بوابة الحركات الاسلامية : "الحرس الثوري الإيراني".. ذراع الملالي لبث الشر في المنطقة (طباعة)
"الحرس الثوري الإيراني".. ذراع الملالي لبث الشر في المنطقة
آخر تحديث: الخميس 11/04/2019 01:11 م أميرة الشريف
الحرس الثوري الإيراني..
مع الخطوة الغير متوقعة التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، زعم الأخير، أنه سيطبّق "استراتيجية المعاملة بالمثل من منطلق القوة تجاه العدو"، متوعّداً بـ"تلقين الأعداء دروساً لا تنسى إذا ما اقتضت الحاجة"، علي حد زعمه.

النشأة
تأسس الحرس الثوري الإيراني في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية أنذاك، أيةالله الخميني، وذلك بهدف حماية النظام الناشئ، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية.
ومنذ بداية الثورة ونشأته يضع الحرس نفسه فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية الذى يرى أن تدخلاتها فى إيران أدت إلى القيام بالثورة على الشاه محمد رضا بهلوى حليف الأمريكيين، وبالتالى يرى نفسه الحارس الأمين على البلاد من "الشيطان الأكبر"، وعليه من شأن القرار المحتمل للولايات المتحدة بوضع هذا الكيان على قائمة الارهاب أن يجعل الجنود والقواعد الأمريكية فى المنطقة فى مرمى قوات الحرس.
وأدركت السلطات الجديدة، بعد سقوط الشاه، ، أنها بحاجة إلى قوة كبيرة تكون ملتزمة بأهداف النظام الجديد والدفاع عن "قيم ومبادئ الثورة"، فوجدت أن تشكيل قوة موازية للجيش الإيراني هو الحل.
قوات عقائدية 
ويشكل الحرس الثوري، قوات عقائدية مدين بالولاء الكامل للمرشد الأعلى في إيران "الولي الفقيه"، الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد، واستخدم المرشد سلطته لبسط نفوذ وتعزيز قوة الحرس، وذلك من خلال تعيينه العديد من عناصره السابقين في مناصب سياسية رفيعة.
وصاغ رجال الدين في إيران قانونا جديدا، يشمل كلا من القوات العسكرية النظامية، وتُناط بها مهمة الدفاع عن حدود البلاد، وحفظ الأمن الداخلي، وقوات الحرس الثوري (الباسدران) وتكلف بحماية النظام الحاكم.
ومنذ تأسيسه أصبح الحرس الثوري أقوى ذراع عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة للثورة الإيرانية، وهو يقف وراء العديد من العمليات العسكرية الرئيسية في البلاد وخارجها، كما يتمتع بصلة وثيقة مع العديد من الشخصيات المؤثرة، أبرزها الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي كان عضوًا فيه.

تشكيله
تتكون قوات الحرس الثوري من خمسة فيالق أو وحدات رئيسية، أبرزها فيلق القدس الذي يقوم بالمهام العسكرية خارج الدولة، وثلاثة من هذه الفيالق تعتبر تقليدية وقريبة من دور الجيش الإيراني وهي الفيالق البرية والبحرية والجوية؛ ومهامها تتداخل مع مهام قوات الجيش الإيراني.
ويُقدَّر عدد أفراد الحرس الثوري بنحو 350 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويشرف على أسلحة إيران الإستراتيجية.
كما يسيطر الحرس على قوات المقاومة شبه النظامية "الباسيج"، وهي قوة من المتطوعين عددهم نحو 90 ألف رجل وامرأة. ضمن مهام "باسيج" تدخل أعمال الدعوة والترويج وتنفيذ التدريب للسكان المدنيين، الذين وعند اندلاع الأعمال القتالية ينخرطون في وحدات الحرس الثوري.

نفوذه الداخلي
يعتقد أن الحرس يسيطر على نحو ثلث الاقتصاد الإيراني، وذلك من خلال تحكمه بالعديد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات التي تعمل في مختلف المجالات.
وبعد الحرب مع العراق في الثمانينات من القرن الماضي حظي بأول موطئ قدم اقتصادي عندما سمح له الحكام من رجال الدين بالاستثمار في صناعات رائدة. وتنامى نفوذه الاقتصادي خاصة بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد عام 2005.
والحرس الثوري هو ثالث أغنى مؤسسة في إيران بعد كل من مؤسسة النفط الإيرانية، ووقف الإمام رضا، وهو ما يمكن الحرس من استقطاب وتجنيد الشبان المتدينين بمنحهم رواتب مغرية.

موقفه من الثورات
أثناء احتجاجات 2009 برهنت الدولة العميقة، بدعم من الحرس الثوري، على استعدادها لاستعمال العنف للحيلولة دون حصول تغيير في البلاد. وكوفئ الحرس الثوري بعقود مهمة بعد أن قمع احتجاجات مطالبة بالإصلاح أعقبت إعادة انتخاب أحمدي نجاد رئيسا عام 2009. واشترت شركة تابعة للحرس الثوري شركة الاتصالات التي تديرها الدولة مقابل ثمانية مليارات دولار تقريبا.

النفوذ الخارجي
للحرس الثوري نفوذا في الدول العربية ودول الجوار، ويتولى "فيلق القدس" وهو أحد أذرع الحرس الثوري، تنفيذ مهام حساسة في الخارج مثل تقديم الأسلحة والتدريب للجماعات المقربة من إيران، مثل حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وقد بنى قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي يلقبه المرشد الأعلى على خامنئي باسم "الشهيد الحي"، شبكة علاقات واسعة في المنطقة تمتد من اليمن إلى سوريا والعراق، وغيرها من الدول، بحيث بات الوجه الأبرز لحجم النفوذ الإيراني في هذه الدول، ولا يندر أن يظهر في الصفوف الأمامية مع المقاتلين الشيعة في سوريا والعراق وهم يخوضون المعارك ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية".
وفقد الحرس الثوري الإيراني بعض كبار قادته خلال الحرب في سوريا أثناء القتال إلى جانب قوات حكومة بشار الأسد، وكان أبرزهم اللواء حسين همداني، قائد قوات الحرس في سوريا، خلال المعارك في ريف حلب.

خليفة خامنئي
ويسعى الحرس الثوري للعب دورا في اختيار المرشد الثالث في إيران، مع اقتراب خامنئي من الموت، حيث يسعى إلى الدفع برجل دين متشدد؛ ليكون على رأس قائمة الأسماء المرشحة لخلافة خامنئي. 
القائد العام للحرس الثوري الإيراني حاليا، اللواء محمد على جعفري، يقوم بدور كبير في تنفيذ المهام التي يكلف بها من قبل المرشد الأعلى للثورة.
فقد أعلن جعفري في أعقاب دمج قوات "الباسيج" (المتطوعين) بالحرس الثوري أن الإستراتيجية الجديدة للحرس الثوري تم تعديلها بناء على توجيهات المرشد الأعلى وأن "المهمة الرئيسية للحرس الثوري الآن هي التصدي لتهديدات أعداء الداخل أولا، ومساعدة الجيش لمواجهة التهديدات الخارجية".

الباسيج
وتعرف بقوات التعبئة الشعبية، وهي تابعة للحرس الثوري وتضم حوالي 100 ألف رجل وامرأة، ولديها القدرة على حشد حوالي مليون متطوع عند الضرورة.
ومن أولى مهام البسيج التصدي للأنشطة المناهضة للنظام داخل البلاد كما حدث عام 2009 عندما نشبت اضطرابات بعد الإعلان عن فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخايات الرئاسية. فتصدى عناصر البسيج للمظاهرات المؤيدة للمرشح الأخر ميرحسين موسوي وقمعوها بكل عنف، ودخلت قوات البسيج سكن الطلبة في الجامعات واعتدت عليهم بالضرب. كما يتولى البسيج مهمة حفظ النظام داخل البلاد والحفاظ على القاعدة الشعبية له.
وفيلق القدس هو أحد أذرع الحرس الثوري ويتولى تنفيذ مهام حساسة في الخارج مثل تقديم الأسلحة والتدريب للجماعات المقربة من إيران مثل حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وقد بنى قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي يلقبه المرشد الأعلى علي خامنئي باسم "الشهيد الحي"، شبكة علاقات واسعة في المنطقة تمتد من اليمن إلى سوريا والعراق وغيرها من الدول بحيث بات الوجه الأبرز لحجم النفوذ الايراني في هذه الدول، ولا يندر أن يظهر في الصفوف الأمامية مع المقاتلين الشيعة في سوريا والعراق وهم يخوضون المعارك ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الاسلامية".
ويتبع الحرس الثوري للمرشد الأعلى الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد، واستخدم المرشد سلطته لبسط نفوذ وتعزيز قوة الحرس، وذلك من خلال تعيينه العديد من عناصره السابقين في مناصب سياسية رفيعة.
ويُعتقد أن الحرس يسيطر على حوالي ثلث الاقتصاد الإيراني، وذلك من خلال تحكمه بالعديد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات التي تعمل في مختلف المجالات.
وهو ثالث أغنى مؤسسة في إيران بعد كل من مؤسسة النفط الايرانية، ووقف الإمام رضا، وهو ما يمكن الحرس من استقطاب وتجنيد الشبان المتدينين بمنحهم رواتب مغرية.
للمزيد عن الباسيج أضغط هنا
الدور الخارجي
على الرغم من أن عدد عناصر الحرس الثوري يقل عن عدد قوات الجيش النظامي، إلا أنه يُعتبر القوة العسكرية المهيمنة في إيران، ويتولى العديد المهام العسكرية الكبيرة في البلاد وخارجها.
وفقد الحرس الثوري الإيراني بعض كبار قادته خلال الحرب في سوريا أثناء القتال إلى جانب قوات حكومة بشار الأسد، وكان أبرزهم اللواء حسين همداني، قائد قوات الحرس في سوريا، خلال المعارك في ريف حلب.
كما يُعتقد أن الحرس الثوري يحتفظ بعناصر له في السفارات الإيرانية عبر العالم، إذ يُقال إن هذه العناصر هي التي تقوم بتنفيذ العمليات الاستخباراتية، وتقيم معسكرات التدريب، وتساهم في تقديم الدعم لحلفاء إيران في الخارج.

إدراجه علي قوائم الإرهاب
ووصف الحرس الثوري الإيراني، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، القرار الأميركي بـ"الخطوة غير القانونية، وغير الاعتيادية وغير المسبوقة"، قائلاً إنّها "تنم عن عمق حقد أميركا وغضبها تجاه هذه المؤسسة الثورية، مضيفًا "الإدارة الأميركية من خلال قرارها تصنيف الحرس منظمة إرهابية، سطّرت ملحمة وحدة وطنية (في إيران) وفصلاً جديداً في دعم حراس الثورة الإسلامية"، معتبراً ذلك "استمراراً لهزائم متلاحقة للبيت الأبيض في المنطقة.
كما هدد الحرس الإيراني بأنّه "سيسرّع من تطوير قدراته الدفاعية والهجومية وقوته في المنطقة، بعد قرار الإدارة الأميركية".
وشملت العقوبات الأمريكية تجميد أصول قد يمتلكها الحرس في الولايات المتحدة وفرض حظر على الأمريكيين الذين يتعاملون معه، أو يقدمون الدعم المادي لأنشطته.
وكانت صنفت واشنطن قبل ذلك أشخاصا و كيانات تابعة للحرس الثوري مثل فيلق القدس الذي يخضع للعقوبات من 2007 لدوره في برنامج الصواريخ البالستية الإيراني كما ترى واشنطن، لكنها المرة الأولى التي تصنف فيها الحرس ككل.
ويشكل هذا القرار بحسب خبراء ضربة قوية لنظام الحكم في طهران، باعتبار أن الحرس الثوري يعتبر ذراع إيران القوية لتنفيذ العمليات الإرهابية في العديد من دول العالم، بينما يرى فريق آخر أن ما حدث يشكل ضربة معنوية غير كافية للقضاء على ذلك الخطر.
مخاوف ميليشيات العراق
وفق مراقبين فإن المشكلة الأكبر التي باتت الميليشيات والأحزاب العراقية التابعة لإيران تواجهه بعد القرار الأمريكي هي مشكلة التواصل مع الحرس الثوري، فهذه الميليشيات والأحزاب وقادتها مرتبطة بعلاقات تجارية وعسكرية مع الحرس الثوري في العراق وسوريا ولبنان الأمر الذي يعرض مصالحها الى الخطر خصوصا أن الولايات المتحدة أعلنت أن قرار الادراج على اللائحة تشمل فرض عقوبات مشددة على نشاطات الحرس الثوري الاقتصادية وتجميد أرصدتها وحظر البنوك والمصارف والشركات التي تمولها بالأموال والتي تتعامل معها أيضا وستؤدي هذه الإجراءات الى فقدان الميليشيات الايرانية لمصادر تمويلها، وتجميد أنشطتها كليا.
فعقب سقوط نظام البعث في العراق عام ٢٠٠٣ تحول العراق إلى ساحة للنفوذ الإيراني من خلال سيطرة واضحة للحرس الثوري على الحكم في بغداد عبر الأحزاب التابعة لنظام ولاية الفقيه، وتواصل هذه الميليشيات منذ ذلك الوقت وحتى الآن التحكم بالقرار السياسي العراقي.
ولذلك، دخلت المليشيات والأحزاب التابعة لطهران في العراق هي الأخرى ضمن دائرة الإرهاب رسميا الأمر الذي سيعرضها إلى عقوبات اقتصادية مشددة وضربات عسكرية مستقبلا.
وميليشيا الحرس الثوري هي ذراع إيران المخربة في المنطقة، وتنشط في مناطق الصراع، لا سيما سوريا واليمن والعراق ولبنان.
ووفق سياسيين لم يعد بعد اليوم باستطاعة الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني "الجناح الخارجي لميليشيا الحرس الثوري" التجول بحرية في العراق والتدخل في كل صغيرة وكبيرة كما كان يفعل سابقا قبل تصنيف قواته كمنظمة إرهابية.
وبات على الحكومة العراقية التي تربطها اتفاقية أمنية وسياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية أن تتعامل مع سليماني كإرهابي.
ومن مليشيات إيران بالعراق "العصائب" و"النجباء" و"بدر" و"حزب الله" حيث ظهرت أغلبها في نهاية يونيو2014، بعد فتوى المرجعية في النجف جنوب، علي السيستاني، ثم انضوت بعدها تحت مظلّة ما يسمى بالحشد الشعبي، ويبلغ عدد قواته 130 ألف مقاتل و45 فصيلا.