بوابة الحركات الاسلامية : "وارسو" يضرب بيد من حديد.. إيران أكبر ممول للإرهاب في العالم (طباعة)
"وارسو" يضرب بيد من حديد.. إيران أكبر ممول للإرهاب في العالم
آخر تحديث: الخميس 14/02/2019 04:09 م أميرة الشريف
وارسو يضرب بيد من
أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس،  اليوم الخميس 14 فبراير 2019، أن المشاركين في مؤتمر وارسو اتفقوا على أن إيران تشكل "أكبر تهديد" في الشرق الأوسط.
وقال بنس إن النظام الإيراني "أكبر ممول للإرهاب في العالم"، ويمثل أكبر تهديد للسلم والأمن في الشرق الأوسط.
ودعا نائب الرئيس الأميركي "الحلفاء الأوروبيين إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران"، قائلا إن النظام في طهران يواصل سعيه للحصول على أسلحة دمار "ولن نسمح له بذلك"، مضيفًا أن ميليشيات الحوثي في اليمن تنشر "الفوضى في المنطقة باستخدام الصواريخ الإيرانية"، مؤكدا أن النظام الإيراني يسلح الميليشيات في المنطقة ويقمع حرية شعبه.
واجتمع وزراء للخارجية ومسؤولون كبار من 70 دولة في العاصمة البولندية وارسو، أمس الأربعاء، في المؤتمر الذي انعقد بعنوان: الاجتماع الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، برئاسة الولايات المتحدة وبولندا، وتأمل منه واشنطن في زيادة الضغط على إيران برغم مخاوف دول أوروبية كبرى من زيادة التوتر مع طهران، فيما تظاهر مئات الإيرانيين للضغط على المؤتمرين لاتخاذ قرارات ناجعة ضد نظام ولاية الفقيه.
ويهدف المؤتمر إلى زيادة الضغوط على إيران، وقالت بولندا والولايات المتحدة، إنه لن يركز على إيران أو يؤسس تحالفاً ضدها فقط بل سيعكف على النظر في مشكلات الشرق الأوسط بشكل عام. 
وبحث المؤتمر، سبل مكافحة الإرهاب والتطرف، وتطوير الصواريخ، والانتشار النووي، وتأمين التجارة البحرية، والتصدي لمختلف التهديدات التي تواجهها المنطقة إلى جانب الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وسبل مواجهتها.
ووضعت الولايات المتحدة كل ثقلها لإنجاح هذه التظاهرة الدولية، التي تكتسب أهميتها من حيث مواضيعها، وتوقيت انعقادها، الذي يأتي قبل أيام من أعمال القمة العربية - الأوروبية في مصر نهاية الشهر الجاري، وقرب انعقاد القمة العربية المرتقبة في تونس خلال مارس المقبل.
وكان مسؤول أمريكي كبير قد قال بشأن جدول أعمال مؤتمر وارسو: ستكون هناك مناقشات بشأن نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وما الذي يمكننا فعله للمساعدة في حمل إيران على أن تكون في وضع أكثر نفعاً، وللتصدي بشكل جماعي لبعض سلوكها الضار في المنطقة.
وبالتزامن مع المؤتمر، تستضيف وارسو فعاليات للمعارضة الإيرانية،  وتظاهر المئات من الإيرانيين أمام المؤتمر ، وتجمع أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق المعارضة بأعداد كبيرة، وحضر التجمع شخصيات سياسية أبرزهم: رودي جولياني مستشار ترامب، وروبرت توريسلي عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق، وعدد من أعضاء البرلمان البولندي.
 وقال جولياني في كلمة أمام التجمع، إنه يحلم بالاحتفال بإيران حرة، مضيفا أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط ما دام النظام الإيراني يحكم، ولتحقيق السلام يجب القضاء على هذا النظام المزعزع للأمن والاستقرار أولا. 
وتظاهر عدد من أنصار التيار الملكي رافعين صور رضا بهلوي ابن آخر شاه لإيران الذي أسقطته ما تسمى الثورة عام 1979، مطالبين بعودة الحكم الملكي.
من جانبها، قالت زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج مريم رجوي خلال كلمة متلفزة لها أمام تجمع للمعارضة الإيرانية أمام مقر انعقاد المؤتمر الدولي، إنه "في الأشهر الأخيرة، ولمواجهة إرهاب ومساعي نظام ولاية الفقيه لإثارة الحروب، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على هذا النظام، فضلاً عن العقوبات الأمريكية، ولكن هذا ليس كافياً ويجب الوقوف أكثر حزماً وصرامة في مواجهة النظام".
 وأضافت رجوي "نكرر مرة أخرى .. يجب ألا يبقى لدى الملالي رصاصة واحدة ولا دولار واحد ولا برميل نفط واحد".
وليس لدى النظام الإيراني وجود مهم في بولندا، بحسب المسؤول في مؤسسة تيشسمير بوالفسكي للدراسات السياسية ووكاش لونتسواش، الذي قال وفق سكاي نيوز عربية: هم لا يمثلون هذه الأهمية. ولا أعتقد أنهم في موقف يتيح لهم إصدار تهديدات. ويعتبر لونتسواش أن العلاقات مع الولايات المتحدة أهم بكثير من أي اعتبارات أخرى، حتى لو أغضب ذلك الإيرانيين، أو الأوروبيين.
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية البولندي إن بلاده تريد من تنظيم هذا المؤتمر، أن تظهر للعالم أنها فاعلة في ضمان السلام والاستقرار، معرباً عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى مشاركة أقوى من الولايات المتحدة في بولندا.
وشهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية تأزماً واضحاً مع تولي الرئيس الأمريكي ترامب، فبعد أن وقعت طهران مع الدول الكبرى اتفاقاً حول برنامجها النووي (في 14 يوليو 2015) بعد 21 شهراً من المفاوضات الصعبة، أقرّ ترامب – الذي تعهد منذ حملته الانتخابية بسياسات صارمة ضد إيران - إلغاء الاتفاق.
وواصلت الإدارة الأمريكية التصعيد ضد إيران بشكل عملي، وطبقت عقوبات "الحزمة الأولى" في 7 من أغسطس 2018، على القطاعات المالية والتجارية والصناعية، وشملت حظر تبادل الدولار مع الحكومة الإيرانية، إضافة لحظر التعاملات التجارية المتعلقة بالمعادن النفيسة، بخاصة الذهب، وفرض عقوبات على المؤسسات والحكومات، التي تتعامل بالريال الإيراني، أو سندات حكومية إيرانية، وغير ذلك.
وفي 3 نوفمبر 2018 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات على إيران، وضمت تلك الحزمة عقوبات على أكثر من 600 شخص وشركة في إيران، إضافة إلى عقوبات أشد، تشمل صادرات النفط الإيراني.
وتسعي واشنطن لكسب دعم لزيادة الضغط على إيران كى تنهى ما تصفه بسلوك هدام فى الشرق الأوسط وإنهاء برامجها النووية والصاروخية.
ويأتي المؤتمر، في الوقت الذي يواصل نظام الملالي سياساته العدوانية في المنطقة وتدخلاته المختلفة في شؤون دولها منطلقاً من هدفه الرئيسي المتمثّل باستعادة الماضي الإمبراطوري وفرض الهيمنة على المنطقة.
ووفق باحثون في الشأن الإيراني، فإن مؤتمر وارسو يمثل كابوساً مرعباً للنظام الإيراني، فهم يستعيدون إلى الذاكرة مؤتمر غوادلوب، علاوة أن مؤتمر بولندا يعني بدء العد التنازلي لتحييد إيران وكسر شوكتها وإيقاف تمددها وفرض عزلة إقليمية كبيرة؛ فالمؤتمر قمة دولية الهدف منها إيقاف النهج التدميري الإيراني، على أساس أن العالم قد تشبع من الإرهاب الذي تمارسه طهران.