بوابة الحركات الاسلامية : لاغتنام المزيد من الفرص بأفغانستان.. يد الشر الإيرانية تمتد لدعم طالبان (طباعة)
لاغتنام المزيد من الفرص بأفغانستان.. يد الشر الإيرانية تمتد لدعم طالبان
آخر تحديث: الخميس 10/01/2019 02:14 م أميرة الشريف
لاغتنام المزيد من
مواصلة للعمليات الإرهابية التي تستهدف أفغانستان من قبل حركة طالبان التي تماطل في الجلوس علي طاولة المفاوضات، أعلن مسؤولون أفغان، اليوم الخميس،10 يناير 2019،  أن ما لا يقل عن 15 من رجال الشرطة قتلوا وأصيب 19 آخرون في هجمات لتنظيم طالبان في إقليمين.
وقال مولاي كرامة الله العضو بمجلس إقليم تخار بشمال البلاد إن ما لايقل عن ثمانية من رجال الشرطة قتلوا عقب أن هاجم مسلحو طالبان موقعهم نحو الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم الخميس، .
وأضاف أن نحو 14 شخصاً آخرين أصيبوا في الهجوم الذي وقع بمنطقة خاوجا خار بالإقليم.
من ناحية أخرى، قتل سبعة رجال شرطة في إقليم باجلان بشمال البلاد، عقب أن هاجم مسلحو طالبان موقعهم مساء، أمس الأربعاء، وذلك بحسب ما قاله عضو مجلس الإقليم ظريف ظريف .
وأضاف أن خمسة من رجال الشرطة على الأقل أصيبوا في الهجوم الذي وقع في ضواحي عاصمة الإقليم بول أي خمري.
وأعلنت حركة طالبان، أن 38 عنصراً من الأمن الأفغاني قتلوا خلال الهجومين.
وأمس الأربعاء، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في لقاء تلفزيوني، إنه لا مفر من تبنّي طالبان دورًا في مستقبل أفغانستان، لكن يجب ألّا يكون هذا الدور مهيمنًا.
يشار إلى أن حركة طالبان كثفت من هجماتها على قوات الأمن والمنشآت الحكومية خلال الأشهر الماضية، كما كثفت القوات الأفغانية والأميركية من عملياتها ضد القادة الميدانيين لطالبان.
ووفق تقارير إعلامية، أكد الرئيس التنفيذي في الحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله، أن رفض طالبان إشراك الحكومة في محادثات السلام يعني أن وضع حد للحرب في البلاد سيظل "ضربا من الخيال
وقال عبد الله أمام تجمع في كابل بمناسبة الذكرى الـ 15 لوضع الدستور:" أي اتفاق سلام لا يحترم حقوق مواطنينا التي اكتسبت بالكثير من التضحيات هو ضرب من ضروب الخيال ولن يتحقق أبدا...اليوم يشكل الحديث عن انسحاب القوات الأجنبية ذريعة لاستمرار الحرب واغتنام المزيد من الفرص".
وتأتي تصريحات عبد الله بعد إلغاء حركة طالبان جولة رابعة من المحادثات مع مسؤولين أمريكيين في قطر، بسبب خلافات بشأن إشراك مسؤولين أفغان ووقف محتمل لإطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبالرغم من عزم الرئيس الأمريكي على سحب آلاف من الجنود الأمريكيين من أفغانستان كانت مفاوضات التسوية تتخذ زخما في الأسابيع الأخيرة، ولكن موقف طالبان الأخير بدد آمالا كبيرة علقت على هذه المفاوضات.
وتحاول الولايات المتحدة الضغط على زعماء حركة طالبان للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، إلا أن الحركة تبدي رغبتها في التفاوض مع واشنطن مباشرة على اعتبار أن الأخيرة هي القوة الرئيسية والفاعلة على الأرض، وترفض الحركة التعامل مع الحكومة الأفغانية وتصفها بـ "الدمية".
وأوضح قيادي من طالبان وفق رويترز، أن المحادثات، التي كانت ستصبح الجولة الرابعة مع المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، كانت ستركز على الانسحاب الأمريكي وتبادل السجناء ورفع الحظر عن تحركات قادة طالبان.
ونقلت "رويترز" عن  مصادر من طالبان قولها، إن الحركة طالبت السلطات الأمريكية بالإفراج عن 25 ألف سجين وأنها ستفرج عن 3 آلاف، لكن مسؤولين أمريكيين لم يرغبوا في بحث الأمر.
في سياق متصل، اتهم مساعد المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، شاه حسين مرتظاوي، المسؤولين الإيرانيين، بالتحدث باسم حركة طالبان.
وأوضح مرتظاوي في تصريح على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، أن مسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، يتبنون في هذه الأيام دور الناطق باسم طالبان، مضيفا أن إيران تدافع عن عقائد وأفكار طالبان، لأنها قلقة من إحلال الديمقراطية وضمان حرية المدنيين في أفغانستان.
وتابع قائلًا: يوجد حاليًا في سجون إيران أكثر من 350 صحفيًا وكاتبًا، ولا توجد حرية للإعلام، وتتعرض الأقليات الدينية والعرقية للضغوط، وإدارة طهران تخشى أن تكون الحريات المنتشرة في أفغانستان، مثالًا للإيرانيين، ولهذا فهم يدافعون عن أفكار وعقائد طالبان.
ودعا المسؤول الأفغاني المسؤولين الإيرانيين إلى الاهتمام بمشاكلهم الداخلية، مضيفًا: أليس من الأفضل للإيرانيين الإنصات لأصوات الزعماء المعارضين المعتقلين أمثال مير حسين موسوي وكروبي بدل تشجيع الفكر الطالباني في أفغانستان.
ويبدو أن إيران أصبحت ملاذا آمنا لحركة طالبان فحين "يتعرضون لضغوط من الحكومة الأفغانية، يغادرون البلاد ويبحثون عن ملجأ لهم في إيران".
ووفق تقارير إعلامية فإن الدعم الإيراني لطالبان ليس قضية جديدة، وإنما النظام الإيراني يدعم هذه المجموعة الإرهابية ويسلحها من أجل إذكاء الحرب في أفغانستان".
وأسفرت الحرب في أفغانستان على مدار الـ 17 عاما الماضية عن مقتل عشرات الآلاف، وكلفت الولايات المتحدة ما يدنو من تريليون دولار، وهي أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة خارج حدودها.
وكان وفدًا من طالبان أجرى أواخر ديسمبر الماضي زيارة إلى طهران، والتقى بمساعد وزير الخارجية.
وفي الأشهر القليلة الماضية، كثفت طالبان هجماتها على القواعد العسكرية للحكومة الأفغانية، مما سمح لها بالتوغل في مراكز عدد من الولايات لتتدخل عندها القوات الأمريكية بالطيران.
وبدا أن الضغط العسكري المتصاعد للحركة يدفع حكومة الرئيس أشرف غني للتفاوض معها، حيث أرسلت كابل في نوفمبر الماضي وفدا إلى موسكو لحضور جولة المحادثات التي ترعاها روسيا.
يُذكر أن قوات الأمن في أفغانستان تتعرض بشكل شبه يومي إلى هجمات إرهابية على يد حركة "طالبان"، ويتخوف قادة الجيش الأفغاني من أن يتسبب السحب الجزئي للقوات الأمريكية من أفغانستان خلال الصيف القادم في تجرئة الإرهابيين على ارتكاب مزيد الهجمات الإرهابية.
وتشير العمليات الأخيرة التي تقوم بها حركة طالبان في أفغانستان، إلي أن الحركة الإرهابية لا تسعي إلي  الجلوس علي طاولة المفاضاوت، ما يشير إلي أن الحركة مستمرة في التخريب والتدمير، وكان دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) ينس ستولتنبرج حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف الأعمال القتالية والانضمام إلى محادثات السلام.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، وقال الملا عمر إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.