بوابة الحركات الاسلامية : "سيناء 2018".. ما زالت مستمرة في مواجهة الإرهاب (طباعة)
"سيناء 2018".. ما زالت مستمرة في مواجهة الإرهاب
آخر تحديث: الإثنين 24/12/2018 12:32 م حسام الحداد
سيناء 2018..  ما
العملية الشاملة سيناء 2018، هي حملة عسكرية مصرية شاملة للقضاء على الجماعات التكفيرية في شمال سيناء بالكامل بدأت في 9 فبراير 2018 في شمال ووسط سيناء، ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادى النيل بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية
واستمرارا لمواجهة الإرهاب ومكافحته، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس الأحد 23 ديسمبر 2018، مقتل 14 إرهابياً في العريش في شمال سيناء، خلال عملية دهم نفذتها قوات الشرطة لبؤرة تتمركز فيها خلية إرهابية.
وقال بيان للوزارة أمس، إن قطاع الأمن الوطني (أبرز أجهزة وزارة الداخلية المعني بجمع المعلومات عن النشاطات المتطرفة) تمكن من رصد «بؤرة إرهابية» تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المنشآت المهمة والحيوية والقوات المسلحة والشرطة بإحدى المناطق النائية في مدينة العريش.
وأضاف البيان أنه تم دهم تلك البؤرة، وحدث اشتباك بإطلاق النيران مع العناصر الإرهابية لبضع ساعات، ما أسفر عن مصرع 8 عناصر إرهابية ومحاولة مجموعة أخرى الفرار من مكان المواجهة، إذ طاردتهم القوات وتمكنت من قطع طريق الفرار عليهم، وحدث تبادل لإطلاق النيران، فقتلت قوات الأمن تلك المجموعة وعددها 6 عناصر إرهابية.
وأضاف البيان أنه عثر بحوزة أفراد الخلية الإرهابية على العديد من الأسلحة النارية والذخائر والعبوات الناسفة.
في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي اجتماعاً موسعاً أمس لبحث الإسراع في تنمية سيناء. وحضر الاجتماع وزراء الكهرباء والطاقة، التضامن الاجتماعي، الخارجية، الاستثمار والتعاون الدولي، التخطيط والمتابعة والإصلاح الاداري، المال، الصحة والسكان، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، محافظ شمال سيناء، رئيس جهاز تنمية سيناء، ومسؤولون أمنيون.
وقال مدبولي إن الحكومة تهدف إلى إعطاء ميزات تفضيلية حقيقية لشمال سيناء على وجه الخصوص وسيناء بوجه عام للإسراع في تنميتها، حيث سيتم الاتفاق مع الوزارات المعنية على حزم تفضيلية وتشجيعية للمواطنين للسكن والإقامة في شمال سيناء، وأيضا للمستثمرين للإسراع بضخ استثماراتهم، وتنفيذ مشروعاتهم هناك.
وأوضح رئيس الوزراء أن هناك مقترحات بإعفاءات جمركية وضريبية وحوافز للمستثمرين لفترات محدودة، وإتاحة الأراضي في شمال سيناء بحق الانتفاع.
وأوضح الناطق الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء المستشار نادر سعد أنه تم خلال الاجتماع استعراض الخدمات المختلفة المقدمة لأهالي سيناء، والمشاريع التنموية التي يتم تنفيذها حالياً، إذ تتولى الوزارات المختلفة تنفيذ عدد كبير من المشاريع ضمن موازناتها السنوية، كما تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذ 312 مشروعاً بإجمالي 198 بليون جنيه في البنية الأساسية والخدمات.
وقال العميد خالد عكاشة، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، إن القوات الأمنية في ضربات استباقية نجحت خلال أسبوعين متتالين في إلقاء القبض على خلايا إرهابية كانت تتجهز لتنفيذ عمليات خلال احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد.
وأضاف "عكاشة" خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة" المذاع على قناة "سي بي سي" الأحد، أن الظهير المعلوماتي لدى الأجهزة الأمنية يعمل بكفاءة وأن ما تحقق في سيناء خلال الأربع شهور الماضية من قبل القوات المسلحة والأجهزة المعاونة لها في العملية سيناء 2018 لا يمكن إغفاله، وتابع: أن العملية سيناء 2018 تمثل نقلة نوعية كبيرة في عملية تأمين الوطن وأن وزارة الداخلية ستقوم بتأمين كافة النقاط الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة حتى تمر فترة الأعياد بسلام.
وفي نفس السياق أشاد اللواء ممدوح مقلد، عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب، بتمكن قطاع الأمن الوطني من رصد بؤرة إرهابية تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المنشآت المهمة والحيوية ورجال القوات المسلحة والشرطة بإحدى المناطق النائية بمدينة العريش، وتصفية 14 من تلك العناصر الإرهابية.
وأضاف "مقلد"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "انفراد"، مع الإعلامي سعيد حساسين، على قناة "الرافدين"، أن الأجهزة الأمنية شنت عملية قوية وهي إضافة لجهود وزارة الداخلية، موضحا أن هذه العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وهناك سلسلة من العمليات المتلاحقة التي تعكس نجاحات وزارة الداخلية والأمن الوطني.
وأشار عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب، إلى أن تلك العملية تثبت نجاحات عملية سيناء 2018، حيث كان الجميع يرى بأن تنظيم داعش كان موجودا في سيناء، رغبه من التنظيم الإرهابي في اتخاذ سيناء عاصمه له، ولكنه الآن أصبح ينحدر ويترنح، وهذا يدل على النجاحات القوية للقوات المسلحة والشرطة المصرية.
ولتقييم  العملية "سيناء 2018" لابد من النظر إلى الخريطة الإقليمية المعقدة، لأن الإرهاب في مصر ليس محليا فقط، وليست التنظيمات الإرهابية مجرد خارجين على القانون، لكنها تنظيمات معقدة ذات امتدادات خارجية، يؤكد ذلك حجم ما يتلقونه من أسلحة ومعلومات. في وقت كانت التنظيمات المماثلة تتوسع خلال سبع سنوات، وظهرت داعش والنصرة، مدعومين بمليارات قطر ودعم استخباراتي متعدد، بهدف تغيير الخريطة، ولهذا لم تتعامل مصر مع تنظيمات الإرهاب بسيناء على أنها مجرد تهديد محلى، لكنها كشفت من البداية أن هذا الإرهاب هنا مجرد جزء من شبكة متصلة على جبهات متعددة وهذا ما عجل بالقضاء على أكبر عدد من هؤلاء سواء كان عن طريق المواجهات الأمنية أو عن طريق تجفيف منابع التمويل مما فرض على هذه الجماعات حالة من حالات العزلة عن التنظيم الأم وعدم تلقي أي دعم كان مما أضعف قواه في الداخل.