"ضربة للاتفاق النووى وفقدان لحلقة التواصل مع الغرب"..
هكذا وصفت وسائل الإعلام الدولية، استقالة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف،
مشيرة إلى تأثير هذه الخطوة المفاجئة على السياسة الخارجية لطهران.
وكان وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، أعلن استقالته من منصبه قبل ساعات،
قائلا: "أعتذر لكم عن أى تقصير بدر منى خلال مدة خدمتى، وأشكر الشعب الإيرانى
والمسؤولين".
وأضاف ظريف: "تأكيدى لجميع إخوتى وأخواتى الأعزاء فى وزارة الخارجية وممثلياتها
هو أن يتابعوا مسؤولياتهم فى الدفاع عن البلاد بقوة وصلابة"، لافتا إلى أنه يتعين
أولا إقصاء السياسات الخارجية عن قضية صراع الأحزاب والفصائل.
سبب استقالة ظريف
تصريحات ظريف جعلت وسائل الإعلام الإيرانية، ترجح أن يكون الصراع الحزبى هو
السبب الكامن وراء استقالته، فى حين ذهبت وسائل أخرى إلى الاعتقاد بأن زيارة الرئيس
السورى لطهران هى السبب.
وقال موقع "انتخاب" الإيرانى، إن "زيارة الرئيس بشار الأسد المفاجئة
لطهران، ولقاؤه بالرئيس حسن روحانى، والمرشد الأعلى آية الله على خامنئى، أغضبت ظريف
الذى اعتبر الأمر بمثابة فقدان الاحترام لمنصب وزير خارجية إيران أمام العالم".
الأسد وروحانى
بينما أشارت مصادر إيرانية أخرى إلى أن استقالة ظريف جاءت بسبب ضغوط من عناصر
محافظة عارضت دوره فى التفاوض على الاتفاق النووى التاريخى مع القوى الكبرى عام
2015.
ويرى محللون أن استقالة ظريف لا تبشر بالخير بالنسبة لمواقف النظام الإيرانى،
إذ أن ظريف كان يمثل ما سمى بسياسة الابتسامة والاتجاه المسالم.
فقدان حلقة التواصل مع الغرب
وفى هذا الصدد، قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، إن "إيران
فقدت آخر حلقة للتواصل مع الغرب بعد استقالة ظريف"، مضيفة أن وزير الخارجية المستقيل
كان يعرف كيف يستفيد من كل شيء لإخراج بلاده من العزلة التى تعانى منها، وكان أحد مهندسى
الاتفاق النووى الذى وقعته إيران مع الولايات المتحدة ودول العالم الكُبرى فى عام
2015، ومع ذلك وجد نفسه منهزمًا فى النهايةأما بالنسبة للدبلوماسيين الأمريكيين، فإن
رحيل ظريف من المشهد يُشير إلى أنه بعد عام تقريبًا من انسحاب ترامب المفاجئ من الاتفاق
النووى مع إيران، فإن العلاقات بين البلدين على وشك أن تأخذ منعطفًا درامتيكياً نحو
الأسوأ.فيما يرى آخرون أن رحيل
ظريف قد يعنى أن إيران سوف تغير موقفها من الاتفاق النووى، وربما توافق على إنهائه
والتخلص منه وفى ذات السياق، علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية،
على استقالة ظريف، قائلة إن "هذه الخطوة قد تقلب السياسية الخارجية الإيرانية
فى وقت حرج للجمهورية الإسلامية التى تعانى من تجديد العقوبات الأمريكية عليها".
ونقلت الصحيفة عن مايكل سينج، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قوله
إن "الاستقالة ليست مفاجئة لأن السياسات التى ناصرها لم تعد مواتية منذ الانسحاب
الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى".
وأضاف أن المرشد الأعلى آية الله، كان منتقدا للغاية للاتفاق النووى وللتواصل
مع الغرب بعد الانسحاب الأمريكى، وكان ظريف وجها لهذا الاتفاق وللتواصل مع الغرب.
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية، فرأت أن استقالة ظريف بمثابة مسمار
كبير فى نعش الاتفاق النووى وهدية للقوى المتشددة، لأن رحيله من الوزارة يعنى خسارة
أحد كبار المؤيدين للمفاوضات الأمريكية الإيرانية.وبمطالعة المشهد،
نرى أن استقالة ظريف، فتحت الباب أمام التكهنات حول من الذى يمكن أن يحل مكانه وكيف
ستكون سياسة إيران الخارجية بعد خروج الرجل الذى وصف بـ"مهندس الدبلوماسية الإيرانية
الناعمة".
وبحسب تقارير إيرانية، فمن أبرز الأسماء المطروحة لخلافة ظريف كل من:
1- عباس عراقجى، نائب
وزير الخارجية وأحد الشخصيات الفاعلة فى الملف النووى، وهو الأقرب إلى طريقة تفكير
ظريف فى الوزارة.
2- حسين أمير عبد
اللهيان، معاون رئيس البرلمان للشؤون الدولية، ونائب وزير الخارجية الإيرانى السابق
للشؤون العربية والإفريقية، حيث يعتبر من الشخصيات المقربة من الحرس الثورى ولعب دورا
كبيرا خلال فترة عمله فى وزارة الخارجية فى الملفين السورى والعراقى.
3- على أكبر ولايتى،
مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، وأحد أقدم وزراء الخارجية فى تاريخ الجمهورية
الإسلامية، حيث تولى المنصب لأكثر من 15 عاما.
عباس عراقجى
ويرى مراقبون أن تعيين شخصية كولايتى ستعنى تحولا كبيرا فى العمل الدبلوماسى
الإيرانى، وبالتالى الإشراف المباشر التفصيلى للمرشد على سياسة بلاده الخارجية.
4- محمد كاظم سجادپور،
رئيس مركز الدراسات الدولية فى وزارة الخارجية، وأحد الشخصيات الأكاديمية الدبلوماسية
البارزة على المستوى الإيرانى.
5- على أكبر صالحى، رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ووزير خارجية سابق،
ويعتبر من الشخصيات الوسطية ذات التاريخ الدبلوماسى.
مبتدا