بوابة الحركات الاسلامية : بين غارات أفغانستان ومراوغات طالبان.. أطول مفاوضات تحصد الفشل (طباعة)
بين غارات أفغانستان ومراوغات طالبان.. أطول مفاوضات تحصد الفشل
آخر تحديث: الخميس 14/03/2019 02:51 م أميرة الشريف
بين غارات أفغانستان
ما زالت حركة طالبان تراوغ في التفاوض مع الحكومة الأفغانية من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي طال أمدها، وقالت مصادر عسكرية أفغانية، إن عشرات المسلحين من حركة طالبان من بينهم 3 قادة قتلوا خلال عمليات وغارات جوية شنتها القوات الخاصة الأفغانية مؤخرا، إذ أن القوات الخاصة شنت غارة على منطقة في إقليم كابيسا شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل 3 قادة من طالبان.
وأضافت المصادر أن 7 مسلحين قتلوا من الحركة إثر غارة جوية استهدفت منطقة "تشيمتال" في إقليم بلخ شمال البلاد، كما شنت القوات الخاصة الأفغانية غارات متفرقة في إقليم "أوروزجان" جنوب أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 15 مسلحًا وتدمير 50 كيلوجراما من المتفجرات محلية الصنع ومخبأ صغير للأسلحة.
وأوضحت المصادر، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء (خاما برس) الأفغانية، اليوم الخميس، أنه في غارة استهدفت إقليم هلمند جنوب البلاد، قُتل 11 مسلحا من طالبان، كما تم تدمير مخبأ آخر للأسلحة ومتفجرات، وقُتل 15 مسلحا من الحركة في غارات جوية استهدفت منطقتين أخريين في الإقليم ذاته.
يذكر أن المتحدث باسم حركة "طالبان" الأفغانية سهيل شاهين، صرح أمس الأربعاء، بأنه تم إحراز تقدم في قضيتين هامتين خلال محادثات السلام الأفغانية الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والحركة في العاصمة القطرية (الدوحة)، مضيفا أن الجانبين اتفقا على مناقشة مسألة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بالإضافة إلى إجراء المزيد من المفاوضات حول كيفية تجنب شن الهجمات الإرهابية ضد الدول الأخرى من الأراضي الأفغانية. 
ويعتقد أن المحادثات المغلقة في قطر تركز على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وإطلاق مفاوضات بين حركة "طالبان" والحكومة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية في كابول.
وفي مطلع الشهر، أعلن الجيش الأفغاني، مقتل 51 مسلحا من حركة طالبان في عمليات نفذها خلال الـ48 ساعة الماضية.
وذكر الجيش أن القوات الجوية بمشاركة القوات المسلحة تمكنت من قتل 51 مسلحا في أقاليم زابل وقندهار وأوروزجان، فضلا عن إصابة 22 آخرين، كما تمكنت من تدمير العديد من الأسلحة والذخائر والدرجات النارية التابعة لطالبان.
 وقُتل اليوم السبت، تسعة من قوات الأمن فيما أصيب 12 آخرون إثر كمين نصبه مسلحو حركة "طالبان" لقافلة تابعة للقوات في إقليم "سربل" الواقع شمالي البلاد، حسب المتحدث باسم حاكم الإقليم "ذبيح الله أماني".
وفي 6 فبراير الماضي، أعلنت حركة "طالبان"، أن واشنطن وعدت خلال المفاوضات، سحب نصف قواتها من أفغانستان بحلول أبريل المقبل، وقال ممثل حركة "طالبان" مولاي عبد السلام حنفي، خلال "مؤتمر أفغانستان" في موسكو: "نعم الأمريكيون قالوا بأنفسهم إن نصف القوات ستسحب اعتبارا من فبراير حتى نهاية أبريل.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إدارته تجري محادثات بناءة مع حركة "طالبان" وغيرها من الجماعات الأخرى في أفغانستان، وأنها ستتمكن من خفض القوات الأمريكية هناك والتركيز على مكافحة الإرهاب إذا حققت تقدما.
وكانت أمريكا وممثلون عن حركة طالبان، قد عقدوا يناير الماضي الجولة الرابعة من مباحثات السلام في العاصمة القطرية الدوحة، استمرت لمدة 6 أيام.
ومن جانبه، أكد المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، اختتمت أطول محادثات سلام بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة، دون توقيع أي اتفاق.
ونقلت قناة "طلوع" الأفغانية، أن المحادثات في قطر انتهت من دون التوقيع على أي اتفاق، حيث أوضح خليل زاد أنه لا شيء تم الاتفاق عليه، قبل الاتفاق على كل شيء، وتابعت أن هناك مشروع اتفاق بشأن مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، لكن لم يتم التوقيع على شيء."
وكتب خليل زاده عبر "تويتر": "من الواضح أن كل الأطراف تريد تحقيق السلام، الذي تم تحسين الظروف الخاصة بتحقيقه، ورغم الشد والجذب، إلا أن الأمور مازالت على المسار المطلوب."
وقال في تدوينة أخرى "توجد 4 قضايا رئيسية خلافية، هي محاربة الإرهاب، وسحب القوات، ووقف إطلاق النار الشامل، والحوار الداخلي بين الأفغان"، مضيفا: "في يناير الماضي، تم الاتفاق على المبادئ، وفي هذه الجولة توصلنا إلى صيغة مبدئية على أول قضيتين."
وقال مسؤول من طالبان في المحادثات ، الذي تحدث في وقت سابق إلى وكالة أسوشيتيد برس، إن النقطة العالقة الرئيسية تبقى عندما تنسحب القوات الأمريكية، وقال إن طالبان تريد انسحابًا خلال 3 إلى 5 أشهر ، بينما تقول الولايات المتحدة إن الأمر سيستغرق من 18 شهرًا إلى عامين.
وهناك نقطة شائكة أخرى تتمثل في مطالبة أمريكا بأن تضمن طالبان أن أفغانستان لن تستضيف أبداً متشددين يشنون هجومًا عليها. 
وقالت طالبان إنها تستطيع الموافقة على وعد عام ، لكنها لا تزال غير راغبة في تحديد مجموعات محددة في تعهدها، ويُعتقد أن خليفة أسامة بن لادن في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، مختبئ في أفغانستان، كذلك يعتقد أن العشرات من المتشددين الآخرين الهاربين من دول مثل اليمن والسعودية، يعيشون في أفغانستان.
وتشير العمليات الأخيرة التي تقوم بها حركة طالبان في أفغانستان، إلي أن الحركة الإرهابية لا تسعي إلي  الجلوس علي طاولة المفاضاوت، ما يشير إلي أن الحركة مستمرة في التخريب والتدمير، وكان دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) ينس ستولتنبرج حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف الأعمال القتالية والانضمام إلى محادثات السلام.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م.
وقال الملا عمر زعيم أول إمارة إسلامية في أفغانستان والذي قتل في 23 أبريل 2013، أنذاك،  إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.