بوابة الحركات الاسلامية : رغم مساعي السلام.. طالبان وتفجيرات جديدة في أفغانستان (طباعة)
رغم مساعي السلام.. طالبان وتفجيرات جديدة في أفغانستان
آخر تحديث: الأربعاء 08/05/2019 01:52 م حسام الحداد
رغم مساعي السلام..
تشهد أفغانستان منذ سنوات صراعا بين حركة طالبان من جهة، والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى، ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
ومنذ يوليو الماضي 2018، عقدت طالبان خمس جولات سابقة من المحادثات مع الولايات المتحدة ممثلة في مبعوثها الخاص للسلام، زلماي خليل زاد، على أمل تحقيق حل سلمي للصراع الأفغاني المستمر منذ 17 عاما.
وترفض طالبان إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية التي يصفها مقاتلو الحركة بأنها "دمية"، وتصر على خروج القوات الأمريكية من البلاد كشرط أساسي للتوصل إلى سلام مع الحكومة.
وفي نهاية الجولة الخامسة من المفاوضات والثانية في الدوحة التي بدأت في نهاية فبراير الماضي وانتهت في منتصف مارس، قال خليل زاد إن الجانبين حققا "خطوات حقيقية".
وفي يناير الماضي عقدت أولى جولة مباحثات السلام بين واشنطن وممثلين عن حركة طالبان في الدوحة، استمرت 6 أيام.
قالت الخارجية الهندية، إن المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، أجرى في نيودلهي مباحثات مع مسؤولين هنود حول نتائج محادثات السلام الأخيرة مع طالبان.
وأوضح رافيش كومار، المتحدث باسم الخارجية الهندية، أن خليل زاد أجرى زيارة إلى نيودلهي حيث ناقش مع مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة نتائج جولة المحادثات مع حركة طالبان في قطر.
وأشار كومار، أن الهند ستواصل العمل مع الشركاء الرئيسيين خلال الأيام المقبلة، من أجل إيجاد حل للقضية الأفغانية.
وأفاد المتحدث أن المبعوث الأمريكي التقى في نيودلهي مع وزير الخارجية الهندي سوشما سواراج، ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال، ومسؤولين كبار آخرين.
فيما ذكرت السفارة الأمريكية بنيودلهي، في بيان لها الثلاثاء 7 مايو 2017، أن خليل زاد ناقش مع السلطات الهندية جهود السلام في أفغانستان.
وقالت السفارة في بيانها، إن المبعوث الأمريكي أشار، خلال لقاءاته في نيودلهي، إلى فوائد إحلال السلام في المنطقة، بما في ذلك منع استخدام أفغانستان كقاعدة للإرهاب والهجمات الإرهابية، وتحسين فرص إحلال السلام، وتنشيط التجارة الإقليمية.
واستضافت قطر، الأربعاء الماضي، جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان الخميس، إن "هذه الجولة أتت استكمالا لجولتي المحادثات السابقتين في الدوحة، اللتين استهدفتا تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان".
ورغم هذه الجولات لتحريك عملية السلام على الأراضي الأفغانية، هاجم مسلحو حركة طالبان منظمة دولية غير حكومية في وسط مدينة كابول اليوم الأربعاء 8 مايو 2019، وأكدت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان إن منظمة "كاونتربارت انترناشونال" الحكومية، وهي شريك للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو.إس.إيد) تعرضت لهجوم من قبل المسلحين.
وفي بيان آخر على صفحة الوزارة على فيسبوك، ذكرت الوزارة أنه تم إنقاذ 150 موظفا على أيدي قوات خاصة تابعة للشرطة، بينما تُجرى جهود لإنقاذ باقي الموظفين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العامة، وحيد الله مايار في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا في الحادث، تم نقلهم إلى مستشفيات في مختلف أنحاء المدينة.
وذكر ميرزا حسين، شاهد عيان قريب من المنطقة إنه سمع دوي ثلاثة انفجارات وإطلاق نار وأمكنه رؤية دخان يتصاعد من مبنى.
وأظهرت صور تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي دخانا يتصاعد من مبنى، وتم سماع صفارات الإنذار وإطلاق نار في الخلفية.
وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إن هدف الهجوم كان منظمة "كاونتربارت انترناشونال".
ووقع الهجوم بعد أيام فقط من دعوة مجلس ممثلي القبائل الأفغانية "لويا جيرجا" إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، بدءا من شهر رمضان أمس الأول الاثنين.
وقالت طالبان إن استمرار الجهاد في شهر رمضان "لديه فضل أكبر مما هو عليه في الأشهر الأخرى".
ويعد هذا خامس هجوم في كابول منذ بدء العام. وكان 28 شخصا على الأقل قد قُتلوا وأصيب 239 آخرون في الهجمات السابقة.
وعلى صعيد أخير قال مسؤولون محليون إن ضربات جوية في غرب أفغانستان هذا الأسبوع أدت إلى تدمير عدد من مختبرات المخدرات التابعة لحركة طالبان ومقتل عشرات المدنيين.
وذكرت وزارة الدفاع الأفغانية أن ضربات جوية للتحالف في ثلاثة أماكن في إقليم فراه بغرب البلاد مساء أول من أمس (الأحد) دمرت 68 من مختبرات المخدرات التابعة لطالبان، وقتلت 150 مسلحاً، في إطار حملة جوية تستهدف قطع أحد مصادر الدخل الرئيسية للحركة.
لكن عبد الغفور مجاهد حاكم منطقة باكوا التي وقع فيها الهجوم قال إن كثيرين من القتلى مدنيون يعملون في المختبرات. وقال إن 45 مدنياً على الأقل قتلوا في الضربة، بالإضافة إلى نحو 18 من مقاتلي طالبان. وأضاف أن عدة مدنيين في المنازل القريبة أصيبوا بجروح.
وقال مجاهد لـ«رويترز»: «استعانت طالبان بالمدنيين للعمل في مختبراتها لإنتاج الهيروين، وللأسف قتلوا خلال الضربات الجوية».
ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع قيس منجل مقتل أي مدني في الضربات في إقليم فراه، وهي منطقة نائية ذات كثافة سكانية منخفضة، شهدت مقتل المئات من أفراد الشرطة والجيش خلال أشهر من القتال العنيف.
وجاء الهجوم في أعقاب تقرير للأمم المتحدة الشهر الماضي أشار إلى أن عدد المدنيين الذين قتلوا في ضربات جوية أفغانية وأميركية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام يفوق عدد من قتلوا بأي وسيلة أخرى.
لكن الهجوم يؤكد أيضاً على الغموض المتعلق بكيفية تصنيف المدنيين العاملين مع «طالبان».
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من القوات الأميركية، وتشير تقديرات الحكومة الأفغانية إلى أن تصنيع المخدرات والضرائب تدر لطالبان نحو 200 مليون دولار سنويا، وأن حملة الضربات الجوية على مدى الشهور القليلة الماضية استهدفت قطع مصدر التمويل الرئيسي.
فيما سقط 14 من مسلحي طالبان من بينهم اثنان من قيادات الحركة ما بين قتيل وجريح خلال عمليات للقوات الخاصة الأفغانية في إقليم فراه غرب أفغانستان.
وذكر فيلق ظفار 207 الأفغاني في بيان - نقلته وكالة خامة برس الأفغانية اليوم الأربعاء - أن العمليات تم شنها في قريتين على مشارف إقيلم فراه.
وأضاف البيان أن 6 مسلحين من بينهم أحد قادتهم ويدعى أسد قتلوا خلال العمليات بينما أصيب 8 آخرون.
وأشار البيان إلى أن أحد القادة ويدعى رحمت قد أصيب بإصابات بالغة خلال العمليات، كما أشار إلى أن القوات الخاصة صادرت مجموعة اتصالات لاسلكية ودراجة بخارية خلال نفس العمليات.
ومن جانبها لم تعلق الجماعات المسلحة المناهضة للحكومية من بينها حركة طالبان على هذه الأنباء حتى الآن.