بوابة الحركات الاسلامية : التشابه المرعب.. "الكراهية والدم" وقود الحرب المرتقبة بين داعش واليمين المتطرف (طباعة)
التشابه المرعب.. "الكراهية والدم" وقود الحرب المرتقبة بين داعش واليمين المتطرف
آخر تحديث: الثلاثاء 19/03/2019 11:52 ص روبير الفارس
التشابه المرعب..
توعد تنظيم "داعش" بالثأر للهجوم الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل 50 شخصاً. وقال المتحدث باسم التنظيم في رسالة مسجلة مدتها 44 دقيقة بثت على منصة "ناشر نيوز" الإعلامية التابعة للتنظيم إن مشاهد القتل في مسجدي نيوزيلندا "ستوقظ الجهاديين النائمين وستحفز أنصار الخلافة على الثأر".

كما وصف المتحدث باسم التنظيم، أبو الحسن المهاجر، النصر الذي أعلنته الولايات المتحدة على التنظيم في سوريا بأنه "زائف ولا أساس له"، متوعداً بالثأر لأولئك الذين تم حصارهم ثم إجلاؤهم من قرية الباغوز، آخر معقل لتلك الجماعة في شرقي سوريا وقال: "انتظروا بحورا من الدماء".

وفي الباغوز، قالت قوات سوريا الديمقراطية التي تحاصر آخر جيب تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" بشرق سوريا اليوم الثلاثاء إنها أسرت 157 "إرهابيا من ذوي الخبرة الطويلة في القتال" ومعظمهم مواطنون أجانب. وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر إن العملية جرت في الباغوز ونفذتها قوات خاصة. ولم يذكر متى تمت..اذن هناك "كرة لهب " مستمدة من الكراهية سوف تشعل الغرب بين داعش واليمين المتطرف المؤكد ان الذى سوف يدفع ثمنها ابرياء لاذنب ولا جرم لهم .
داعش واليمين  الكراهية واحدة 

يتفق تنظيم داعش الارهابي مع اليمين المتطرف في عدة نواحي  اهمها رفض الاخر وكراهية المختلف  فاليمين المتطرف له أفكار ومعتقدات سياسية قريبة من تلك التي يتبناها اليمين السياسي التقليدي، والمتمثلة في حماية الأعراف والتقاليد داخل البلد. لكن اليمين المتطرف يدعو إلى حمايتها عن طريق استخدام العنف، وعادة ما يتخذ ذلك منحى عنصرياً.وهو نفس الشيء الذى يفعله داعش  الذى يتخذ من العنف وسيلة لنشر افكاره والفصلين يطلبان مساحة حاكمة تكون لهم ولفكرهم وحدهم .كما ان الاساليب المستخدمة واحدة .فمن السهل ان يتحول عضو اليمين في الغرب الي متطرف عنيف  وقاتل أي من خلايا نائمة الي خلايا فاعلة  وهو بذلك يصبح شبيه لما يسمي " ذئاب داعش المنفردة " القادرة علي حصد اكبر عدد من الضحايا بالدهس او بالطعن او بالتفجير او اطلاق الرصاص ولا احد يمتلك احصاء للذئاب من الاتجاهين المتحدين في منبع الكراهية ومصب الدم .ويستخدم الفصلين منصات " السوشيال ميديا " بمختلف انواعها .ولشدة وعمق التشابه الايدلويجي والفعلي بين داعش واليمين المتطرف يريد كل منهما التخلص من الاخر والاعلان عن وجوده من خلال حصد ارواح ابرياء  اكثر .واذا تم الاعلان عن انتماء المجرم الذى قام بحدث اطلاق النار في  هولندا باعتباره ذئب لداعش قام بعمله للانتقام من حادث مسجدين نيوزيلندا فان التهديد الداعشي المسجل قد بدا تنفيذه في الفعل وان الحرب قد بدات والانتظار فقط لاسماء الضحايا واماكنهم 
 خاصة وقد ازدادت شعبية حركات وأحزاب اليمين المتطرف في أنحاء أوروبا مؤخراً بعد تدفق مئات الآلاف من اللاجئين، أغلبهم من سوريا، إلى عدة دول أوروبية، ما دفع الكثير من مواطني تلك الدول إلى انتخاب الأحزاب المعارضة للهجرة واستقبال اللاجئين، والتي ينتمي أغلبها إلى اليمين المتطرف.
ولعل الخطورة  تتضح  عند القراءة بتدقيق لوجود  الاشتباه في تورط عناصر من شرطة فرانكفورت بالمانيا  في نشر أفكار التيار اليميني المتطرف على الإنترنت فهل وجد الفكر اليميني المتطرف موطئ قدم في مؤسسة الشرطة؟

وخاصة وقد اعلن  راينر فيندت، رئيس نقابة الشرطة الالمانية، بأن الوضع خطير، وذلك بعد اطلاعه على تقارير إعلامية صادمة بشأن الاشتباه في تورط عناصر من شرطة فرانكفورت في محادثات إلكترونية نازية. وعبّر فيندت، البالغ من العمر 62 عاماً   عن قلقه إزاء الوضع وقال: "بالطبع أشعر بالقلق. في حالة ثبتت هذه الادعاءات، فسيكون ذلك أمراً سيئاً للشرطة. الشرطة تتمتع بثقة كبيرة لدى المواطنين"، مضيفاً أن مثل هذه الحوادث من شأنها هز هذه الثقة أيضاً.

والواقعة ذات الدلالة تعود لنحو خمس شهور مضت وكان الادعاءات الموجة لهؤلاء العناصر ذات وزن ثقيل: خمسة من رجال شرطة فرانكفورت، يُشتبه في أنهم نشروا صور هتلر وصليب معقوف على الإنترنت، والتحدث بطريقة غير إنسانية عن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والأجانب. وتم إخطار المكتب الإقليمي للتحقيقات الجنائية LKA. وفي الأثناء يجري التحقيق في القضية من قبل الادعاء العام في فرانكفورت، وقد تم اتخاذ إجراءات أولية، تمثلت في توقيف رجال الشرطة الأربعة وشرطية واحدة عن الخدمة، ويجري التحقيق معهم في تهمة التحريض.

أسس المكتب الإقليمي للتحقيقات الجنائية LKA بولاية هيسن، فريق عمل مكون من مجموعة من رجال الشرطة والمحامين. من جهتها طالبت وزيرة العدل، كاتارينا بارلي المنتمية للحزب الاشتراكي الديموقراطي، بإجراء تحقيق سريع في القضية، وقالت لمجموعة "ميديا فونك غروب الإعلامية إنه "لا مكان للفكر اليميني بين عناصر الشرطة."

عضو البرلمان الألماني والناطق باسم الشؤون الخارجية في حزب الخضر الألماني، أوميد نوريبور، 43 عاماً، يرى أن هذه القضية بحاجة إلى تقييم متوازي، "فمن جهة يجب التأكد من عدم وجود أي اشتباه عام ضد رجال ونساء الشرطة الذين يقومون بعمل شاق للغاية، وأحيانًا محبط لنا جميعاً، ومن جهة أخرى، فإن الأمر يتعلق بسلطة تمارس احتكار القوة ويجب أن تكون محصنة ضد الأفكار المتطرفة"، على حد قول نوريبور.
وما خلق المزيد من الضجة في القضية هو وجود ادعاءات بأن التحقيقات في القضية قد تكون مرتبطة أيضاً بمحاكمة الخلية النازية الإرهابية المتطرفة (NSU) ، والتي ينتمي لها كل من أوفي موندلوس وأوفي بونهارت وبياته تسشبي، والتي نفذت عمليات قتل في الفترة بين عامي 2000 و2007، في حق تسعة مهاجرين وشرطية واحدة، كما نفذت 43 محاولة قتل وثلاث هجمات متفجرة و15 عملية سطو على في كافة أنحاء ألمانيا. وفي الصيف، حُكم على المشتبه بهم الرئيسيين بالسجن لعدة سنوات، لكن العدد الدقيق للأشخاص المتورطين في الجرائم بقي مجهولاً لحد الآن.
وكانت سيدا باساي-يلديز، المحامية من فرانكفورت، قد مثلت أحد الضحايا في القضية ضد الخلية النازية الإرهابية المتطرفة .(NSU) تلقت المحامية رسالة تهديد عبر الفاكس أرسلها مجهول وتحمل توقيع (NSU 2.0)، بحسب ما ذكرت صحيفة "فرانكفورتر نيو برسه" اليومية. كما تعرضت ابنتها البالغة من العمر عامان للتهديد بالقتل، حسب نفس الصحيفة. وهناك اشتباه كبير في تورط نفس الشرطيين اللذين قيل أنهما نشرا أفكار التيار اليميني على الإنترنت، في اشتراكهما أيضاً في صياغة رسالة التهديد التي أرسلت للمحامية. وعلى جهاز الكمبيوتر الخاص بمركز الشرطة، والذي كان يستخدمه المسؤولون الخمسة في فرانكفورت حتى لحظة توقيفهم، تبين أنه تم البحث عن البيانات المسجلة الخاصة بالمحامية، من دون أن يكون لذلك البحث أي علاقة بالعمل. ويبقى غير واضحاً، ما إن كانت هناك ادعاءات أخرى ضد عناصر في المنطقة. ولم يعلق مكتب المدعي العام على التساؤلات التي تمس جوهر إجراءات التحقيق المتعلقة بهذه القضية.
حرب فكرية دموية 
خطورة هذه الحرب المرتقبة والمتوقع ان تدور رحاها في القارة العجوز  انها بالاساس حرب فكرية فاذا كان داعش قد انتهي عسكريا بالفعل من سوريا والعراق فافكاره ومنصات اطلاقها مازالت قائمه  وحاملي فيروس القتل من اعضائه الاجانب قد يعود بعضهم لبلاده ليقيم الحرب مع اليمين المتطرف الذي يتغذي علي افكار وجرائم داعش فينتعش ويتمدد فكره ويبرهن من تطرفهم علي حقه في وجود تطرفه  ويزداد اعضائه  لتنطلق بحور الدم