بوابة الحركات الاسلامية : إطلاق المرحلة الثانية بطرابلس.. استراتيجية حفتر للقضاء على الميليشيات المسلحة (طباعة)
إطلاق المرحلة الثانية بطرابلس.. استراتيجية حفتر للقضاء على الميليشيات المسلحة
آخر تحديث: السبت 27/04/2019 01:18 م أميرة الشريف
إطلاق المرحلة الثانية

ما زالت قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، تواصل مساعيها لتطهير العاصمة طرابلس من الميلشيات المسلحة التابعة لتركيا وقطر، حيث أعلن الجيش الليبي عن استعداده لإطلاق المرحلة الثانية من عملية طوفان الكرامة، لتحرير طرابلس من الميليشيات الإرهابية خلال الساعات القادمة، في وقت بدأت الأمم المتحدة عملية إجلاء عاجلة للاجئين والنازحين من ليبيا.

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس حملة تطهير من العناصر الإرهابية منذ 4 أبريل الجاري من جانب الجيش الوطني الليبي، فيما تدخلت  قوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج لمنع المشير خليفة حفتر من دخول العاصمة، ما أدي إلي حرب بين الطرفين أدت إلي سقوط عشرات الضحايا من الجانبيين.

وتهدف العملية التي أطلقها الجيش الليبي، إلي تأمين جنوب غربي البلاد من الإرهابيين وتشكيلات الجريمة المنظمة وعصابات المعارضة التشادية.

وقال اللواء عبد السلام الحاسي آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، إن قواته على استعداد لإطلاق المرحلة الثانية من عملية تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات والجماعات الإرهابية. 

وتوقع الحاسي حدوث تطورات في اليومين المقبلين، على الأرض في محاور القتال، بحسب وكالة الأنباء الليبية، التابعة للحكومة المؤقتة شرقي ليبيا (وال).

 وأكد اللواء الحاسي، أن قواته لا تزال في مواقعها ولم تفقدها... ونحن نتقدم بهدوء؛ بسبب رغبتنا في تجنيب سكان طرابلس تبعات القتال، قائلا إن قوات الجيش الوطني شرعت في عملية؛ لتحييد سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق الوطني، وإخراجها من المعركة، مضيفاً في هذا السياق أسقطنا طائرة، وأعطبنا أخرى، وما زلنا نلتزم بالخطة الموضوعة سلفاً؛ لتحرير طرابلس وجدولها الزمني، ونحن نتقدم بخطى هادئة، والوضع مطمئن، ولا يوجد ما يدعو أبداً للقلق.

في سياق متصل، أكد عبدالرحيم على، عضو مجلس النواب ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أن إلقاء قوات الجيش الوطني الليبي القبض على عنصرين تركيين يقاتلان فى صفوف الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق فى معارك العاصمة طرابلس، يؤكد ضلوع النظام التركي ممثلا فى رجب طيب أردوغان فى العمليات الإرهابية والإجرامية التى تتم داخل الأراضى الليبية.

وقال "على"، إن الإعلام الليبى أكد أنه ليست هذه المرة الأولى التى يثبت فيها تورط أجانب فى القتال ضمن الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، خاصة أن الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري أكد العثور على كرسى الطيار والباراشوت ومتعلقات الطيار، أثناء فحص حطام طائرة "الميراج اف 1" التى تم إسقاطها قبل يومين وتضمنت المتعلقات شارة الاسم "بوريس رايس" وهو طيار من دولة الإكوادور يقاتل بجانب الميليشيات.

وطالب علي، المجتمع الدولي مساندة ودعم الجيش الوطنى الليبى فى القضاء على الميليشيات والخلايا الإرهابية والمساعدات القطرية والتركية التى يقدمها أمير الإرهاب والدم تميم بن حمد والمهووس طيب رجب أردوغان للإرهابيين للقيام بأعمال إرهابية داخل ليبيا.

كما طالب المجتمع الدولي الإسراع فى تنفيذ رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المواجهة الشاملة مع الإرهاب واتخاذ مواقف حاسمة مع الأنظمة والدول التي تشجع وتمول وتسلح وتأوي الإرهاب والإرهابيين على أراضيها.

كان كشف اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي في مؤتمر صحفي في بنغازي، أول أمس الخميس، النقاب عن أحد الطيارين، اللذين تم إسقاط طائرتيهما، وهو من الإكوادور.

 وأشار المسماري إلى أن هناك مقاتلين أجانب يقاتلون مع الميليشيات الإرهابية، وقال: إن هناك عناصر معارضة من تشاد تم نقلهم من جنوب ليبيا إلى طرابلس، وهناك عناصر متطرفة تم نقلها من تركيا إلى ليبيا، وطائرات من دون طيار تراقب قواتنا.

كان المسمارى قد أعلن أن هناك دولا ساعدت عناصر الجماعات المتطرفة فى ليبيا ضد الجيش الوطنى فى طرابلس، مشيرا إلى وجود مقاتلين مرتزقة نقلوا من جنوب ليبيا وتم الزج بهم فى معركة طرابلس، وأن بعض المقاتلين تم استقدامهم من سوريا من خلال تركيا.

من جانبه، أعلن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق، المدعومة دولياً، النفير العام، للتصدي للجيش، وبحسب الأمم المتحدة، أدت المعارك حسب منظمة الصحة العالمية على تويتر إلى مقتل 278 شخصاً، وإصابة 1332 آخرين، ونزوح نحو 30 ألفاً.

وأخذ مقاتل من الزنتان، وهي منطقة تقع إلى الغرب من العاصمة، يطلق مدفعه المضاد للطائرات لعدة دقائق. وقال زملاؤه لرويترز إنه لقي حتفه فيما بعد في ضربة صاروخية. وقال شهود: إن اثنين آخرين من نفس المجموعة المسلحة توفيا لاحقاً، وإن دوي قصف المعركة الدائرة في الضواحي الجنوبية كان مسموعاً في وسط طرابلس في ساعة متأخرة من الليل قبل الماضي.

ولا يزال الجيش الوطني الليبي يسيطر على غريان، وهي مدينة تقع على بعد 80 كيلومتراً إلى الجنوب من طرابلس، والسيطرة على غريان صعبة، نظراً لموقعها الجبلي.

وعاشت العاصمة طرابلس منذ ذلك الحين، حالة من التوتر والحروب المستمرة، لم تشهد فيها هدوءا، حيث سادت فيها لغة الحرب، إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.

وشهدت طرابلس في تلك الفترة حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة الإنقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان والتي ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل، وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في 17 من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .

ويري مراقبون، أن معركة الجيش الليبي ستحقق نجاحات وبالأخص مع تقدم قواته داخل العاصمة وملاحقة الميلشيات المسلحة الممولة من قطر وتركيا لاستمرار الفوضي داخل ليبيا وتحقيق أغراضهم الدنيئة في نشر الفوضي وبقاء الوضع الحالي كما هو، إلا أن الجيش الليبي سينجح في تحقيق أهدافه بتطهير البلاد من كافة العناصر الإجرامية التي تسعي لإسقاط ليبيا.