"الإمام والبابا".. سفراء
الإنسانية في "دار زايد".. الإمارات ترسخ للأخوة بمؤتمر يضم 700 قيادة سياسية
ودينية.. الفاتيكان: الزيارة مثال رائع لثقافة التلاقي.. و"حكماء المسلمين":
نجتمع لمواجهة التطرف
وسط اهتمام عالمى
غير مسبوق، تستقبل أبو ظبى، اليوم الأحد، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية،
فى أول زيارة لرأس الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة خليجية.
ويشارك البابا،
اليوم، فى المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية، الذى ينظمه مجلس حكماء المسلمين برئاسة
الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،
ولى عهد أبوظبى، في دار زايد، بحضور نحو 700 شخصية دينية وسياسية وعلمية، يتناولون
القواسم المشتركة بين البشر.
قمة تاريخية ولقاء
خامس
ويتوجه الدكتور
أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأحد، إلى العاصمة
الإماراتية أبو ظبي، لعقد قمة تاريخية مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وذلك
ضمن عدة فعاليات تشملها الزيارة المشتركة لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات،
التي أعلنت عام 2019 عامًا للتسامح.
وتأتي زيارة الطيب
تلبيةً لدعوة رسمية تلقَّاها من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب
القائد الأعلى للقوات المسلحة، سلمها إلى الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون
الدولي الإماراتي، خلال لقائه مع شيخ الازهر بمقر مشيخة الأزهر في ديسمبر الماضي.
تسامح ووئام
وقال الأمين العام
لمجلس حكماء المسلمين، فيصل الرميثى: إن الزيارة التاريخية التى تجمع شيخ الأزهر، الدكتور
أحمد الطيب، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، على أرض الإمارات، تؤكد مصداقية الرسالة
التى يحملها المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية، فى سبيل الدعوة إلى الأخوة الإنسانية.
وأضاف «الرميثى»:
«يتطلع المجتمعون فى المؤتمر إلى التأكيد على خطاب التسامح والوئام، والتأسيس لمرحلة
جديدة جوهرها الإخاء الإنسانى وقبول الآخر وتبنى الاعتدال، ومجابهة ثقافة الكراهية
والأفكار التى تهدد السلم والأمان المنشودين».
وقال المتحدث باسم
الفاتيكان، جريج بوركي: "زيارة البابا لأبوظبى، مثل زيارته لمصر في عام 2017،
تظهر الأهمية الكبيرة التي يوليها البابا للحوار بين الأديان. زيارة البابا فرنسيس
للعالم العربي مثال رائع لثقافة التلاقي".
تحية عيال زايد
ووجه فرنسيس رسالة
للشعب الإماراتي قال فيها: يا شعب الإمارات العربية المتحدة الحبيب السلام عليكم سعيد
لتمكني من زيارة بلدكم العزيز بعد أيام قليلة، تلك الأرض التي تسعى أن تكون نموذجًا
للتعايش وللأخوة الإنسانية وللقاء بين مختلف الحضارات والثقافات، حيث يجد فيها الكثيرون
مكانًا آمنًا للعمل وللعيش بحرية تحترم الاختلاف.
وتابع: يسرني أن
التقي بشعب يعيش الحاضر ونظره يتطلع إلى المستقبل، لقد صدق طيب الذكر الشيخ زايد مؤسس
دولة الإمارات العربية المتحدة حين قال إن الثروة الحقيقية ليست في الإمكانيات المادية
وحدها وإنما الثروة الحقيقية للأمة تكمن في أفراد شعبها الذين يصنعون مستقبل أمتهم،
الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال.
وأضاف، أتوجه بجزيل
الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي دعاني للمشاركة في لقاء حوار الأديان
تحت عنوان الأخوة الإنسانية، أشكر كذلك جميع سلطات الإمارات العربية المتحدة على التعاون
الرائع وحسن الضيافة والترحاب الأخوي الذي قُدم بنبل لإتمام هذه الزيارة، كما أشكر
الصديق والأخ العزيز فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وجميع الذين
ساهموا في تحضير هذا اللقاء على الشجاعة والعزم في تأكيد أن الإيمان بالله يُجمع ولا
يفرق، وأنه يقربنا حتى في الاختلاف ويبعدنا عن العداء والجفاء.
واختتم قائلا:
إنني سعيد بهذه المناسبة التي منحني إياها الرب كي تُكتب فوق ثرى أرضكم العزيزة صفحة
جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان نؤكد فيها أننا إخوة حتى وإن كنا مختلفين، وأستعد
بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد، دار الازدهار والسلام، دار الشمس والوئام،
دار التعايش واللقاء.
رموز سياسية ودينية
ويشارك في المؤتمر
الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، كما تضم قائمة الحضور أحمد أبوالغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة
التعاون الإسلامي، ونيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الكنيسة المارونية
في الجمهورية اللبنانية، والدكتور جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي، ونيافة الأنبا
يوليوس أسقف عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والقس أولاف فيكس تافيت الأمين العام
لمجلس الكنائس العالمي، وسماحة السيد علي الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين، إلى جانب
العديد من القيادات والشخصيات الرائدة في المجالات الفكرية والإعلامية، التي تشكل النسيج
العالمي للأخوة الإنسانية.
٣ محاور
جلسات المؤتمر
ستتناول ثلاثة محاور رئيسية على مدار يومين حول: منطلقات الأخوة الإنسانية، والمسؤولية
المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية، والتحديات والفرص الخاصة بالإخوة الإنسانية، إلى
جانب عقد 6 ورش عمل في اليوم الأول والثاني في منصات التسامح والإنسانية والتعايش كل
على حده.
بنحبك يا شيخنا
وحرص أبناء الشعب
الإماراتى الشقيق على تأكيد ترحيبهم بشيخ الأزهر، من خلال مقطع فيديو تحت عنوان: «من
شعب الإمارات لفضيلة الإمام الأكبر - بنحبك يا شيخنا.. نورت الإمارات».
لقاء الأخوة الإنسانية
كما كان لحاكم
أبوظبى تغريدته المعبرة عن سعادته بالزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان والإمام الأكبر،
حيث قال: «نجدد ترحيبنا برجل السلام والمحبة، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية،
فى دار زايد، نتطلع للقاء الأخوة الإنسانية التاريخى الذى سيجمعه فى أبوظبى مع فضيلة
الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يحدونا الأمل ويملؤنا التفاؤل بأن تنعم
الشعوب بالأمن والسلام».
(البوابة نيوز)