بوابة الحركات الاسلامية : الجماعات الإرهابية تستغل هجوم نيوزيلندا في تجنيد عناصر جديدة (طباعة)
الجماعات الإرهابية تستغل هجوم نيوزيلندا في تجنيد عناصر جديدة
آخر تحديث: الخميس 21/03/2019 11:18 ص حسام الحداد
الجماعات الإرهابية
حول تداعيات الهجوم على مسجدين في نيوزيلاند أصدرت العديد من التقارير الدولية والمحلية، والتي تناولتها بوابة الحركات الإسلامية بالقراءة والعرض والتحليل، واستمرارا لقراءة ردود الأفعال ومناقشة الهجوم وتداعياته نقدم هذا التقرير حول قراءة أهم التقارير الصادرة عن دار الافتاء المصرية متمثلة في مرصد الإسلاموفوبيا ومرصد الفتاوى التكفيرية حيث  أشاد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بتصريحات رئيسة الوزراء النيوزيلندية "جاسيندا أرديرن" والتى طالبت فيها "بكفاح عالمي من أجل القضاء على أيديولوجية اليمين العنصرى" ، فى أعقاب الهجوم الذى وقع مؤخرًا واستهدف مسجدين فى مدينة كرايست تشيرش.
وتفقدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية "جاسيندا أرديرن" اليوم الأربعاء إحدى المدارس فى مدينة "كرايست تشيرش" التى فقدت اثنين من طلابها فى الهجوم الإرهابى الذى استهدف مسجدين بالمدينة يوم الجمعة الماضى ، وطالبت الطلاب فى المدرسة - خلال زيارتها - بالمساعدة من أجل وقف انتشار العنصرية والتطرف فى البلاد.
وأكد مرصد الإسلاموفوبيا أن الغالبية العظمى من الشعوب الأوروبية تدرك أهمية التعايش والسلم المجتمعي كأحد ركائز وأسس المجتمعات الأوروبية المعاصرة القائمة على التنوع وضمان الحريات العامة للجميع دون تفرقة على أساس اللون أو الجنس أو الدين؛ حفاظًا على النسيج المجتمعي داخل أوروبا.
وجدد مرصد الإسلاموفوبيا دعوته إلى ضرورة استثمار مواقف الأوروبيين المعتدلة ومواقف المؤسسات الدينية الرافضة لكافة أشكال العنف والإرهاب، وترجمتها إلى برنامج مستديم لمكافحة الفكر المتطرف للجماعات اليمينية الإرهابية وخطابها المنحرف .
وشدد المرصد على أن المذبحة الإرهابية المروعة بنيوزيلندا وجرائم داعش وجهان لعملة واحدة وأن هذه المذبحة وراءها عقل بربري همجي لا ينتسب لأى من الأديان السماوية التى تنبذ العنف والتطرف وترويع الآمنين الأبرياء دون وجه حق .
وأكد مرصد الإسلاموفوبيا أن مثل هذه الجرائم الإرهابية تمثل خطورة بالغة على المجتمع النيوزيلندى على وجه الخصوص والمجتمع الغربى على وجه العموم، وتجانسه الاجتماعي وتماسك طوائفه المختلفة، مما يحتم ضرورة مواجهتها بكل حزم وعدم التهاون معها مطلقا .
فيما أعلن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أنه أصدر تقريرًا للمتابعة لمواقف وخطابات الجماعات المتطرفة في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجدي نيوزيلندا الجمعة الماضية، وأعلن المرصد أن الهجوم الإرهابي الذي نفذه يمينيٌّ متطرف يغذي بشكل أو بآخر مشاعر الكراهية والتطرف لدى الجماعات المتطرفة في البلدان الإسلامية، ويعطي لها مبررًا في العنف وتنفيذ عمليات إرهابية موسعة ضد المصالح الغربية. 
وقد أكد المرصد أنه في أعقاب الهجوم الإرهابي سعت منصات الجماعات المتطرفة إلى وصف المجزرة بأنها جزء من الحملة الصليبية العالمية المزعومة ضد الإسلام والمسلمين. بعض هذه الملصقات دعت صراحةً إلى شنِّ هجمات انتقامية في الغرب، لا سيما ضد المسيحيين والبابا فرانسيس.
وأوضح تقرير المرصد أن تنظيم داعش يعدُّ من أكثر التنظيمات الإرهابية التي سعت إلى استثمار الحدث الإرهابي واستغلاله لصالحه، حيث تلقَّف التنظيم الهجوم وسعى إلى استغلاله في التحريض على القتل والانضمام للتنظيم والدعوة للهجرة إليه، فقد أعلن التنظيم النفير بين مقاتليه للدعوة إلى "الجهاد" والتأكيد على أن التنظيم يسعى لحماية الإسلام والمسلمين من الكفار الذين لا يفرقون بين مسلم مجاهد أو قاعد عن الجهاد – حسب تعبيرهم. 
 وأضاف المرصد أنه فور وقوع الحادث، تم رصد تكثيف هائل من عناصر التنظيم لبث رسائل التحريض على العنف والانتقام من "الكفار والملحدين الذين يستهدفون الإسلام والمسلمين"، مستغلين في ذلك حالة الغضب الشديد التي تجتاح العالم الإسلامي جراء الهجوم الإرهابي المروِّع، كان أبرزها ما أصدرته إحدى المنصات الإعلامية للتنظيم من شريط فيديو تحت عنوان "ملتهم واحدة" حرض فيه المسلمين على الرد على مثل تلك الهجمات واصفًا أن مثل تلك العمليات هي دليل على أن الغرب يشن حملات على الإسلام والمسلمين. 
بيَّن كذلك تقرير المرصد أن تنظيم "داعش" الإرهابي توعد، أمس الاثنين، بالثأر للهجوم حيث قال المتحدث باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر في رسالة مسجلة مدتها 44 دقيقة بثت على منصة "ناشر نيوز" الإعلامية التابعة للتنظيم الإرهابي: إن مشاهد القتل في مسجدي نيوزيلندا "ستوقظ الجهاديين النائمين وستحفز أنصار الخلافة على الثأر"، وانتهى تسجيله بقوله: "انتظروا بحورًا من الدماء". 
من جانبه أكد تقرير المرصد أن تنظيم "جماعة أنصار الإسلام" الكردية من جانبها أصدرت بيانًا في اليوم الثاني للعملية الإرهابية، أكد فيه أن الهجوم يأتي نتيجة طبيعية للحرب التي يشنها "اليهود والنصارى" على المسلمين حتى بدت بلاد المسلمين حقول تجارب لأسلحتهم -حسب تعبيرهم- داعيًا إلى إعلان الجهاد ضد الغرب ومصالحه. 
وتابع تقرير المرصد أن عناصر تنظيم "هيئة تحرير الشام" استخدموا منهج التحريض على منصات التواصل الاجتماعي خاصة التليجرام، حيث نشر أحد عناصره مقطع فيديو يدعو فيه المسلمين إلى الانتقام من قتل المسلمين في الهجوم. بينما جاء بيان حركة طالبان الأفغانية للتعزية مؤكدًا أن هذا الهجوم على المصلين الأبرياء جريمة مليئة بالحقد وعمل لا يُغتفر، فيما وصف بيان الحركة الحادث المأساوي بأنه امتداد للانتهاكات الأمريكية في أفغانستان، فيقول: "نسمع عن هذا الحادث المأساوي في الوقت الذي يتم قصف مساجدنا ومنازل عامة أبناء شعبنا في أفغانستان بشكل يومي من قِبل قوات الاحتلال الأمريكي وعملائهم من جنود إدارة كابل العميلة، ويخسر عدد كبير من المدنيين حياتهم في هذه الغارات الجوية"، داعيًا إلى التحقيق مع منفذ العملية. 
كما ذكر المرصد في تقريره أن جماعة أنصار الدين الموالية للقاعدة في سوريا أكدت على أن مثل تلك الهجمات تسلط الضوء على العداوة العميقة التي تمثلها الدول "الصليبية" و"الصهاينة" ضد المسلمين، مؤكدًا أن مثل تلك العمليات جزء من حرب أيديولوجية عقدية تاريخية ضد المسلمين، داعيًا إلى ما يسميه يقظة الأمة في معركتها ضد "الكفر". 
كذلك أشار تقرير المرصد إلى أن حركة الشباب الصومالية توعدت بالانتقام، حيث عقد المتحدث الرسمي باسم الحركة في اليوم التالي للهجوم مؤتمرًا تعهد فيها بأن "وقت الانتقام سيأتي". 
من جانبه أوضح التقرير غياب أي موقف من القيادة العامة لتنظيم القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري الذي يسعى دومًا إلى الظهور الإعلامي في مثل تلك الأحداث لاستغلاله، وكذلك غياب أي موقف من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو قاعدة شبه الجزيرة العربية حتى الآن. 
وفي ختامه حذر التقرير من أن صمت وغموض الموقف الرسمي للقاعدة قد يتبعه هجوم موسع ضد المصالح الغربية، حيث يعد تنظيم القاعدة من أكثر التنظيمات تنفيذًا للعمليات داخل أوروبا خلال العقدين الماضيين، وهو يسعى إلى تنفيذ عمليات نوعية في الداخل الأوروبي كرد فعل في بعض الأحيان على الإسلاموفوبيا، من ذلك هجوم شارلي إيبدو الذي نفذه عناصر التنظيم كرد فعل على الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. 
وانتهى التقرير إلى أن تنظيم القاعدة بات يعتمد خلال السنوات الماضية على كسب حاضنة جماهيرية واسعة عبر خطاب نصرة الإسلام والمسلمين ونصرة القدس، ومن ثَمَّ يعيد استغلال الحوادث التي تشغل عقول المسلمين وقلوبهم وتثير مشاعر الكراهية ضد الغرب، إذ إنه يعتمد على توجيه الضربات وليس البروباجندا الإعلامية السابقة، فقد استغرق التنظيم أكثر من خمسة أشهر ليقوم بعمليتين متصلتين ضد القوات الأجنبية في أفريقيا ردًّا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.