واصلت ميليشيات الحوثي
الانقلابية والمدعومة من إيران، أمس، خروقاتها اليومية لوقف إطلاق النار في محافظة
الحديدة غرب اليمن والذي يسري منذ 18 ديسمبر بموجب اتفاق السويد المهدد بالانهيار بسبب
تعنت الحوثيين ورفضهم الانسحاب من المدينة الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر.
وانتقدت الرئاسة اليمنية،
أمس، موقف مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث، إزاء عرقلة ميليشيات الحوثي الانقلابية
تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن محافظة الحديدة. وحذرت الرئاسة اليمنية، امس، من أن «التراخي
في تنفيذ الاتفاق، وغياب الوضوح في تسمية المعرقلين، يدفع الأمور إلى الفشل»، مشيرة
إلى أن استمرار ميليشيا الحوثي بالتصعيد والتحشيد العسكري وحفر الخنادق وإعاقة وصول
المساعدات الإنسانية واعتقال المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الحديدة «لا
يشير إلى وجود أي نوايا للسلام».
وكتب مدير مكتب الرئاسة
اليمنية، عبدالله العليمي -وهو نائب رئيس الوفد الحكومي في محادثات السويد التي اختتمت
في 13 ديسمبر بإعلان اتفاقي الحديدة والأسرى- في تغريدة على تويتر: «37 يوماً منذ اتفاق
استكهولم و32 يوماً منذ وصول الجنرال باتريك (كامريت رئيس بعثة المراقبة التابعة للأمم
المتحدة) إلى اليمن، وما زالت الأمور كما لو أنها في يومها الأول.. حتى الآن لم نحصل
على آلية ملزمة لتنفيذ الاتفاق».
وأضاف: «يعرقل الحوثيون
الاتفاق، وتقدم الحكومة عملاً مسؤولاً، ولا تقارير توضح العرقلة ولا شهادات لحسن التعامل»،
مؤكداً أن الحكومة اليمنية حريصة على تنفيذ اتفاق الحديدة «لكن ذلك لا يعني أن دعمنا
وتعاوننا غير مشروط، بل هو مشروط بتنفيذ الاتفاق تنفيذاً سليماً وفقاً للتفسيرات الصحيحة
التي يفهمها كل العالم والتي يقرها القانون اليمني وتدعمها قرارات مجلس الأمن الدولي».
وأدى تعنت الحوثيين ومعارضتهم
لرئيس البعثة الدولية الجنرال كاميرت إلى إعاقة تنفيذ الاتفاق وإفشال المرحلة الأولى
منه والتي كانت تنص على انسحابهم من موانئ الحديدة وأجزاء من المدينة بحلول الأول من
يناير.
كما فاقمت ميليشيات الحوثي
الوضع الإنساني والمعيشي في مدينة ومحافظة الحديدة من خلال استمرارها بخرق وقف إطلاق
النار وشن هجمات يومية، مدفعية وصاروخية، على مناطق سكنية ومواقع قوات المقاومة المشتركة
الموالية للحكومة في المدينة ومديريات الدريهمي، بيت الفقيه، التحيتا، وحيس.
وقالت مصادر ميدانية في
الحديدة لـ«الاتحاد» إن ميليشيات الحوثي هاجمت، ليل الخميس الجمعة، مواقع لقوات المقاومة
المشتركة بقيادة ألوية العمالقة في شرق وجنوب المدينة الساحلية ما أدى إلى اشتباكات
عنيفة استمرت نحو ساعتين، مضيفة أن ميليشيا الحوثي التي تتحصن داخل الأحياء السكنية
وسط الحديدة جددت، امس، قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع قوات المقاومة المشتركة
التي تتمركز عند المدخلين الشرقي والجنوبي الغربي منذ 11 نوفمبر الماضي.
كما أطلقت الميليشيات الحوثية،
عشرات من قذائف الهاون والهاوزر على أحياء سكنية في مديرية حيس، جنوبي المحافظة، مستهدفة
أيضاً مناطق سكنية في مديرية التحيتا القريبة والمطلة على البحر.
وذكرت مصادر محلية وعسكرية
أن القصف الحوثي على المواطنين في المديريتين أوقع خسائر مادية بعدد من المنازل، وتسبب
بحالة كبيرة من الخوف والرعب في أوساط الأهالي لا سيما الأطفال والنساء
وقصفت ميليشيا الحوثي،
أمس، تجمعات سكنية في مديرية الدريهمي ومنطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه ما أسفر عن
إصابة مدنيين بينهم امرأة ونزوح العديد من الأسر في منطقة الجاح الساحلية.
وقتل مواطن وابنه البالغ
من العمر ثماني سنوات بانفجار لغم أرضي خلال مغادرتهما منزلهما على متن دراجة نارية
في منطقة كيلو 16 شرقي مدينة الحديدة.
وأكدت مصادر أمنية أن اللغم
الذي انفجر زرعته ميليشيات الحوثي في المنطقة المضطربة، مشيرة إلى أن الانفجار أسفر
أيضاً عن إصابة ابنة المواطن القتيل التي كانت برفقة والدها وشقيقها الصغير.
وقال مصدر محلي إن الأب
والإبن توفيا على الفور في مكان الانفجار حيث تمزقت جثة الأب إلى أشلاء، فيما تم إسعاف
الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً إلى مستشفى الدريهمي لتلقي العلاج.
وقتل أكثر من 49 مدنياً
بينهم أطفال ونساء وجرح مئات آخرين في خروقات ميليشيات الحوثي لاتفاق وقف إطلاق النار
في محافظة الحديدة منذ بدء سريانه.
بالمقابل، لقي 13 مسلحا
من عناصر مليشيات الحوثي الموالية لإيران، مصرعهم، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني
اليمني، بمديرية باقم شمالي محافظة صعدة.
وأفادت مصادر عسكرية، امس،
أن المواجهات اندلعت أثناء محاولة عناصر من المليشيات التسلل باتجاه مواقع شمالي غرب
مركز المديرية.
وأكدت المصادر لسكاي نيوز
عربية أن قوات الجيش الوطني اليمني رصدت المحاولة وأفشلتها، وأجبرت عناصر المليشيات
على الفرار.
من جانب آخر، أحرز الجيش
اليمني، تقدما كبيراً في جبهة الملاحيظ بمحافظة حجة ووصل إلى قرى المزرق وسلسلة الجبال
المجاورة لها في تقدم كبير للجيش الوطني بإسناد مدفعي من التحاف العربي.
وقال قائد اللواء الثالث
عاصفة العميد محمد العجابي «حققنا انتصارات كبيرة وسنستمر في التقدم حتى نصل إلى عمق
صعدة وسوف نحررها من الميليشيات».
وفي محافظة تعز لقي 5 مسلحين
من المتمردين حتفهم، فيما أصيب 11 آخرين وأسر اثنان خلال محاولتهم الهجوم على مواقع
الجيش اليمني في جبهة مقبنة غربي المحافظة.
وأكد قائد جبهة مقبنة العقيد
حميد الخليدي أن مقاتلي الجيش الوطني تصدوا لهجوم الميليشيا على مواقعهم في جبل صبري
وجبال العويد بعد اشتباكات استمرت 6 ساعات أسفرت عن مقتل 5 وإصابة 11 من الحوثيين.
وأوضح، أن الجيش الوطني
يفرض حصارا على مجموعة من المتسللين في جبال العويد وتم أسر قائد الهجوم القيادي الحوثي
«أبو العز» وكذلك قيادي عينه الحوثيين مديرا لأمن مديرية جبل حبشي وأحد قادة الهجوم.