بوابة الحركات الاسلامية : فكرة الدولة في الإسلام ودور المواطن في الحفاظ على الأمن والسلم الداخلي (طباعة)
فكرة الدولة في الإسلام ودور المواطن في الحفاظ على الأمن والسلم الداخلي
آخر تحديث: الأحد 20/01/2019 01:37 م حسام الحداد
فكرة الدولة في الإسلام
افتتح المستشار محمد حسام عبد الرحيم وزير العدل، صباح اليوم 20 يناير 2019، أعمال الندوة التثقيفية عن الإرهاب ومواجهة التطرف وتأثيره على الدولة، والتي تنعقد بمقر وزارة العدل، بحضور نخبة من رجال القضاء والهيئات القضائية، وكافة الجهات المعنية بمواجهة الإرهاب والتطرف .
 وألقى المستشار  حسام عبد الرحيم، خلال افتتاح أعمال الندوة، كلمة تتضمن رؤية مصر لكيفية مواجهة الاٍرهاب، في الوقت الذى تناقش فيه الندوة فكرة الدولة في الإسلام وأثار الإرهاب على الدولة والتنمية بجانب مناقشة فكرة الإعلام والإرهاب، وتأثيراتها على المجتمع.
وأكد المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل أن دحر الفكر المتطرف لا يقل أهمية عن معركة الإرهاب من ثم كان لزاماً مواجهة هذا الفكر الأسود بالفكر المعتدل علي كافة المستويات. 
وأشار إلى أن الوزارة تستكمل ما بدأته من ندوات سابقة بتنظيمها لهذه الندوة والتي تتناول موضوعات غاية في الأهمية مثل فكرة الدولة في الإسلام ودور المواطن في الحفاظ على الأمن والسلم الداخلي وجهود التوعية في هذا الشأن .
وتنتقل الندوة إلى الظروف التي قد تساعد على دحر الفكر الإرهابي مثل الفساد وتأثيره على الدولة ودور المواطن في محاربته، واتصالاً بما تشهده مصر فى أرجائها من مشروعات تنموية ضخمة إنشائية وصناعية وغذائية فإن الندوة تتناول تأثير هذه النهضة التنموية على محاربة الإرهاب والفساد .
 هذا وتستضيف الندوة متحدثين من كبار العلماء والمتخصصين في هذا الشأن مثل الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية ليتحدث في موضوع الدولة في الإسلام.
وعلي الصعيد الأمني تستضيف الندوة اللواء أركان حرب المهندس ياسر محمد عبد العزيز ليحاضر في مجال الحفاظ على الأمن والسلم الداخلي ودور المواطن في ذلك وضرورة توعية، أيضاً تستضيف في هذا الشأن اللواء أركان حرب المهندس سمير محمد أحمد بدوي وموضوعه دحر الإرهاب والحفاظ على السلام الداخلي، وعلي الصعيد المجتمعي يتحدث اللواء علي أبو سعد وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية في موضوع دور المواطن في محاربة الفساد.
 
وتختم الندوة أعمالها بمحاضرة الدكتور ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات في أهم مسببات الإرهاب ومداخله وهو الاستخدام المغرض للإعلام تحت عنوان الإرهاب والإعلام. 
ويشارك في الندوة لإثراء النقاش بها نخبة من رجال القضاء وأعضاء الهيئات القضائية، فضلا عن ممثلي المؤسسات المعنية بإنفاذ القانون مثل وزارة الداخلية وهيئتي الأمن القومي والرقابة الإدارية .
وقد أكد الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية ،  خلال كلمته بالندوة ، إن الأزهر الشريف علمه احترام مؤسسات الدولة ورموزها الوطنية، بهدف استقرار الوطن، والتأكيد على الوطن والاعتزاز به، وأن ما تمارسه القوات المسلحة المصرية في حربها ضد الإرهاب والتطرف أمر عظيم، داعيًا بأن يسدد ضرباتهم للقضاء على ما يهدد أمن الوطن والمواطن، ومثمنًا دور قضاة مصر على مر عصورها في الدفاع عن الوطن وحماية حقوق المواطنين، خاصة في الفترات التي تشهد أخطار تهدد المجتمع.
واوضح الأزهري، إن فكر الإرهاب لدى الدواعش تجرأت على الدين الإسلامي بتغيير ما هو مختلف عليه من مصطلحات مثل "الإمامة" التي تبنتها جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها على يد حسن البنا، وتصديرها بوصفها الشكل الوحيد لإدارة آليات الدولة وربطها بأصول الدين، لافتا إلى أن مفهوم  الخلافة الإسلامية ترسخ بالخطأ في عقول الشباب من قبل التيارات الدينية المتطرفة كالإخوان وداعش، حتى أصبحت الخلافة أصل من أصول الدين، رغم أنها فرعا من الفروع، وهو ما أدى إلى سفك الدماء باسم الخلافة والدين.  
وأضاف: فكرة التكفير جاءت وتطورت عند حسن البنا، من خلال إدراج مفهوم الخلافة، كأصل من أصول الدين، وأصبحت الفكرة من نظرية إلى فكرة واقعية، وانتقلت بعد ذلك إلى تلاميذه، وعلى رأسهم سيد قطب وحسن الهضيبي، مشيرا إلى أن تربية الأبناء بالضرورة تؤدى إلى انتقال أفكار الآباء إليهم، وهو ما حدث مع جماعة الإخوان، حيث بدأت تتناقل إليهم أفكار التكفير، ومفهوم الخلافة الخاطئ إلى أبنائهم، حتى وصلت إلى الجيل الرابع منهم.
 
وأشار الأزهري، إلى أن الشريعة الإسلامية تدفع نحو المواطنة والمساواة، وإقامة الدولة بشكلها الحديث، وليس كما يدعي الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن الدساتير المصرية لم تخرج عما جاء فى صحيح الدين، وأنه منذ تأسيس لجنة الثلاثين لوضع أول دستور مصري معاصر، استعانت بمفتي الديار المصري ومنهم الشيخ محمد بخيت المطيعى.
واستند الأزهري، في ذلك إلى أن إنشاء أول دولة في الإسلام في المدينة المنورة، جاءت في دستور اصطلح عليه بـ"صحيفة المدينة المنورة"، والتي حافظت على حقوق المسلمين وغير المسلمين تم تناولها بالدراسة والبحث العلمي على مدار السنين للاستفادة منها، والتي خلصت إلى المساواة بين كافة المواطنين أمام الحقوق والواجبات في مكونات الدولة، مشددا على أن الشريعة الإسلامية تؤكد إقامة الدول على دساتير بمفهومه الحديث والفصل بين السلطات من خلال مفاهيم مثل (القسط، والعدل، والبر.. إلخ) وهي ما يعادلها من مصطلحات جاءت لدى الفلاسفة المعاصرين في كتاباتهم عن أركان الدولة.
وذكر أنه على الجانب الآخر، استقرت التيارات الإرهابية على مصطلحات مثل (الحاكمية والتكفير) التي تبناها مؤسسو جماعة الإخوان الإرهابية (حسن البنا، وسيد قطب)، وامتدادها إلى "انقطاع الدين عن الوجود" حتى بلغت تلك الأفكار إلى نشأة تنظيم داعش الإرهابي وتبني رأس التنظيم أبو بكر البغدادي لتلك المفاهيم، مثل غيره من الجماعات المتطرفة حول العالم ومنها القاعدة وطالبان.
وحذر الأزهري من مصطلح "الولاء والبراء" الذي تستغله الجماعات الإرهابية والمتطرفة، لبث في نفوس الشباب خلال غسيل عقولهم لنسف فكرة الوطن وسرقة العقول للإقدام على الأعمال الإرهابية ضد المجتمع والأسرة ودور العبادة، لافتًا إلى أفكار مثل (الخلافة والاستعلاء.. إلخ) من أجل تحويل الشباب المتطرف إلى قتلة، مشيرا إلى أن دور التيارات الوسطية لنشر الأفكار السليمة ومواجهة الأفكار المتطرفة، وجمع آراء علماء الإسلام لإبراز قيمة الوطن.