بوابة الحركات الاسلامية : الحديدة.. وصول المراقبون الدوليون وخروقات الحوثي للهدنة (طباعة)
الحديدة.. وصول المراقبون الدوليون وخروقات الحوثي للهدنة
آخر تحديث: الأحد 23/12/2018 01:23 م حسام الحداد
الحديدة.. وصول المراقبون
ينتظر الساحل الغربي في اليمن، الأحد، وصول الفريق الأممي للإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة، الذي تقرر في مفاوضات ستوكهولم ومن المقرر وصول الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامايرت  patrick cammaert، رئيسِ "لجنة إعادة الانتشار" الأممية، إلى الحديدة اليوم.
ولم يتم تحديد أي موعد للاجتماع أو جدولِ أعمال واضح لكامايرت في المدينة، إلا أن مصدراً مسؤولا في الأمم المتحدة كشف عن اجتماع مرتقب للجنة إعادة الانتشار لتحديد مهامها وتقسيماتها، وسط أنباء عن أن اللقاء الأول للجنة سيعقد خلال 48 ساعة.
وفي هذا السياق، قالت الأمم المتحدة إن فريق كامايرت لن يكون مسلحاً ولن يرتدي زياً موحداً، لكنه سيقدم الدعم للإدارة وعمليات التفتيش في ميناءي الصليف ورأس عيسى في الحديدة وسيعزز وجود الأمم المتحدة في المنطقة.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان وافق بالإجماع، الجمعة، على نشر فريق تابع للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار بقيادة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامايرت ولمدة 30 يوما مبدئيا.
فيما أعلن وزير الإعلام اليمني أن الميليشيا الحوثية الإيرانية تحاول التغطية على هزائمها في مختلف الجبهات، واصطناع البطولات الوهمية، ومنها سيطرتها على صرواح ومأرب، والحقيقة أن الميليشيا حاولت التسلل لمواقع الجيش وزجت بالمئات من عناصرها في هجمات انتحارية وتكبدت خسائر فادحة".
وتابع قائلاً في تغريدة على حسابه على تويتر ليل السبت الأحد: "مأرب التاريخ والحضارة والبطولة والتضحية والفداء هي أول من وقفت في وجه انقلاب الميليشيا الحوثية الإيرانية، وضحَّت بخيرة رجالها وفلذات أكبادها في التصدي، وستبقى عصية على الميليشيا الحوثية والمشروع الإيراني في اليمن والمنطقة، وستكون بوابة النصر على المشروع الحوثي الكهنوتي المتخلف".
يذكر أن مصدرا عسكريا كان أفاد أن ميليشيات الحوثي الانقلابية حاولت قبل يومين التسلل إلى بعض المواقع في جبهة صرواح غرب مارب، إلا أنها فشلت في تحقيق أي تقدم بالرغم من الحشود التي جمعتها منذ أيام.
وأكد أن الجيش الوطني رصد تحركات الميليشيات أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع في ميسرة جبهة صرواح واستدرجوا تلك المجاميع إلى كمين محكم سقط خلاله معظم عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار تحت ضربات الجيش الوطني وغارات التحالف العربي المركّزة.
كما أشار إلى أن الهزائم التي تعرضت لها ميليشيات الحوثي مؤخراً، في جبهات صعدة وصنعاء والساحل الغربي، والهزائم السياسية دفعتها لتنفيذ هجمات انتحارية في صرواح في محاولة لتسويق انتصارات وهمية.
وقد دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، "ما تشاو شيوي"  مساء امس السبت 22 ديسمبر 2018، إلى بذل جهود دولية لتعزيز عملية السلام فى اليمن.
وقال شيوى في تصريحات بعد اعتماد قرار لدعم الاتفاق بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين نقلتها وسائل إعلام صينية، إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يثمن نتيجة المحادثات الأخيرة التي جرت في السويد، وأن يسهل تنفيذها بشكل فعال، مشيرا إلى أن العملية السياسية في اليمن تدخل مرحلة حاسمة مع اتفاق ستوكهولم.
وأضاف أنه ينبغي على مجلس الأمن أن ينظر ويحترم بشكل كامل آراء البلاد وشواغلها، ويقدم الدعم للعملية السياسية، ويتعين على المجتمع الدولي زيادة جهود الإغاثة الإنسانية.
وتابع: إن اتفاق ستوكهولم وقرار مجلس الأمن هما مجرد بداية، ويتعين على الأطراف التركيز على تنفيذ النتائج وتعزيز عملية مستدامة وفعالة للحوار والمفاوضات، لافتا إلى أن الوسائل السياسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة، وينبغي على المجتمع الدولي حماية سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي اليمن ودعم مثل هذه الجهود. منوها إلى أن استعداد بكين لمواصلة دورها البناء في البحث عن حل سياسي شامل.
فيما كشفت مصادر موثوقة عن اختطاف ميليشيات الحوثي 17 من منتسبي وزارة الداخلية وجهازي الأمن السياسي والقومي بالحديدة ونقلتهم إلى صنعاء.
وأكدت المصادر لصحيفة «الخليج»، أن الميليشيات الانقلابية شنت حملة اختطافات شملت تسعة من الضباط في مديرية أمن الحديدة، الذين تم اقصاؤهم من وظائفهم بعد اجتياحها للمدينة في منتصف أكتوبر من عام 2014 واستبدالهم بموالين، مشيرة إلى أن الاختطافات طالت 11 آخرين من الضباط برتب متفاوتة من المنتسبين لجهازي الأمن السياسي والقومي.
ولفتت المصادر، إلى أن ميليشيات الحوثي سارعت إلى نقل الضباط المختطفين إلى صنعاء، لاحتجازهم في السجون التابعة لها وذلك في إطار تنفيذ مخطط يهدف إلى ضمان استمرار العناصر الموالية للجماعة في الإدارة والإشراف على الأجهزة الأمنية والتحايل على اتفاق السويد الأخير الذي يقضي بانسحاب الحوثيين من الحديدة واضطلاع الكوادر الأمنية التي كانت تشرف على إدارة الأجهزة الأمنية قبل الاجتياح المشؤوم للميليشيات للمدينة في عام 2014.
ويسيطر تفاؤل حذر بشأن الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن وسط تخوف من التفاف جماعة الحوثي على التهدئة، بإظهار التزامها بالقرار الأممي الجديد على مستوى التصريحات وخرقه على الأرض.
وأكد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن الميليشيات الحوثية تواصل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة وأن عدد الخروقات قد بلغ 14 خلال الـ24 ساعة الماضية، وأنه شمل كافة أنواع الأسلحة كالصواريخ الباليستية وقذائف الهاون والآر.بي.جي وصواريخ الكاتيوشا، وطالت الخروقات مناطق في الحديدة والدريهمي والتحيتا وحيس والفازة والجبلية.
وقالت مصادر سياسية لـصحيفة ”العرب” إن كاميرات استهل مهمته الأممية في اليمن، بزيارة عدن التزاما بالبروتوكولات الأممية التي تلزمه بأن يبدأ مناقشة الترتيبات مع الطرف الحكومي.
وتوجه كاميرات بعد ساعات قصيرة قضاها في عدن إلى صنعاء، حيث أجرى لقاءات مشابهة مع الانقلابيين، قبيل التوجه إلى الحديدة برفقة عدد من الضباط والآليات التابعة للأمم المتحدة التي وصلت إلى مطار صنعاء قبل أيام.
وتزامن وصول فريق المراقبين الدوليين إلى اليمن مع صدور القرار البريطاني الخاص باليمن في مجلس الأمن الدولي، بعد استيعابه لملاحظات المجموعة العربية والولايات المتحدة وروسيا في انعكاس لحالة التوافق الدولي الهشة حول الملف اليمني.
ومرّ المشروع البريطاني بعدد من مراحل النقاش والتعديل قبل التصويت عليه بالإجماع، الجمعة، حيث ساهمت المقترحات الأميركية في جعله أكثر تقبلا من المجموعة العربية، بعد التأكيد في نص القرار على المرجعيات الثلاث للحل التي ترتكز عليها رؤية الحكومة اليمنية للتسوية السياسية.
ودعا القرار الأطراف لتنفيذ اتفاق ستوكهولم وفقا للجداول الزمنية المحددة فيه، والاحترام الكامل لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، الذي دخل حيز النفاذ في 18 ديسمبر 2018، وإعادة الانتشار المتبادل للقوات في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ خلال 21 يوما من سريان مفعول وقف إطلاق النار، والالتزام بعدم جلب أي تعزيزات عسكرية إلى المدينة والموانئ وإزالة المظاهر العسكرية.
ورحبت الحكومة اليمنية بالقرار الأممي 2451 فور صدوره، وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ إن القرار يجدد تأكيد المجتمع الدولي على وحدة وسيادة اليمن وسلامة أراضيه، وضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل استنادا إلى المرجعيات الثلاث.
كما رحب البيان الحكومي اليمني “بالدعوة إلى الالتزام باتفاق ستوكهولم وفقا للجداول الزمنية المحددة له بما في ذلك انسحاب ميليشيا الحوثيين من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وتنفيذ آلية اتفاق تبادل الأسرى وما ورد في إعلان تفاهمات مدينة تعز″.
وتشكك الحكومة اليمنية في نوايا الحوثيين التي ترى أن تحركاتهم على الأرض منذ توقيع اتفاقات السويد لا تشير إلى اعتزامهم الانسحاب من الحديدة.
وتوقع مراقبون أن يواجه فريق المراقبين الدوليين الكثير من العوائق على الأرض، في ظل حالة عدم الثقة التي تسود بين الفرقاء اليمنيين، وتباين التفسيرات حول مخرجات ستوكهولم التي ستسعى الأمم المتحدة لتقديم تفسيرها الخاص حيالها في الأيام القادمة، وهو ما قد يخل بالجدول الزمني للتنفيذ ويخلق جولات جديدة من الصراعات والتباينات.
وتتمحور مهمة فريق المراقبين الدوليين حول تثبيت وقف إطلاق النار ومراقبة آلية تنفيذ إعادة الانتشار والتزام الطرفين بها، إضافة إلى فتح المنافذ البرية والبحرية في الحديدة أمام المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي سيعمل فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على عقد جولة مشاورات جديدة أواخر يناير وانتزاع المزيد من الحلول الجزئية للمعضلة اليمنية.
ورجح مراقبون نجاح الجهود الأممية في تثبيت وقف إطلاق نار هش في الحديدة من دون المضي قدما في تنفيذ بقية البنود الخاصة بإعادة انتشار القوات وهو ما كشفت عنه بشكل جلي الخروقات الحوثية الممنهجة التي تسير بالتوازي مع تعزيز الوجود العسكري والأمني الحوثي في أحياء مدينة الحديدة وشوارعها.