بوابة الحركات الاسلامية : النظام القطري وتخريب الدول العربية من موريتانيا إلى اليمن (طباعة)
النظام القطري وتخريب الدول العربية من موريتانيا إلى اليمن
آخر تحديث: الإثنين 22/04/2019 01:16 م حسام الحداد
النظام القطري وتخريب
من موريتانيا إلى اليمن، مرورا بالخرطوم وطرابلس وباريس، انتفضت شعوب العالم وبرلماناتها ونخبها ضد التنظيم الحاكم في قطر. هذا النظام الذي يتلقى الهزيمة تلو الأخرى، هزائم متعددة تلاحق الميليشيات المسلحة المدعومة من النظام القطري في العاصمة الليبية طرابلس، حيث بدأ الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر مؤخرا عملية تحرير العاصمة من قبضة الإرهاب وجماعات التخريب، التي استنزفت خيرات ليبيا على مدار سنوات الفوضى الماضية.
وأمام هذه الهزائم التي دفعت الكثير من جماعات الإرهاب والميليشيات المسلحة إلى الفرار من العاصمة طرابلس، يتوجه هؤلاء المسلحون نحو تونس، من أجل الاختباء في كهوف ووديان جبال تونس، بهدف إعادة ترتيب صفوفهم هناك، والحصول على مزيد من الدعم المالي والعسكري لتنفيذ عمليات تخريبية في المنطقة الحدودية بين تونس وليبيا.
هروب الجماعات المسلحة نحو تونس، كشف عنه وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، مؤكدا مصادرة الأجهزة الأمنية في البلاد لأسلحة وذخائر كان يتم نقلها في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس، فضلا عن رصد الأجهزة الأمنية لمجموعتين مسلحتين تضمان 24 شخصا، قادمتين من ليبيا، اجتازتا حدود البلاد، وتم إجبار أفرادهما على تسليم أسلحتهم.
هذا الوضع الذي تعيشه ميليشيات النظام الإرهابي القطري في ليبيا اليوم، يؤكد أن مشروع النظام القطري في ليبيا بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط تماما والانتهاء، فضلا عن أنه يؤكد نجاح الاستراتيجية التي يتبعها الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية والقضاء عليها من أجل تحرير البلاد، والاستفادة من مقدراتها وثرواتها الطبيعية.
ولم تقف المحاولات التخريبية، التي يقوم بها النظام القطري عند الحدود الليبية او التونسية، ولم تتوقف أيضا هذه المحاولات على استخدام الذخيرة الحية أو التفجيرات  فمن أجل تدمير اليمن وهدم حضارته، فالأمر لم يعد يقتصر على الجرائم الإنسانية التي ينفذها الحمدين من خلال ميليشياته المسلحة في اليمن أمثال الحوثيين، لكنه يسعى لتخريب عقول أبناء اليمن من خلال زرع الأفكار المغلوطة في عقولهم، وغسل أدمغتهم في المدارس الواقعة ضمن المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.
هذا المخطط الذي يستهدف منه الحمدين القضاء على مستقبل اليمن وثروتها البشرية من الشباب، تنبهت إليه الحكومة الشرعية، فما كان منها إلا أن توجهت نحو الأشقاء العرب تطلب يد العون في طباعة المناهج التعليمية وتوزيعها على الطلاب، حتى لا يجد الحوثي فرصة في نشر فكره الظلامي.
التحرك اليمني اليوم بمساندة الأشقاء العرب، محاولة للتصدي لعبث الحوثيين، الذين يعملون منذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، على إعادة صياغة الذاكرة الوطنية اليمنية وغسل عقول الأطفال المتواجدين في أماكن سيطرتهم، بعدما تعهد نظام الحمدين بتقديم كافة أشكال الدعم لهذه الميليشيا ماليا وتسليحيا.
ومثلما تحاول الحكومة اليمنية الشرعية صد ومواجهة محاولات النظام القطري التخريبية هناك في الصومال تحركات شعبية المناهضة لتنظيم الحمدين أيضا، فقد نظمت الجالية الصومالية في بريطانيا، الأربعاء 17 أبريل 2019، مظاهرات أمام السفارة القطرية في لندن، تنديداً بالتدخل المتواصل للدوحة في شأن بلادهم، ودعم تنظيم الحمدين لحكومة الرئيس محمد عبدالله فارماجو وإرهاب حركة الشباب التي تزايدت هجماتها على العاصمة مقديشو.
وهذه المرة الثانية التي تقود فيها الجالية الصومالية في لندن مظاهرات للتنديد بتدخل تنظيم الحمدين في شؤون مقديشو، بعد احتجاجات مماثلة في مارس/آذار الماضي، رفضا للعبث القطري ببلادهم.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، منددين بالاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الصومالي على يد الشرطة، ودعا المحتجون فارماجو إلى التنحي بسبب فشله في إدارة شؤون البلاد.
وتعاني الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي من مشكلات لا حصر لها جراء سياسات الرئيس محمد عبدالله فارماجو الذي رهن مصلحة بلاده لأهواء قطر التي لم تتوان عن إشعال المزيد من الأزمات في المنطقة، بجانب التعديلات التي أجراها للقوانين الخاصة بالبنك المركزي ومراقبة أداء الحكومة التي اعتبرت مقدمة لنهب ثروات البلاد والعبث بمقدراتها.
وفي نفس السياق من مواجهة محاولات قطر التخريبية بدأت تحركات داخل البرلمان الفرنسي للمطالبة بفتح تحقيق في وقائع كشفها كتاب "أوراق قطر".

وتقدم البرلماني الفرنسي جيلبير كولار بمشروع قرار للتحقيق في الوقائع التي ذكرها الكتاب بتمويل دولة أجنبية للمؤسسات الإسلامية والدعاية لصالح الإخوان، وصلة مؤسسات التمويل بتنظيمات إرهابية في سوريا، حيث طالب باتخاذ خطوات لوقف التمويل القطري في بلاده.
جيلبير كولار، النائب عن إقليم جارد جنوب فرنسا، أوضح أن التمويل القطري الممنهج لبعض المؤسسات في بلاده يهدف إلى برنامج محدد ينطوي على تغذية النشء والشباب بالأفكار المتطرفة، عبر مؤسسة "قطر الخيرية" التي يمولها تنظيم الحمدين.
وأكد أن التمويل القطري مكرّس لمشروعات الإخوان المشبوهة في فرنسا، مدللا على تلك المشروعات بقوله: "على سبيل المثال فإن الدوحة كما سعت لشراء مدرسة (ابن رشد) في ليل، تسعى أيضاً لشراء مطار باريس".
وعلى الصعيد البرلماني أيضا، طالبت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، مجلس الأمن والمجتمع الدولي بـ"لجم دولتي قطر وتركيا للكف عن التدخل في الشؤون الداخلية"، والعمل على دعم القوات المسلحة الليبية في حربها على آخر معاقل الإرهاب في طرابلس ورفع حظر التسليح عنها".
وانتقدت اللجنة في بيان أصدرته الأربعاء 17 أبريل 2019، "انتهاك البوارج الحربية التركية للمياه الإقليمية في محاولة بائسة لدعم المجموعات الإرهابية من خلال المنافذ البحرية والجوية بمصراتة وطرابلس وزوارة (غرب)".
وفي أحدث تطورات للوضع في السودان فقد صفع المجلس العسكري الانتقالي في السودان بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الدوحة، مما أربك مخططها التخريبي لإجهاض إرادة الشعب السوداني الذي خرج ثائراً في مواجهة سلطة الإخوان القمعية.
وبعد تنكر الدوحة، ووزارة الخارجية السودانية لواقعة طرد وفد قطري رفيع، ورفض استقباله في الخرطوم، كذب المجلس العسكري الانتقالي الجهتين، قبل أن يقيل وكيل وزارة الخارجية السودانية بدر الدين عبدالله محمد أحمد المحسوب على تنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق ركن شمس الدين الكباشي: إن "إقالة وكيل وزارة الخارجية جاء بسبب إعداد بيان صحفي حول زيارة وفد قطري للسودان دون علم المجلس، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".
وأضاف "الكباشي" أن البيان الذي أصدرته الخارجية تم دون علم المجلس العسكري الانتقالي، خصوصا أنه استند إلى تقارير صحفية تضاربت فيها المعلومات عن عزم وفد قطري زيارة السودان.
وأشار المتحدث إلى أن وزارة الخارجية لم تأخذ رأي المجلس العسكري الانتقالي في هذا الموضوع، كما لم يعبر البيان عن موقفه الرسمي.
وجاء موقف المجلس العسكري الانتقالي بحق وفد الدوحة، في وقت تتولى فيه قطر مهمة الإشراف المباشر على اجتماعات مكثفة لأحزاب سودانية ذات خلفيات إخوانية بغرض دمجها في كيان واحد لمواجهة انتفاضة الشعب ضد الحركة الإسلامية السياسية التي يتزعمها الرئيس المعزول عمر البشير.
ووجدت صفعة المجلس العسكري السوداني لقطر ارتياحاً وترحيباً من المشهد السياسي السوداني، ووصفوها بالخطوة الإيجابية، معتبرين أن السماح لدخول وفود الإمارة الخليجية الصغيرة إلى البلاد يعني إعادة إنتاج نظام الإخوان البائد.
وتتسارع الأحداث في السودان منذ 11 أبريل، حيث أعلن الجيش عزل الرئيس عمر البشير واعتقاله في مكان آمن وتعطيل العمل بالدستور، وحل البرلمان والحكومة المركزية وحكومات الولايات، وتشكيل لجنة أمنية لإدارة البلاد لمدة انتقالية مدتها عامان، يتم خلالها تهيئة البلاد للانتقال نحو نظام سياسي جديد، مع فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
وكما أحبط المجلس العسكري في السودان مخطط قطر في بلاده، تنبهت موريتانيا بدورها لأذرع "الحمدين"، حيث حذّر عدد من المسؤولين والكُتّاب، من خطر استغلال تنظيمي الإخوان و"داعش" الإرهابيين المدعومين من قطر وتركيا، لانتخابات الرئاسة، لتحقيق أهدافهم بزعزعة أمن واستقرار البلاد وجعلها معقلا للإرهابيين بعد هزيمتهم في سوريا والعراق.