بوابة الحركات الاسلامية : مع توعدها بمزيد من الهجمات.. طالبان تواصل عملياتها الإرهابية في أفغانستان (طباعة)
مع توعدها بمزيد من الهجمات.. طالبان تواصل عملياتها الإرهابية في أفغانستان
آخر تحديث: الثلاثاء 15/01/2019 01:52 م أميرة الشريف
مع توعدها بمزيد من
تستمر حركة طالبان في عملياتها التفجيرية التي اعتادت القيام بها في أفغانستان، بدعم إيراني، حيث تبنت الحركة اليوم الثلاثاء 15 يناير 2019، اعتداء بشاحنة مفخخة وقع مساء أمس الإثنين في كابول، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من مئة، متوعدة بهجمات جديدة في العاصمة الأفغانية.
ووسعت حركة طالبان في السنوات الثلاث الماضية نطاق سيطرتها في أفغانستان ضمن إستراتيجية تقوم على التمدد السريع، في المقابل تقلصت سيطرة الحكومة إلى أكثر بقليل من نصف مساحة البلاد.
وفي الأشهر القليلة الماضية، كثفت طالبان هجماتها على القواعد العسكرية للحكومة الأفغانية، مما سمح لها بالتوغل في مراكز عدد من الولايات لتتدخل عندها القوات الأمريكية بالطيران.
وبدا أن الضغط العسكري المتصاعد للحركة يدفع حكومة الرئيس أشرف غني للتفاوض معها، حيث أرسلت كابل في نوفمبر الماضي وفدا إلى موسكو لحضور جولة المحادثات التي ترعاها روسيا.
يُذكر أن قوات الأمن في أفغانستان تتعرض بشكل شبه يومي إلى هجمات إرهابية على يد حركة "طالبان"، ويتخوف قادة الجيش الأفغاني من أن يتسبب السحب الجزئي للقوات الأمريكية من أفغانستان خلال الصيف القادم في تجرئة الإرهابيين على ارتكاب مزيد الهجمات الإرهابية.
وذكر المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في رسالة على "واتساب" أن أربعة مهاجمين شاركوا في الاعتداء الذي استهدف مجمعا محصنا كان يقيم فيه حتى وقت قريب العديد من الأجانب ولا سيما عدد من موظفي الأمم المتحدة لكنه كان خاليا بشكل شبه تام، موضحًا أن عنصرا من طالبان فجر العبوة في الشاحنة، فيما هاجم ثلاثة مسلحين آخرين المجمع، وفق وكالة فرانس برس.
وقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة حراس وأصيب 113 آخرون بجروح، وفق ما أفادت وزارة الصحة الثلاثاء، مؤكدة أن معظم الجرحى مدنيون يقيمون في المنازل المجاورة أو مارة على الطريق المؤدية إلى جلال اباد والتي تشهد زحمة في هذا الوقت من النهار.
وأدى عصف الانفجار إلى تحطم زجاج المنازل على مسافة مئات الأمتار، فيما أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى موقع الاعتداء.
وفي رسالة ثانية، توعدت الحركة بتنفيذ هجمات أخرى في كابول ردا على تعيين المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات أمر الله صالح المعروف بمشاركته في الحملة ضد طالبان وزيرا للداخلية.
وأدان مستشار الأمن الوطني الأفغاني حمدالله مهيب الهجوم ووصفه في تغريدة بأنه "تخريب" في حين "يرتسم توافق إقليمي من أجل السلام"، وتوعد "بالرد".
يعود آخر اعتداء ضد أجانب في كابول إلى نهاية نوفمبر، وقد تبنته حركة طالبان واستهدف الشركة الأمنية البريطانية "جي 4 إس" موقعا 43 قتيلا في مبنى حكومي.
وفي 24 ديسمبر استهدف اعتداء بسيارة مفخخة أعقبه هجوم بالأسلحة مجمعا حكوميا، ما أدى إلى سقوط 43 قتيلا على الأقل.
وتتوسع الجهود الدبلوماسية منذ نهاية 2018 لوضع حد للنزاع المستمر منذ 17 عاما في أفغانستان بين متمردي طالبان والقوات الحكومية المدعومة من الأسرة الدولية.
ووقع الهجوم الأخير فيما يقوم الموفد الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد بجولة آسيوية منذ أسبوع، زار خلالها الهند والصين وستقوده لاحقا إلى باكستان وأفغانستان.
لكن الدبلوماسيين في كابول حذروا من أن هذه المحادثات قد تترافق مع تصعيد للعنف في أفغانستان، ويبقى مستوى الخطر مرتفعاً أن تتعرض كابول لمزيد من الهجمات.
وتشير العمليات الأخيرة التي تقوم بها حركة طالبان في أفغانستان، إلي أن الحركة الإرهابية لا تسعي إلي  الجلوس علي طاولة المفاضاوت، ما يشير إلي أن الحركة مستمرة في التخريب والتدمير، وكان دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) ينس ستولتنبرج حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف الأعمال القتالية والانضمام إلى محادثات السلام.
وفي 28 نوفمبر الماضي، قتل عشرة أشخاص، وأصيب 19 بجروح في هجوم تبنته طالبان على مجمع شركة أمنية خاصة في كابول.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، وقال الملا عمر إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.