بوابة الحركات الاسلامية : انسحاب الحوثيين من الحديدة.. تكتيك جديد لإعادة صفوف الميلشيا الإرهابية (طباعة)
انسحاب الحوثيين من الحديدة.. تكتيك جديد لإعادة صفوف الميلشيا الإرهابية
آخر تحديث: السبت 11/05/2019 01:05 م أميرة الشريف
انسحاب الحوثيين من
في خطوة غير متوقعة، أعلنت جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، الانسحاب الأحادي من موانئ الحديدة، وقالت الأمم المتحدة وقيادي بجماعة الحوثي اليمنية إن الجماعة بدأت تسحب قواتها من جانب واحد من ثلاثة موانئ رئيسية، وهي خطوة مطلوبة للتمهيد لإجراء مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات.
وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية في مارس 2015، لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأبرمت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران اتفاقا مبدئيا في ديسمبر الماضي مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية لسحب قواتها من الحديدة بحلول 7 يناير وذلك وفقا لهدنة تهدف لتفادي هجوم شامل على الميناء وتمهيد الطريق لمفاوضات تنهي الحرب المستعرة منذ أربعة أعوام. 
وتعطل مرارا تنفيذ الاتفاق بسبب مماطلة الحوثيين ومراوغتهم، وقال القيادي علي الحوثي اليوم إن الانسحاب الأحادي الجانب للجماعة من الموانئ الثلاثة "جاء نتيجة لرفض دول العدوان الأميركي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم تنفيذ اتفاق ستوكهولم".
وقال اللفتنانت جنرال مايكل لوليزجارد الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الاتفاق إن الحوثيين عرضوا انسحابا مبدئيا من جانب واحد من أجزاء من الحديدة والصليف وراس عيسى.
وذكرت لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة في بيان أن الحوثيين سينفذون "انسحابا مبدئيا أحادي الجانب" في الفترة من 11 إلى 14 مايو الجاري، من ميناء الصليف الذي يستخدم في نقل الحبوب وميناء رأس عيسى النفطي إضافة إلى الحديدة الميناء الرئيسي في البلاد.
وقالت الميليشيات الانقلابية إن الانسحاب "من طرف واحد" سوف يبدأ الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، إلا أنها تأخرت في تنفيذ الانسحاب.
وكشفت مصادر يمنية أن إبداء الحوثيين الموافقة على عملية الانسحاب جاء بعد ما أقنعهم المبعوث الدولي، مارتن غريفيث، بالأمر لتجنب أي قرار من مجلس الأمن يدين تعنتهم في تنفيذ اتفاق خطة إعادة الانتشار وفقا لاتفاق السلام في ستوكهولم.
واستبق المتمردون عملية الانسحاب بتصعيد القصف على مواقع القوات المشتركة في مدينة الحديدة، وكذلك في المناطق المجاورة، وهي: الدريهمي والتحيتا وحيس في ريف الحديدة.
وقال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي على تويتر اليوم إن الانسحاب يبدأ اليوم.
ومن المتوقع أن تترك الحكومة اليمنية أيضا مواقع على مشارف مدينة الحديدة في مرحلة الانسحاب المبدئية، قبل تنفيذ مرحلة ثانية ينسحب فيها الطرفان مسافة أبعد.
وقال صادق دويد المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية إلى لجنة تنسيق إعادة الانتشار على تويتر إن انسحاب الحوثيين "الخطوة الأولى من المرحلة الأولى، ندعم تنفيذ الاتفاق.
ويري خبراء أن الانسحاب ما هو إلا تكتيك للحوثيين لكسب وقت لإعادة صفوفهم، مشيرين إلى أنه في 18 فبراير الماضي، أعلنت الحكومة الشرعية عن التوصل إلى اتفاق جديد مع المتمردين، برعاية الأمم المتحدة، لكنه تعثر بسبب رفض الميليشيات المرتبطة بإيران تطبيق الاتفاق، كما رفضوا الانسحاب من مينائي رأس عيسى والصليف كخطوة أولى، وأصروا على بقاء قوات أمنية تابعة لهم في المناطق التي ينسحبون منها، وفي يناير الماضي، حاولت الميليشيات الموالية لإيران التلاعب بالأمم المتحدة، عبر تسليم ميناء الحديدة إلى متمردين متخفين في ملابس مدنية، وآنذاك رفض الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، الرئيس السابق للجنة إعادة الانتشار المكلف من قبل الأمم المتحدة عملية التسليم المزيفة، مما أثار غضب الميليشيا المسلحة ودفعها إلى جمع توقيعات تحت تهديد السلاح من مندوبي المديريات في المجلس المحلي ضده.
من جانبه، انتقد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على تويتر عرض الحوثيين بشأن إعادة الانتشار، ووصفه بأنه غير دقيق ومضلل.
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدنية  الحديدة بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في 21 من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".
وتصاعدت الحرب بين الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، وراح ضحيتها نحو عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ويتميز موقع محافظة الحديدة بوقوعه على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو مترًا يشكل سكانها (11%) بتعداد "2،621،000" من إجمالي سكان اليمن تقريبًا، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز، وعدد مديريات المحافظة (26) مديرية، ومدينة الحديدة مركز المحافظة.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وتعتبر الحديدة شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون خطر المجاعة.