كشف محلل سابق في مجال
مكافحة الإرهاب لدى الحكومة الهولندية، عن كيفية دعم قطر لمجموعات إسلامية متطرفة عديدة
حول العالم.
ورأى رونالد ساندي في مقاله
ضمن «منتدى الشرق الأوسط» نشره «موقع 24»، أن الدوحة أصبحت حذرة في ظل مقاطعة الدول
الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، واعتمدت على التركيز
على تحسين العلاقة مع إيران وتركيا، وعلى إنفاق مليارات الدولارات للإبقاء على روابط
قريبة مع أمريكا.
وتابع: «تدعم الدوحة المتشددين
و«الإخوان» وتيارات متطرفة أخرى حول العالم. ولتغطية هذه التنظيمات الإسلامية، توفر
قطر مجموعة من الجمعيات الخيرية تحت رعايتها وإدارتها. فتخدم «الإخوان» عبر جمعية قطر
الخيرية، بينما يمتلك المتطرفون مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية».
وأضاف: «نشطت قطر الخيرية
وعيد الخيرية في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا. ولعملياتها الأوروبية، أنشأت قطر الخيرية
منظمتها الخاصة بلندن في مارس/آذار 2012.
وأدرجت قطر الخيرية في
بريطانيا، رئيس مجلس إدارتها في الدوحة، يوسف الكواري، والمدير التنفيذي في شركة ديار
القطرية التابعة لصندوق الثروة السيادية القطري يوسف الحمادي، أول أعضاء في مجلس إدارتها».
وبعد تأسيس مكتب في لندن،
وسعت المنظمة نشاطاتها سريعاً إلى أجزاء أخرى من أوروبا مثل فرنسا وبلجيكا وإيطاليا.
وبدأت في دعم المجموعات المنضوية تحت اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (إخواني)،
وأخيراً بدأت قطر الخيرية البريطانية عملياتها في الولايات المتحدة، بتمويل بناء مركز
ممفيس الإسلامي في تينيسي بإشراف الأمريكي ياسر قاضي.
وقال: «مع دعم قطر الخيرية
البريطانية مشاريع أضخم، مثل تمويل المراكز الإسلامية في أوروبا، زاد التدقيق في نشاطاتها،
وتم استبدال الأعضاء في مجلس الإدارة لتخفيف الحضور القطري الرسمي الطاغي، ووصل الأمر
إلى تغيير اسمها في 2017، لتتحول إلى «نكتار تراست المحدودة».
وفي الدوحة تعمل المنظمة
الأم بشكل وثيق مع شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، كما تعمل أيضاً مع شخصيات متطرفة مثل
سلمان العودة، عضو ما يسمى اتحاد علماء المسلمين، الذي كُلف بإدارة مشروع بارز لفائدة
قطر الخيرية.
وأضاف: «كانت عيد الخيرية
ناشطة أكثر في آسيا، وإفريقيا لكنها في الآونة الأخيرة كثفت نشاطها بشكل ملحوظ في أوروبا».
وأسس عبد الرحمن النعيمي
الجمعية، وهو الذي وضعته واشنطن في 2013 على قائمتها السوداء للإرهاب العالمي، بسبب
تمويله للقاعدة في سوريا والعراق.
وفي أوروبا، تعمل عيد الخيرية
عن كثب مع منظمات متطرفة في السويد، وألمانيا، وهولندا، وكوسوفو، وأطلقت في السنوات
الأخيرة مشاريعها في كوسوفو، وألبانيا، وألمانيا، وهولندا، لتنشر رسالتها المتطرفة
عبر أوروبا.
وأكد أن النعيمي هو أيضاً
الأمين العام للحملة الدولية المناهضة للعدوان «غاك» التي تأسست رداً على حرب العراق.
ويضم هذا التحالف رجال
دين وأعمال، وعلماء وجهاديين دعوا إلى «مقاومة» الغرب والولايات المتحدة. وفي 2005
عقدت الحملة مؤتمراً حضرته وجوه «إخوانية» متطرفة وناقشت استراتيجيات تمويل وتسهيل
عمل المتطرفين في العراق وسوريا وغزة.
وتمول قطر وتنسق نشاطات
هذه الحملة، بينما تضع تركيا عاصمتها لاحتضان المؤتمر الإسلامي السنوي. ويمثّل ياسين
أقطاي المستشار الخاص للرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصية بارزة في الحملة وفي تنظيم
«الإخوان».
وتابع: «نظمت الحملة مؤتمراً
في فبراير/شباط 2016 بإسطنبول حضره حشد كبير من المتطرفين. وأظهرت الصور حضور أحمد
رفاعي طه، ومحمد الإسلامبولي، على الرغم من ارتباطهما بالعمليات الجهادية في إدلب،
وحصولهما على مواقع قيادية في مجموعة خراسان المرتبطة بالقاعدة».
وأضاف: «حصل عملاء القاعدة
على دعم شخصيات قطرية بارزة أيضاً. وهنالك أدلة على دعوة وزير أسبق للداخلية القطرية،
للقيادي في القاعدة خالد شيخ محمد في أواسط التسعينات للسفر من البوسنة، إلى قطر».
وتعيش عائلة أسامة بن لادن
في قطر.
وقال إن النفوذ على المجتمعات
المسلمة في الغرب، عنصر أساسي في قوة قطر الناعمة.
وبما أنّ قطر مموّل أول
ل«لإخوان» في أوروبا، يمكن توقع مزيد من الدعم لقطر من تيارات إسلامية في الغرب مع
استمرار المقاطعة. وستستمر قطر في تمويل ودعم التطرف، كما تدعم «الإخوان» وحماس ومجموعات
متطرفة في ليبيا.