بوابة الحركات الاسلامية : عملية عسكرية نوعية للتحالف تستهدف قواعد مليشيا الحوثي الإيرانية (طباعة)
عملية عسكرية نوعية للتحالف تستهدف قواعد مليشيا الحوثي الإيرانية
آخر تحديث: الأحد 20/01/2019 12:40 م فاطمة عبدالغني
عملية عسكرية نوعية
في إطار إعلان التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بدء عملية عسكرية نوعية على قواعد مليشيا الحوثي الإيرانية أمس السبت، شنت مقاتلات التحالف غارات على قاعدة الديلمي ومعسكر "الصيانة" و"الحفاء" و"جبل النهدين"، ومقر الفرقة الأولى مدرع سابقا في العاصمة اليمنية صنعاء، ومواقع عسكرية مهمة في الضواحي، يعتقد أنها تضم خبراءً أجانب من مليشيا حزب الله الإرهابي والحرس الثوري الإيراني.
وأضافت مصادر يمنية أن طيران التحالف استهدف أيضا الدفاعات الجوية في منطقة "بني الحارث" ومواقع قرب مطار صنعاء شمالي المدينة، كما شن التحالف غارتين باتجاه "حارة الدجاج" بمنطقة "الحصبة".
كما تم استهداف مواقع لميليشيات الحوثي في مجمع 22 مايو ومعسكر النقل ومواقع عسكرية في "وادي أحمد" و"جَدِرْ" شمال غربي صنعاء، وشن طيران التحالف أيضًا غارات على مواقع ميليشيا الحوثي في "ذمار" وجبهة "نهم".
وكشف المتحدث باسم قوات التحالف في اليمن تركي المالكي، الأحد، تفاصيل هذه العملية النوعية، حيث قال إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي نفذت، مساء السبت، عند الساعة (22:45) عملية عسكرية نوعية لتدمير أهداف عسكرية مشروعه لقدرات الطائرات بدون طيار في (7) مرافق عسكرية مساندة تقع في أماكن متفرقه بصنعاء".
وأوضح أن "عملية الاستهداف جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة ومنذ وقت طويل، شملت رصد ومراقبة نشاطات الميليشيا الحوثية وتحركات عناصرها الإرهابية بهذه الشبكة، لمعرفة وربط مكونات النظام وبنيته التحتية عملياتيا، ولوجستيا وكذلك منظومة الاتصالات وأماكن تواجد الخبراء الأجانب".
وأكد المالكي أن الأهداف المدمرة شملت "أماكن التخزين للطائرات بدون طيار، وورش التصنيع وقطع الغيار، وورش التركيب والتفخيخ، وأماكن الفحص وتجهيز منصات عربات الإطلاق وكذلك مرافق التدريب لتنفيذ العمليات الإرهابية".
وشدد على "التزام قيادة القوات المشتركة للتحالف بتطبيق القانون الدولي الإنساني بكافة العمليات العسكرية واستمرار التزام التحالف بمنع وصول واستخدام الميليشيا الحوثية الإرهابية وكذلك التنظيمات الإرهابية لمثل هذه القدرات النوعية التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي".
وأشار إلى أن "عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وأن قيادة القوات المشتركة للتحالف اتخذت كافة الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة لحماية المدنيين وتجنيبهم للأضرار الجانبية".
وذكرت مصادر محلية أن حاله من الارتباك والهلع سادت بين عناصر الميليشيا الحوثية بعد عمليه الاستهداف التي نفذها التحالف، ما يوحي بالأهمية الاستراتيجية لهذه المواقع وبتدميرها قد تلقت الميليشيا الحوثية ضربة موجعة من التحالف.
وعكست العملية النوعية على قواعد عسكرية حساسة لمليشيا الحوثي الإيرانية في العاصمة صنعاء، أصداء واسعة وسط جمهور المتابعين للشأن اليمني، ما يشير إلى أن العملية النوعية حققت نجاحا كبيرا بفعل جهد منظم من الرصد الاستخباراتي والمعلوماتي على الأرض.
وفي هذا الإطار قال الصحفي اليمني عصام السفياني "إن العمليات الجوية شكّلت رسالة واضحة أن التحالف العربي سيعيد العمليات العسكرية إلى زخمها السابق ولن ينجر إلى ما لا نهاية وراء مسرحيات مليشيا الحوثي في التعاطي مع بنود اتفاق السويد المزمنة".
وتابع السفياني "أن إعلان المتحدث باسم التحالف العربي عن العملية مسبقا قبل انطلاقها، يعد مؤشرا لامتلاكه بنك أهداف محدثا ومعلومات استخباراتية واستطلاعية موثوقة ودقيقة".
وأشار السفياني إلى "أن القصف المركز كسر الجمود الذي خلقته اتفاقية السويد في العمليات العسكرية البرية والجوية"، مضيفا: "كان ذلك امتثالا من التحالف لطبيعة الجهود الدولية التي سعت لإحداث اختراق في الملف اليمني كبوابة لإنتاج تسوية تنهي الانقلاب والحرب".

وأوضح السفياني أن "المؤشرات الميدانية تكشف أن عمليات التحالف سترافق تنشيط محاور القتال في معقل الحوثي الأم وفي نهم صنعاء وقلب اليمن البيضاء، من أجل إنهاء مركزية معركة الحديدة"، وأكد "أن تنشيط الجبهات الأخرى سينهي حالة الطمأنينة المؤقتة التي حصلت عليها المليشيا بفعل الهدنة في الحديدة وذهابها للتصعيد الخطير في هجوم قاعدة العند الإرهابي". 
وعلى صعيد متصل، لفت الصحفي اليمني سياف الغرباني إلى أن العملية نوعية ومركزة ودقيقة، من حيث طبيعة بنك الأهداف والحرفية في التنفيذ، وتأثير الضربة بدا واضحا على بنية الحوثيين العسكرية.
وأوضح الغرباني أن المعلومات المتوافرة، تؤكد نجاح مقاتلات التحالف إلى حد كبير في دك منظومة عسكرية متكاملة خاصة بإدارة عمليات الطائرات الإيرانية المسيرة، وهو السلاح الأبرز الذي شكل تهديدا صارخا في وجه السلام واتفاق السويد.
واعتبر هذه الضربة خطوة مهمة في جهة خلخلة ترسانة سلاح المليشيا التي شكلت الأسلحة الايرانية المهربة جزءا مهما فيها، وأوضح أيضًا أن صراخ قيادات الصف الأول للحوثيين ارتفع عقب عملية التحالف في صنعاء، وهو أثر رجعي لضربة قاسية تلقاها صدر الانقلاب.
وأشار إلى أن توقيت العملية جاء في غمرة تكثيف مليشيا الحوثي من تحركات إعادة التموضع المسلح، بعد انخفاض عمليات التحالف الجوية في غضون مشاورات السويد.
ونبه الغرباني إلى أن ثمة مسألة تستحق الكثير من التدقيق، تتعلق بحاجة اليمنيين الملحّة لاستمرار دور التحالف العربي في تقويض وجود وقدرات مليشيا الحوثي؛ لأن الحوثيين جماعة فاشية تعيش على الحرب وعدم منحها فرصة لإعادة ترتيب نفسها عسكريا ضرورة مهمة. 
ولفت الغرباني إلى وجود معلومات تبيّن أن المليشيا استغلت هدنة الحديدة، لتهريب أسراب من الطائرات بدون طيار المصنعة في طهران عبر سواحل المحافظة.
يشار إلى أن التحالف العربي نفذ سلسلة من الضربات الجوية القاصمة لميليشيات الحوثي عبر تدمير قدراتهم النوعية المهربة من إيران كالصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار وشبكات الاتصال.

وخلال الأشهر الماضية، شنت مقاتلات التحالف ضربات جوية عدة على مخازن للطائرات الحوثية المسيرة في صعدة ومناطق أخرى، فضلا عن تدميره ورشات لتصنيع هذه الطائرات.
وفي نوفمبر الماضي، تم استهداف قاعدة جوية لميليشيا الحوثي في محيط مطار صنعاء كانت يستخدمها الانقلابيون لإطلاق الطائرات بدون طيار.