوغاتهم أحبط كافة المحاولات لعملية السلام.