بوابة الحركات الاسلامية : إرهاب الملالي يمتد إلى البلقان (طباعة)
إرهاب الملالي يمتد إلى البلقان
آخر تحديث: الجمعة 21/12/2018 02:11 م فاطمة عبدالغني
إرهاب الملالي يمتد
في أعقاب إعلان الخارجية الألبانية طرد السفير الإيراني ودبلوماسي آخر لديها بتهمة ممارسة أنشطة غير قانونية تهدد أمن البلاد، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ادليرا بريندي للصحافيين في تيرانا، إن الدبلوماسيين يشتبه بـ"تورطهما في نشاطات تضر بأمن البلاد".
 وأشارت يريندي إلى أن اعتبارهما شخصين غير مرغوب بهما تم اتخاذه بعد التشاور مع دول حليفة لألبانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ورفضت المتحدثة الكشف عن اسميهما أو توضيح طبيعة النشاطات التي قاما بها، لكن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لفت في تغريدة على تويتر إلى أن السفير الإيراني هو أحد الدبلوماسيين اللذين تم طردهما.
وكتب بولتون "رئيس وزراء ألبانيا أدي راما طرد السفير الإيراني، مرسلا إشارة إلى قادة إيران بأن دعمهم للإرهاب لن يتم التسامح معه”. وأضاف “ندعم رئيس الوزراء راما والشعب الألباني في وقوفهم بوجه تصرفات إيران المتهورة في أوروبا والعالم".
وفي السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الدبلوماسييْن بأنهما «عميلين إيرانييْن خططا لهجمات إرهابية في ألبانيا" جاء ذلك عبربيان ترحيبي بهذه الخطوة.
من ناحية أخرى أعلنت السفارة الأمريكية في تيرانا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدم الشكر إلى ألبانيا لطردها دبلوماسييْن إيرانيين، بينهما السفير، على خلفية ارتكاب أعمال تعرّض أمن الدولة للخطر.
وعلى الصعيد ذاته، رحّبت وزارة الخارجية البحرينية بقرار ألبانيا طرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين للاشتباه في قيامهما بأنشطة غير قانونية.
وتابعت، في بيان، أن القرار يؤكد خطورة إيران وسياستها القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومساعيها المتواصلة والرامية إلى زعزعة الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأوضح البيان: «إذ تؤكد وزارة الخارجية تأييدها قرار جمهورية ألبانيا، فإنها تعرب عن تطلعها إلى مواصلة الجهود الدولية الهادفة إلى التصدي للسياسات الإيرانية الداعمة للتطرف والإرهاب».
كما دعت الخارجية البحرينية المجتمع الدولي إلى إلزام النظام الإيراني باحترام بمبادئ العلاقات الدولية وحسن الجوار، وسيادة واستقلال الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، حفاظاً على الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
وبحسب المراقبون فإن الأحداث الأخيرة ربما تدفع المتابع للتحركات السياسية والدبلوماسية الإيرانية إلى محاولة رصد مبررات التكالب الإيراني الواضح لجهة التعاون مع دول البلقان، خاصة في ضوء تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني، على أهمية تنمية العلاقات مع دول البلقان، لا سيما ألبانيا، الأمر الذي اعتبره يصبّ في مصلحة شعوب المنطقتين، بحسب تصريحه، غداة استقباله السفير الألباني الجديد غير المقيم في طهران غنت غاجلي، هذا وقد لفت روحاني، إلى وجود فرص كبيرة للتعاون في مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية لدى البلدين، في شكل غير خافي لعادة طهران في استخدام ما لديها من فوائض أموال لشراء المزيد من الولاءات.
وقد تكرر الأمر ذاته عند استقبال روحاني نظيره الصربي توميسلاف نيكوليج، حين زار إيران زيارة غير رسمية.
وفي أبريل الماضي اعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإيرانية غلام حسين شافعي إن ألبانيا تمثل بوابة دخول إيران إلي منطقه البلقان، مشدداً علي ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران وألبانيا، وخلال لقائه مساعد وزير الخارجية الألباني للشؤون الاقتصادية 'اتين جافاي' اشار شافعي إلي أن عزم قادة وزعماء البلدين ينصب علي تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وفي مارس الماضي، قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة في أربع دول بلقانية استهلَّها من صربيا، ثم بلغاريا وكرواتيا، واختتمها بالبوسنة والهرسك، تبلورة أهداف الجولة في  كسر العزلة المفروضة على إيران، فضلاً عن كسب جانب من التحالفات الشرق أوروبية لصالح إيران، إلى جانب إظهار إيران في موقع وموضع الضحية حول العالم.
البلقان جسر الملالي لاختراق القارة العجوز
وعلى صعيد متصل، كشف موقع "جلوب بوست" الأمريكي نقلاً عن مصادر استخباراتيه، تواجد سري إيراني في أماكن مثل بلغاريا، هذا التواجد لا يمكن كشفة بسهولة، وتقول المصادر: الإيرانيون طوروا شبكة تمر عبر البلقان، وحولوا دولاً مثل بلغاريا والبوسنة إلى قواعد لوجستية، ويرجع هذا الوجود الخفي إلى تراجع الإجراءات الأمنية، والضعف المؤسساتي والفساد المتفشي في تلك المنطقة. 
وأشار الموقع الأمريكي أنه فضلاً عن تواجد إيران في الشرق الأوسط فإنها باتت تبحث لنفسها عن موضع قدم أبعد من ذلك، ووقع الاختيار على منطقة البلقان، تلك المنطقة الجغرافية التي تقع في الجزء الجنوبي من قارة أوروبا، والتي يمكن أن توفير جسر حيوي إلى غرب ووسط أوروبا، ومنصة لوجستية هادئة بعيدة عن تركيز وكالات الأمن والاستخبارات العالمية، مع تراخي الأمن وضعف المؤسسات وتفشي الفساد في هذه البلاد.
وأوضح الموقع الأمريكي أن الوجود الإيراني في البلقان أخذ أبعادًا عدة، تمثلت في تأسيس شبكات لجمع المعلومات والأموال لحزب الله، فضلاً عن تنفيذ عمليات ضد الجماعات الإيرانية المعارضة، إضافة إلى الوصول للنخب الحاكمة والتأثير في سياساتها، واستغلال الثغرات الأمنية من أجل تنسيق وتنفيذ أنشطتها في هذه المنطقة، عن طريق موظفي السفارة وعملاء حزب الله الإرهابي.
وأوضح "ذا غلوب بوست" إلى أن المعلومات الواردة بشأن العمليات الإرهابية في البلقان، فشلت في إبراز دور إيران وعملائها، وأكد الموقع  أن إيران سعت ولعدة عقود وراء تحديد "أضعف حلقة" لاختراق القارة العجوز ، وللأسف كانت البلقان هي تلك النقطة.
ورأى الموقع الأمريكي أن الاعتداءات الإيرانية ليست جديدة في البلقان، فهجوم عام 2011 على السفارة الأمريكية بالبوسنة الذي نفذه الصربي ميفليد غاسارفيتش، بمساعدة شركائه الذين كانوا يتجمعون فيما عرف بـ"قرية الجهاديين" البوسنية في غورانيا موكا، أظهر نطاق ومدى وصول الشبكات الإيرانية على الأرض، وكذلك روابطهم بمختلف المجموعات المتشددة في البوسنة.
ويشار أيضًا إلى أنه في 2012 في بورغاس ببلغاريا نفذ أحد عناصر حزب الله هجوماً انتحارياً على حافلة كانت تقل سياحاً، مما أسفر عن مقتل 5 وسائق الحافلة البلغاري، وإصابة 32 آخرين، وقد كانت الحافلة تقل سياحاً إسرائيليين في مطار المدينة، وأعلنت السلطات البلغارية لاحقاً، في 18 يوليو 2014، أن الرجل الذي فجَّر الحافلة هو محمد حسن الحسني، المنتمي إلى حزب الله إحدى أذرع إيران للقتل والإرهاب حول العالم.
وتؤكد مصادر استخباراتية للموقع الأمريكي وجود شبكات تابعة لحزب الله في 3 على الأقل في أكبر المدن البلغارية وأكثرها ازدحامًا بالسكان، لا سيما في العاصمة صوفيا، وبلوفديف، وفارنا على البحر الأسود. ويدفع جميع رجال الأعمال البارزين الذين يدعمون حزب الله ضرائب شهرية، لتطوير وتعزيز شبكة المصالح المرتبطة بالميليشيا الإرهابية.
ففي صوفيا، على سبيل المثال، يملك حزب الله مكانين محددين على الأقل للاجتماعات، حيث تتم مناقشة مواضيع تتراوح من التخطيط للأنشطة المختلفة إلى تعزيز الاتصالات مع القوى السياسية المحلية، وفقا للبناني مقيم في بلغاريا كان قد شارك سابقا في أنشطة الحزب التنظيمية.
وقالت المصادر الاستخباراتية للموقع: "الجهد الشبحي المتواصل الذي تقوم به إيران يستفيد من عدم وجود عبء تاريخي في علاقتها مع المجتمعات المحلية، على عكس النفوذين الروسي والتركي المتنافسين بوضوح في المنطقة".
وبحسب المراقبون فإن الدور الذي يلعبه نظام الملالي في زرع الفتنة وإثارة القلاقل وخلق بيئة خصبة لتغذية الصراع والتوتر في المنطقة عبر الميليشيات المسلحة، والأذرع الإرهابية الغادرة والتي من بينها "حزب الله" اللبناني، و"عصائب أهل الحق"، و"الحشد الشعبي” في العراق، وميليشيا الحوثي الإيرانية، هذا بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية في سوريا؛ إنما تسعى إيران من خلاله إلى تنفيذ هدفها الأبعد، وهو نشر الطائفية وخطاب الكراهية في الخارج، وصرف الأنظار عن الانتهاكات الحقوقية التي تمارسها في الداخل، هذا بالإضافة إلى الانتهاكات غير المشروعة ضد الأقليات العرقية ، فضلاً عن كسر العزلة المفروضة على إيران، وكسب جانب من التحالفات الشرق أوروبية لصالح إيران، إلى جانب إظهار إيران في موقع وموضع الضحية حول العالم.