بوابة الحركات الاسلامية : عبر أفريقيا.. أذرع الشر الإيرانية تمتد لدعم الحوثيين (طباعة)
عبر أفريقيا.. أذرع الشر الإيرانية تمتد لدعم الحوثيين
آخر تحديث: الثلاثاء 18/12/2018 02:23 م فاطمة عبدالغني
عبر أفريقيا.. أذرع
مـع تصاعـد العمليـات العسـكرية للتحالـف العربـي فـي اليمـن لمواجهـة الحوثييـن المدعوميـن مـن إيـران، عملـت طهـران علـى تدعيـم علاقاتها مـع الدول الأفريقية وخصوصًا إريتريا وجيبوتي، لاسيما بعـد أن فقدت حليفتها التاريخية السودان، حيث قطع السودان وجزر القمر علاقاتها مع إيران على خلفية أزمة حرق السفارة السعودية بطهران، هذا فضلاً عن أن الضغوط الدولية الرامية إلى تحجيم النفوذ الإيراني في أفريقيا شكلت تحدياً جديداً في مواجهة التوغل الإيراني، ما كشفت عنه خطوة إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان، ومشاركة بعض الدول الأفريقية إلى جانب قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، وتأييد دول أخرى مثل موريتانيا والسنغال للعمليات التي تقوم بها هذه القوات في الحرب ضد الحوثيين.
يشار إلى أن تطورت العلاقات بين البلدين برز بصورة لفتة، في إعلان الرئيس الإرتيري عـام ٢٠٠٨ ترحيبه بـأن تقوم إيـران بإقامة قواعـد لها في القـرن الإفريقي، تلا ذلك اتفاقية للتعـاون النفطي بين البلدين، وقد تحدث تقرير سـابق لــستراتفور عن وجود عسـكري إيراني علي السـاحل الإرتيري، وفي أرخبيل دهلك الاستراتيجي.
ومع انطلاق العمليـات العسـكرية للتحالـف العربـي استخدمت إيـران السـاحل الإرتيري في دعم حلفائها الحوثيين ومدهم بالسلاح وتدريبهم في ثلاثة معسكرات تقع على الأراضي الإرتيرية بإشـراف وخبـرات وتمويـل إيراني، وأحـد هذه المعسـكرات يوجد بالقـرب من ميناء "عصب" قبالة معسـكر كبير للجيش الإرتيري يسـمى "ويعا"، إذ تمكنـت إيران من بنـاء قاعدة بحريـة عسـكرية بالقـرب مـن مينـاء "عصـب" ونقـل الحـرس الثـوري صواريـخ وعناصر مـن قوة القدس إلى هذا المعسكر لتسهيل دعم الحوثيين.
والمعسكر الثاني في منطقة "ساوى"، وهو أحدث المعسكرات التي أقامها الحرس الثوري الإيراني لتدريب الحوثيين، وهو قريب من الحدود السودانية. 
والمعسكر الثالث يقع في إحدى الجـزر الثلاث التـي اسـتأجرتها إيـران - ومنهـا جزيـرة "دهلـك"، وهـي تابعـة لإريتريا- لتزويـد الحوثيين بالسـالح والدبابات عبر ميناء ميدي. 
وقد اتخذت إيران هذه الجزر الإرتيرية نقاط ارتكاز لتدريب القوات العسكرية والزج بها في الصراعات من أجل تعزيز نفوذها. كما غيرت إيران استراتيجيها في إرسال شحنات الأسلحة المهربة عبر زوارق لدعم ميليشيا الحوثيين، بمد جسر عائم مشابه لما استخدم في معارك عسكرية كبرى، يصل إلى شواطئ باب المندب، وصرح اللواء أحمد سيف، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أنذاك "أن الجيش الوطني تمكن من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وملايين من الذخائر الحية لمختلف الأسلحة، بالقرب من شواطئ باب المندب محملة في مركبات ومعدة للانتقال إلى مواقع مختلفة".
وفي ديسمبر 2013 حصلت صحيفة "الوطن" السعودية على وثائق سرية، تكشف دور إيران في القارة السمراء، وتحديدا في إريتريا، واستخدام أراضيها في عمليات تدريب لعناصر حوثية يمنية.
وقالت الصحيفة "إن الوثائق تتضمن ، تحديد 3 مواقع شمال العاصمة" "أسمرة"، استخدمتها طهران، لإخضاع مجموعات من المقاتلين الحوثيين لأغراض التدريبات العسكرية ، قبل إعادتهم إلى الأراضي اليمنية مجددا، وتتميز بأنها غير مأهولة بالسكان."
وأضافت الصحيفة "إن الوثائق حددت بالإحداثيات ، 3 مواقع تدريبية، أولها معسكر تدريبي بالقرب من "مرسى بريطي" ويعتبر أقدم المراسي الإريترية، ويقع بالقرب من منطقة "رأس قصار" شمال إريتريا والتي تبعد عنه 6.5 كيلومترات تقريبا جنوبا ، أما ثاني المواقع، فهو مرسى "حسمت"، وهو مرسى قديم أيضا، يبعد حوالي 31 كيلومترا جنوب منطقة رأس قصار".
وتابعت الصحيفة قائلة "إن ثالث هذه المواقع التي تشهد تدريب عناصر الحوثيين على يد مدربين إيرانيين على الأراضي الإريترية، منطقة تعرف باسم “متر”، وهي منطقة – صحراوية جبلية – تبعد حوالي 44 كيلومترا جنوب منطقة رأس قصار".
كما أشارت الصحيفة – نقلا عن هذه الوثائق – "إلى أنه تم الانتهاء من تدريب 120 عنصرا من الحوثيين على عدة أنواع من السلاح في هذا المعسكر".
كما أن جيبوتي الواقعة غرب اليمن والمملكة العربية السعودية، كانت أحد حلفاء طهران التي أنفقت عشرات الملايين من الدولارات على إنشاء برلمانها ومركز تجاري هناك مقابل الحصول على موانئها.
وبفضل موقع جيبوتي المثالي، نجحت إيران في ضمان الطريق المثلى لإيصال الأسلحة للحوثيين بحكم قربها من باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن.
من ناحية أخرى اعترفت ميليشيات الحوثي ، في أواخر 2017 بتجنيد لاجئين أفارقة للقتال في صفوفها كمرتزقة، ونشرت صور أحد الصوماليين الذي قتل وهو يحارب في صفوفها، بعد فترة من الإنكار المستمر للتقارير التي تحدثت عن ذلك. 
هذا فضلاً عن  أسر قوات الجيش اليمني، مقاتلاً حوثياً من أصول إفريقية أوائل نوفمبر 2017 ، أثناء تنفيذ ميليشيات الحوثي محاولة تسلل فاشلة في جبهة ميدي بمحافظة حجة شمال غربي اليمن على الحدود مع السعودية.
وأفاد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، أن الاعترافات الأولية للأسير تشير إلى أن الميليشيات الحوثية تدرب عناصر إفريقية من جنسيات مختلفة في معسكرات تدريبية في الجزر الإفريقية المحاذية لليمن بإشراف من عناصر لبنانية وإيرانية، وذكر بيان المركز أن الأسير يحمل الجنسية الجيبوتية، وتم القبض عليه وهو يقاتل في صفوف الميليشيات الحوثية.
وفي أواخر 2016 كشف تقرير منظمة أبحاث تسلح النزاعات، خطة إيرانية لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن بحرا عبر سفن محملة بالأسلحة تصل أولا إلى الصومال.
وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها وتعتمد في تمويلها على الاتحاد الأوروبي "أن محققون دوليون عثروا على ما يشتبه أنه "خط لنقل الأسلحة" من إيران إلى اليمن عبر الصومال، لتصل بنهاية المطاف إلى حلفائها الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة".
وفي هذا السياق قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، إن "السلاح عندما ينقل إلى الصومال يخزّن في مناطق مستأجرة تشرف عليها عصابات، ومن ثم تنقل إلى اليمن بكميات بسيطة بواسطة قوارب الصيادين التي يصعب تفتيشها".
ويرى المراقبون أنه  ليس بخفي، أن إيران تمتلك حضوراً عسكرياً ملموساً في دول شرق إفريقيا خاصة في إريتريا وجيبوتي لموقعهما المتميز في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وبدون شك، فإن هذا الحضور العسكري الإيراني يقدم الدعم العسكري للميليشيات الحوثية في اليمن حاليًا، ومن ثم فمن أجل تحجيم الدور الإيراني المتصاعد في عدد ليس بالقليل من الدول الإفريقية، فذلك يستدعي بكل تأكيد القيام ببعض التحركات المشتركة بين عدد من دول المنطقة لوقف الأنشطة الإيرانية في جنوب البحر الأحمر؛ وذلك لعدم لإضرار بحركة الملاحة البحرية من جانب ولوقف التمويل الإيراني للحوثين من جانب آخر، يأتي ذلك من خلال تدعيم علاقات التعاون السياسي والاقتصادي والدبلوماسي مع دول شرق إفريقيا، فضلاً عن غربها، هذ إضافة إلى القضاء على خطر ميليشيات الحوثيين في المناطق الغربية الساحلية في البلاد التي تقوم إيران من خلالها بتقديم الدعم لهم، والتي تقترب من سواحل الدول الإفريقية التي تنشط فيها إيران عسكرياً.