بوابة الحركات الاسلامية : بعد هجوم "ستراسبورج".. إيران وداعش يد واحدة ضد أعياد الميلاد (طباعة)
بعد هجوم "ستراسبورج".. إيران وداعش يد واحدة ضد أعياد الميلاد
آخر تحديث: الأربعاء 12/12/2018 12:06 م روبير الفارس
بعد هجوم ستراسبورج..
أصبح من المعتاد ان يسبق الاحتفال بأعياد الميلاد  وقوع عدد من العمليات الارهابية تتواكب مع تهديدات تنظيم داعش وغيره بتفجيرات والقيام بعمليات  الامر الذى جعل العالم يحتفل بالعيد  مع " خطر محتمل" وقد اعاد هجوم مدينة ستراسبورج الإرهابي، بفرنسا للاذهان اثر هذه الجرائم  وكانت وسائل الإعلام الفرنسية، قد نشرت صورة منفذ والذي أسفر عن سقوط 4 قتلى، وإصابة 11 آخرين وفق آخر إحصائية " الاعداد قابلة للارتفاع ".وقالت الشرطة الفرنسية إن منفذ الهجوم مواطن فرنسي من أصول مغربية، يبلغ من العمر 29 عاما.وأضافت الشرطة أنه ولد في نفس المدينة التي شهدت الهجوم.ووصفت الشرطة، الهجوم بأنه "إرهابي".وكانت السلطات الفرنسية كشفت عن تبادل لإطلاق النار مع منفذ الهجوم في أحد أحياء المدينة.فادت مصادر فرنسية بأن منفذ وسط ستراسبورج كان مُدرجًا على لوائح المشتبه بارتباطهم بأنشطة إرهابية.
 وربط المحللين بين هذا الحادث وحادث سوق عيد الميلاد ببرلين الذي وقع عام 2016  و أوقع ما لا يقل عن 12 قتيلا و48 جريحا دهسا. والذى تبناه تنظيم  داعش الارهابي وروت سائحة استرالية تدعى تريشا اونيل لشبكة "هيئة الاذاعة والتلفزيون الاسترالية" "رأيت فقط تلك الشاحنة السوداء الضخمة تقتحم السوق وتصدم عددا كبيرا من الناس، ثم انطفأت كل الأضواء وكان كل شيء مدمرا".
وتابعت أنه كان هناك "دماء وجثث في كل مكان" بما في ذلك جثث أطفال ومسنين، مشيرة الى أنها "انهارت بالبكاء".
ووقع الهجوم أمام كنيسة القيصر فيلهلم التذكارية الواقعة على أحد الشوارع التجارية التي تشهد أكبر قدر من الحركة في الجزء الغربي من العاصمة الالمانية.
وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس في موقع الهجوم أعمدة خشبية محطمة وزينة لعيد الميلاد متناثرة على الأرض وشجرة عيد واحدة على الأقل مقلوبة، فيما كانت سيارات الإسعاف والاطفاء والشرطة منتشرة حول المكان والفرق تتولى معالجة الجرحى وابعاد حشود الفضوليين.
وقال سائح في المكان لوكالة فرانس برس أنه لا يدري إن كان السائق "ثملا" أو تعمد دهس الحشد "لكنه لم يحاول التوقف، بل واصل طريقه ببساطة".
وكان الهجوم  في برلين يشبه هجوم  نيس الذي وقع في يوليو2016 حين اقتحم تونسي بشاحنته الكورنيش البحري في هذه المدينة الساحلية على مسافة حوالى كيلومترين مستهدفا حشدا من المدنيين فقتل 86 شخصا وجرح أكثر من 400 قبل أن تقتله الشرطة. وتبنى تنظيم داعش  الاعتداء.

أسواق العيد 
اسواق عيد الميلاد في اوروبا  ظلت على مر العصور مكانا للبهجة والاحتفال. بيد أن الاعتداء الأخير على أحد أسواق الميلاد في برلين وما رافق ذلك من قرارات إغلاق مؤقت لها، أثار المخاوف حول مستقبل هذه الأسواق في ألمانيا.
تمثل أسواق عيد الميلاد تقليدا قديما بدا في ألمانيا يلجأ إليها الناس لنيل قسط من الراحة ونسيان متاعب الحياة اليومية. وسوق عيد الميلاد هو فضاء للفرحة والاحتفال، و"الابتعاد عن مشاغل الحياة اليومية". كما يؤكد ذلك مانفريد بيكر هوبرتي، المتحدث الرسمي باسم أبرشية كولونيا.وتفيد إحصائيات اتحاد منظمة المعارض بألمانيا أن نحو 85 مليون شخص يزورون سنويا أسواق عيد الميلاد بحثا عن الترفيه، وأقيمت في ألمانيا عام 2013 نحو 1.450 سوق لعيد الميلاد.
استهداف مكان للفرحة والمشاعر الجميلة كان بالتحديد هو الهدف من الاعتداء الذي طال سوق عيد الميلاد في قلب العاصمة برلين، كما يرى بيكر هوبرتي، ويوضح ذلك بالقول "أعتقد أن ذلك هو أيضا هدف الاعتداء، أي إظهار أننا عرضة للهجوم في هذا المكان الذي لا تُستعرض فيه القوة، بل فقط المشاعر، وتوجيه الضربة في هذا المكان الحساس هو الجانب الحقير في هذا الاعتداء". ويشير هوبرتي، إلى أن أسواق عيد الميلاد ليس لها في الحقيقة أصلا علاقة بالدين المسيحي.
ويوجد أقدم سوق عيد الميلاد بألمانيا في مدينة دريسدن ويعود تاريخه لعام 1434. وتؤكد وثيقة أخرى تعود لعام 1628 وجود سوق عيد الميلاد بمدينة نوربنبيرغ منذ ذلك التاريخ.
ويذكر التاريخ  ان العمل كان ينتهي في فصل الشتاء في حقول الزراعة، وكان الناس يجمعون المؤن والتوابل تحسبا لفترة البرد القارص، فإن الأسواق كانت تقام في فترة عيد الميلاد في باحة  مقر الكنيسة. وقال بيكر هوبرتي:"إذا توجه الناس من الضيعات المختلفة إلى المدينة الصغيرة لشراء شيء ما، التقوا بأناس آخرين لا يصادفونهم طول السنة. المكان كانت له صبغة اجتماعية. فالأسواق كانت تتيح إمكانية التواصل والتحاور بين الناس".وجاء زمن الإصلاح البروتستانتي لتتغير أسواق عيد الميلاد، لأن القس مارتن لوثر كان يتطلع للقضاء على القديسين الكاثوليك، وفي مقدمتهم بابا نويل، ولم تعد توجد في أسواق عيد الميلاد فقط الدواب والبضائع، بل حتى الهدايا والمقتنيات الجميلة.
وتحولت أسواق عيد الميلاد مع مرور الزمن إلى مكان للاستهلاك يشمل مختلف المشروبات والمأكولات والمنتجات المختلفة الخاصة بفترة آخر السنة في أسواق كبيرة تجلب جموع الجماهير التي تجد ما يشبع رغباتها المختلفة إلى أن باتت هذه الأسواق تجد تقليدا لها في الخارج مثلا، في أوزاكا اليابانية أو شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية حيث توجد هناك نسخة من سوق عيد الميلاد الموجود بمدينة نورنبيرغ الألمانية المعروفة بكعكة الزنجبيل: وكانت نورنبيرغ في العصور الوسطى مركزا لتجارة التوابل. ويركز سوق عيد الميلاد بنورنبيرغ على عروض الصناعات الحرفية التقليدية، كما يقول ميشاييل فراس من قسم الشؤون الاقتصادية لمدينة نورنبيرغ الذي أوضح أن معظم أكشاك السوق تعرض منتجات فنية تقليدية.
ووقوع حادث فرنسا جعل كثيرون يطالبون  بتكثيف وجود الشرطة في الاسواق  :"في السابق كان البعض يشكو من وجود عدد كبير من عناصر الشرطة في أسواق عيد الميلاد، والآن باتوا يرحبون بانتشارها المكثف".وبعد الاعتداء في برلين كثفت الشرطة من وجودها في مختلف أسواق عيد الميلاد بألمانيا التي شهدت ترتيبات أمنية إضافية كوضع حواجز عند بعض المداخل والممرات على غرار ما طُبق في سوق عيد ميلاد دريسدن.  فهل يتكرر الحادث في دول اوربية اخري  للاسف فهذا متوقع لانه لاتوجد وسيلة قوية تتصدي لذئاب داعش المنتشرة في القارة العجوز 

إيران

ولان هدف التنظيمات الارهابية هو التنغيص علي المسيحيين  وقتل فرحاتهم بالعيد فان جمهورية ايران الارهابية تسير علي نفس الخط ولكن بطريقتها  فقبل حلول موسم عيدي الميلاد ورأس السنة، أطلق النظام الإيراني حملة أمنية واسعة اعتقل بموجبها أكثر من 100 مسيحي، بهدف “تحذيرهم” من التبشير في الكريسماس، حسبما ذكر مدير مؤسسة الدفاع عن الحرية الدينية منصور بورجي.
وقال بورجي إن “عدد الاعتقالات في الأسبوع الماضي وصل إلى 114، بينما جرى اعتقال 142 مسيحيا في 11 مدينة مختلفة في جميع أنحاء البلاد في شهر نوفمبر  الماضي.
ونقل موقع القوات عن مركز “ورلد ووتش مونيتور” عن بورجي، قوله إن معظم الموقوفين “سمح لهم بالعودة إلى بيوتهم بعد بضع ساعات، وقد تم إبلاغهم بتوقع مكالمة من وزارة الاستخبارات”، لكن لا يزال بعض الأشخاص قيد الاعتقال بحجة  “الاشتباه في قيادتهم لجماعات دينية تبشيرية”.؟