بوابة الحركات الاسلامية : بعد فضح علاقته بداعش "دير شبيجل" تطالب اوروبا بمعاقبة المستبد اردوغان (طباعة)
بعد فضح علاقته بداعش "دير شبيجل" تطالب اوروبا بمعاقبة المستبد اردوغان
آخر تحديث: الإثنين 13/05/2019 12:56 م روبير الفارس
بعد فضح علاقته بداعش
يوما بعد يوم يتم الكشف عن المزيد  من وجوه الديكتاتور اردوغان  وعلاقته بالاستبداد من ناحية ودعمه لارهاب داعش من ناحية اخري الامر الذى جعل مجلة دير شبيجل الالمانية تطالب  الاتحاد الأوروبي، بفرض عقوبات على أنقرة لمنع الرئيس رجب طيب أردوغان من جر البلاد إلى مزيد من الاستبداد. 

وقالت المجلة الألمانية، في افتتاحية عددها الورقي هذا الأسبوع: “لعدة سنوات، واجهت الحكومة الألمانية سياسات أردوغان، بالتأكيد على أهمية إبقاء قنوات للحوار بين البلدين، لكن الوضح الراهن يظهر بوضوح أن الحوار لا يعد استراتيجية جيدة “.

وأضافت أن “تقويض أردوغان للديمقراطية لم يبدأ فقط بقرار هيئة الانتخابات إعادة التصويت في إسطنبول؛ بل منذ سنوات بانتهاكه مبادئ دولة القانون وتأميم الإعلام”.

وشددت المجلة على أنه حتى يوم الإثنين الماضي، كانت الانتخابات حرة جزئيا، وأن آخر ما تبقى من الديمقراطية انتهى بقرار الإعادة.

وواصلت انتقاداتها، بقولها: “خلال الأيام الماضية، لم نستمع لرد قوي من السياسيين الأوروبيين حول ما يجري في تركيا.. أوروبا مطالبة باتخاذ موقف قوي من أردوغان، ولا بد من إظهار الحزم، عن طريق فرض عقوبات أوروبية على أنقرة”.

ووجهت رسالة إلى الاتحاد الأوروبي، قائلة: “يجب أن تعلموا جيدًا أن فرض عقوبات على تركيا سيكون خطوة جيدة يمكن أن تجبر نظام أردوغان على الالتزام بالديمقراطية”.

ويأتي نشر هذه الافتتاحية، بعد إعلان الصحفي الألماني من أصل تركي دينس يوجيل، عن تعرضه للتعذيب إبان اعتقاله في تركيا بتهم تتعلق بالترويج للإرهاب، عام ٢٠١٧، قبل أن تنجح الضغوط الألمانية في إعادته إلى برلين.

وفي سياق الكشف عن علاقة اردوغان  بداعش  نشر “إلياس آيدن”، والملقب بـ”أبو عبيدة”، المعروف بأنه أمير تنظيم داعش في تركيا، وأحد المسؤولين عن مذبحتي “أنقرة” و”سروج”، بالإضافة إلى حرق الجنديين التركيين، عدد من الاعترافات المثيرة للجدل، خلال تواجده في أحد المخيمات، بعدما ألقي القبض عليه من قبل عناصر قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

فقد زعم آيدن المتهم بأنه قائد تنظيم داعش الإرهابي في إسطنبول، أنه التقى بمسؤولين من جهاز الاستخبارات التركية قبل حرق الجنديين التركيين، وأنه قام بقتلهم حرقًا بسبب عدم التمكن من التوصل لاتفاق مع مسؤولي جهاز الاستخبارات حولهم.

وقال  آيدن أن جهاز الاستخبارات التركي أجرى عددا من الاجتماعات مع تنظيم حزب العمال الكردستاني، وأنه شارك بنفسه في اجتماعين من هذه الاجتماعات، مشيرًا إلى أن أحد تلك الاجتماعات كان بشأن اختطاف العاملين في القنصلية التركية في الموصل، وأحد ضباط الصف من الشريط الحدودي في مدينة كيليس والإفراج عنهم في 1 يناير 2016.وأوضح أن الاجتماع الأول الذي شارك فيه بنفسه، ركز على إنقاذ الجنديين التركيين سيفتير تاش وفتحي شاهين الذين وقعا أسيرين في يد داعش.

وأشار إلى أن وفد جهاز الاستخبارات التركي المكون من ثلاثة أشخاص كان هدفه الرئيسي تخليص الجنود الأتراك المختطفين، لافتًا إلى أن تنظيم داعش طلب في المقابل عدم الوقوف في طريق الراغبين في عبور الحدود مع سوريا والانضمام إلى التنظيم.فقد ردّ مسؤولو الاستخبارات التركية، قائلًا: “نحن مجبرون على فعل ذلك. القوى الخارجية والعالم من حولنا تضغط علينا. يصرون على أن نغلق الأبواب، وبالتالي نضغط نحن أيضًا عليكم”.

وأوضح أن عناصر داعش ردوا قائلين: “نحن لا نحارب ضد تركيا”، وأضاف: “لم نتوصل لحل في هذا الاجتماع. اتفقنا على أن نذهب جميعنا ونعمل على إيجاد اتفاق، وبعدها سنتباحث كيف ستكون التسيهلات على الحدود، دون أن يضر أي منَّا الآخر”
وأوضح آيدن أنه عقد الاجتماع الثاني بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من الاجتماع الأول الذي لم يحقق فيه أي اتفاق، مشيرًا إلى أنهم كانوا يحملون تهديدًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما ذكرت صحيفة زمان التركية 

وبحسب آيدن فقد هددت عناصر التنظيم المشاركة في الاجتماع الرئيس التركي أردوغان بشن هجمات على بلاده في حالة الاستمرار في منع مرور الراغبين في الانضمام للتنظيم عبر الشريط الحدودي، قائلًا: “إذا كنتم مصرين على سياستكم الجديدة، نحن مستعدون لترك الشام وبغداد والاستيلاء على القسطنطينية (إسطنبول). كانت هذه هي رسالة أبي بكر البغدادي”.

وبحسب وكالة أنباء مازوبوتمايا التركية، فقد سرد آيدن الخطة التي أعدها تنظيم داعش بعد أن تمت محاصرته في سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الخطة كانت أن تحصل الأسر الداعشية على جنسيات من الدول “الإخوانية” ومنها تركيا، وتبدأ في الفرار.

يذكر أن آيدن أحد أبرز الأسماء في القضية الرئيسية لتنظيم داعش في إسطنبول، والتي يتهم فيها بأنه “زعيم التنظيم في إسطنبول”. وأحد المسؤولين عن خمس عمليات إرهابية في تركيا، من بينها مذبحتا أنقرة وسروج. كما أنه كان من بين المسؤولين عن عملية اختطاف الجنديين التركيين في 1 سبتمبر 2015، من الشريط الحدودي لمدينة كيليس في جنوب تركيا، وقتلهما حرقًا أمام الكاميرات.

وكان هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم “داعش” استهدف شبابًا مناصرين للقضية الكردية بمركز ثقافي في بلدة سوروج الحدودية مع سوريا، وأودى بحياة 32 شخصًا على الأقل، وذلك في 22 يوليو 2015. ومن ثم عثرت القوات الأمنية في صبيحة هذه الواقعة على شرطيين قتلا في فراشهما ببلدة “جيلان بينار”.

ومع نسبة هذا الهجوم إلى العمال الكردستاني بادعاء الانتقام من شرطيين بدعوى صلتهما بداعش الذي قتل 32 كرديًّا ، إلا أن “ديمهات آجيت” المتحدث باسم اتحاد المجتمعات الكردستاني نفى صحة هذا الادعاء، ونوّه الكاتب الكردي المعروف “أميد فرات” بأن الأسلوب المستخدم في قتل الشرطيين ليس من أساليب العمال الكردستاني المعهودة، مؤكدًا أن “الجهة” التي أمرت بتنفيذ الهجوم جعلت بعض المجموعات المرتبطة بالعمال الكردستاني تتبنى هذا الهجوم.

وفي 10 أكتوبر 2015 شهدت العاصمة أنقرة أكبر مجزرة إرهابية دموية على مدى تاريخ تركيا نسبت إلى داعش أيضًا، استهدفت عشرات الآلاف من المشاركين في تظاهرة بعنوان “العمل والسلام والديمقراطية”، مما أدى إلى مقتل أكثر من 110 أشخاص وإصابة المئات، أغلبهم من الأكراد.

وكشفت التحقيقات أن منفذ العملية هو المدعو “يونس أمره آلاجوز” شقيق “الشيخ عبد الرحمن آلاجوز” الذي نفذ هجوم سروتش قبل 3 أشهر من هذا الحادث وقتل 32 شابًا كرديًّا أيضًا. لكن زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش اتهم “الدولة” حينها بالوقوف وراء هذا الهجوم.

وكانت وثيقة “سرية للغاية”، أعدها مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي، ونشرها موقع “أحوال تركية”، كشفت أن الهجوم الإرهابي الذي وقع بالعاصمة أنقرة عام 2015 وحصد أرواح أكثر من 100 مواطن مدني تم بـ”تكليف خاص” من حكومة حزب العدالة والتنمية نفسها لعناصر داعش.