بوابة الحركات الاسلامية : اشتداد المعارك في أفغانستان.. رغم الإدانة لهجوم الربيع الذي اعلنته طالبان (طباعة)
اشتداد المعارك في أفغانستان.. رغم الإدانة لهجوم الربيع الذي اعلنته طالبان
آخر تحديث: الأحد 14/04/2019 01:15 م حسام الحداد
اشتداد المعارك في
بداية ساخنة لموسم عمليات «طالبان» الذي أعلنت عنه تحت اسم «الفتح»، توحي بصيف ساخن جداً في ولايات أفغانستان، التي لم تعرف الاستقرار على مدى سنوات طويلة، فقد قُتل ما لا يقل عن 9 مسلحين تابعين لحركة طالبان بعد هجومهم على نقطة تفتيش أمنية بإقليم قندهار الأفغاني.
ونقلت وكالة أنباء (خامة برس) الأفغانية اليوم الأحد 14 أبريل 2019، عن الميجور جنرال تادن خان قوله "كان هناك اشتباك بين طالبان وقوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية فى نقطة التفتيش الأمنية بمنطقة تاختابول بإقليم قندهار، الأمر الذى أسفر عن مقتل 9 مسلحين.
ولم يؤكد الجنرال الأفغاني وقوع ضحايا على جانب قوات الشرطة. وزادت وتيرة هجمات حركة طالبان منذ تحسن الطقس فى أفغانستان، الأمر الذى يعنى زيادة العنف ومخاطر إلحاق الضرر بقوات الدفاع والأمن الأفغانية ومسلحي طالبان.
وفي نفس السياق أعلنت الحكومة الأفغانية صد قواتها هجوماً واسعاً لقوات «طالبان» في إقليم فارياب شمال أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 11 مسلحاً من قوات «طالبان»، ونقلت وكالة «خاما بريس» عن فيلق شاهين في الجيش الأفغاني بولايات الشمال، أن مسلحي «طالبان» شنوا هجوماً منسقاً على مواقع أمنية في قرية خواجا ناموسي بمنطقة بشتون كوت، وحسب المصدر، فإن «طالبان» شنَّت هجومها بعد العاشرة ليلاً، وإن القوات الحكومية تصدّت للهجوم.
وكان القصر الرئاسي الأفغاني أدان في بيان له أمس السبت 13 أبريل 2019،  إعلان حركة طالبان بدء ما يسمى بـ"هجوم الربيع"، قائلا إنه مؤشر واضح على رغبة الحركة في مواصلة الحرب "غير الشرعية" في أفغانستان، طبقا لما ذكرته قناة "طلوع نيوز" التلفزيونية الأفغانية اليوم.
وأضاف البيان أن الإعلان يأتي وسط جهود "شاملة" تجريها الحكومة الأفغانية لإنهاء الحرب "المفروضة" في أفغانستان، ووسط المحادثات الجارية بين وفد من الحركة والولايات المتحدة.
وتابع البيان "جهود طالبان للاستمرار في الحرب والفساد في أفغانستان، تحدث في وقت يصف فيه علماء الدين في البلاد وفي العالم قتال طالبان ضد شعب أفغانستان بأنه "إثم وليس جهادا".
ذكر علماء الدين في أفغانستان وفي العالم بوضوح أن الحرب في أفغانستان لا تستند إلى أي شرعية دينية، وأن استمرارها ليس له أي سند شرعي".
وتابع البيان أن مزاعم طالبان بأن الإعلان جاء ردا على الخطة الأمنية للحكومة الأفغانية "لا أساس لها".
وأوضح البيان أن الحكومة الأفغانية لم تعلن عن عمليات، لكنها أزالت جميع الحواجز على طريق السلام.
وتابع البيان "يطالب شعب وحكومة أفغانستان من زعماء طالبان وأعضائها، الذين يعارضون إعلان الهجوم بأن يقفوا مع الأفغان ويرفعوا أصواتهم ضد تلك المحاولة غير الشرعية".
وكانت حركة طالبان قد أعلنت أول أمس الجمعة انطلاق هجوم الربيع السنوي الجديد في أفغانستان، الذي يحمل اسم "الفتح".
وقالت الجماعة المسلحة في بيان على شبكة الانترنت إن هدف الهجوم الجديد هو تخليص أفغانستان "من براثن الاحتلال الاجنبي" وإقامة "نظام إسلامي."
وأصدرت طالبان أوامر بالاستيلاء "على مساحات واسعة من (الأراضي) التي تشمل بلدات ومراكز أخرى" وتخليصها من "وجود الأعداء" في إطار العملية.
ووفقا للبيان، فإن أحد أهم الأهداف في خطة الهجوم هو العمل على إقناع أفراد القوات الأفغانية بمغادرة الصفوف والانضمام للمسلحين أو العودة للحياة المدنية.
وحول هجوم الربيع الذي تشنه حركة طالبان قال مسؤولون في مدينة قندوز الشمالية إن قوات «طالبان» شنت هجوماً واسعاً على المدينة والمراكز الأمنية المحيطة بها، وقال الناطق باسم شرطة المدينة إنعام الدين رحماني إن قوات «طالبان» شنّت الهجوم على مركز المدينة والنقاط الأمنية القريبة، وإن القوات الحكومية تصدّت لها. وحسب قول الناطق باسم الشرطة فإن قوات «طالبان» شنّت الهجوم، فجر أول من أمس (الجمعة)، وإن الاشتباكات المتقطعة، ما زالت في أحياء مدينة قندوز، لكنه وصف الحالة بأنها تحت السيطرة.
وكانت تقارير أولية أفادت بسيطرة «طالبان» على عدد من المراكز الأمنية في نصف أحياء مدينة قندوز.
وفي تغريدة له على «تويتر»، قال المتحدث الرسمي باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، إن قوات «طالبان» تمكنت من السيطرة على مركز أمني في منطقة شينواري في مدينة قندوز، بعد مقتل خمسة من رجال الأمن الحكوميين.
وأعلنت القوات الحكومية في قندهار، اعتقال مجموعة من «طالبان» عددها تسعة عشر قالت إنهم «عادوا من باكستان أخيراً». وقالت الاستخبارات الأفغانية إن أحد قادة «طالبان» ويُدعى نور الله، وآخر اسمه حميد الله، قائد الكتيبة الحمراء في قوات «طالبان» بولاية زابل، كانوا ضمن المعتقلين. وحسب بيان الاستخبارات فإن نور الله وحميد الله، كانا يقودان مجموعتين مؤلفتين من أربعين شخصاً لكل مجموعة، وقامت المجموعتان بعمليات مسلحة وهجمات في قندهار وزابل ولوغر، وإنهم كانوا في باكستان فترة الشتاء وتلقوا دورة تدريبية، كما تلقوا توجيهات من قيادة (طالبان)».
وذكر مسؤولون أمنيون أفغان أن قوات طالبان، نصبت كميناً لقافلة من الشرطة حيث جرى اشتباك استمر عدة ساعات مع القوات الحكومية في ولاية غور غرب أفغانستان. وقال عبد الحي خطابي الناطق باسم حاكم ولاية غور، إن الاشتباكات بدأت بعد ظهر الجمعة، واستمرت عدة ساعات ما أدى إلى مقتل قائد شرطة الولاية فقير أحمد نوري، وعدد من مساعديه، إضافة إلى أربعة من مسلحي (طالبان)». ويواصل مقاتلو «طالبان» الذين يسيطرون على أكثر من نصف البلاد شن هجماتهم على القوات الحكومية ومراكزها الأمنية، رغم إجرائهم محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد.
وكان مسلحو «طالبان» هاجموا مركز مديرية في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان، وقال عطاء الله خوكياني الناطق باسم حاكم الولاية إن الهجوم بدأ مع تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا نقاط التفتيش مما أدى إلى «إصابة ثمانية من رجال الشرطة»، مضيفا أن «قوات الحكومة قتلت العديد من مسلحي (طالبان)».
وأعلنت الحكومة الأفغانية أن «حاكم الظل» من «طالبان» في ولاية هلمند الجنوبية توفي متأثراً بجراح أُصيب بها في غارة جوية على سوق بلدة موسى قلعة في هلمند مطلع الشهر الحالي. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحاكم الولاية إنه بناء على معلومات استخبارية، فإنه يؤكد أن شرف الدين تقي «حاكم الظل» من «طالبان». وأضاف البيان أن خمسة من مقاتلي «طالبان» على الأقل، بينهم مسؤول الإعلام حافظ رشيد، قُتِلوا أيضاً في الغارة الجوية، وأن «حاكم الظل» من قبل «طالبان» في قندهار محمد زي هو الذي يقود العمليات في هلمند حالياً.
وأعلنت القوات الحكومية صدّها هجوماً واسعاً لقوات «طالبان»، على مديرية شيرزاد في ولاية ننجرهار ليل الجمعة، مما أدى، حسب بيان الحكومة، إلى مقتل 27 من مسلحي التنظيم الإرهابي، إضافة إلى إصابة 32 آخرين من قوات «طالبان». وأضاف البيان أن اثنين من قوات الحكومة قُتِلا أثناء الهجوم وجُرِح ثمانية آخرون. وقال بيان لوزارة الدفاع إن اشتباكات عنيفة تجري بين القوات الحكومية وقوات «طالبان» للسيطرة على مركز مديرية شيرزاد في ولاية ننجرهار. وقال بيان وزارة الدفاع إن القوات الحكومية بدأت قصفاً مدفعياً مكثفاً لمواقع «طالبان»، ولمحاولة صد هجوم قوات «طالبان» على المديرية. وقالت تقارير وصلت من المديرية إن «قوات (طالبان) فخّخت سيارتين على مقربة من مقر قيادة المديرية».