بوابة الحركات الاسلامية : مصير ليبيا.. بين "داعش والاخوان" والجيش الوطني (طباعة)
مصير ليبيا.. بين "داعش والاخوان" والجيش الوطني
آخر تحديث: الإثنين 13/05/2019 01:35 م حسام الحداد
مصير ليبيا.. بين
دعت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني اليوم الاثنين 13 مايو 2019، جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف الأعمال العسكرية "فورا".
وذكرت بوابة "الوسط" الليبية على موقعها الالكتروني اليوم أن ذلك جاء خلال مباحثات أجراها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في بروكسل مع موجيريني تناولت تطورات الأزمة الليبية.
وقالت موجيريني، في تصريحات نقلتها بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، إن "الاتحاد الأوروبي يتوقع من جميع الأطراف واللاعبين الإقليميين أن يوقفوا الأعمال العسكرية على الفور، وأن يعيدوا بدء الحوار السياسي، لصالح جميع الليبيين".
ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع في بروكسل اليوم، موقف حكوماتهم من آخر التطورات الناجمة عن حرب العاصمة طرابلس، في مسع لبلورة موقف أوروبي موحد تجاه الأزمة القائمة في ليبيا.
وأعربت موجيريني ، خلال لقائها مع السراج، عن دعمها الكامل لعمل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، في عمله على وقف لإطلاق النار وتشجيع العودة إلى المفاوضات.
كما ناقش السراج والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية الأوروبية الوضع الإنساني في ليبيا حيث تشرد آلاف الأشخاص بسبب الحرب في طرابلس.
وأكدت موجيريني "أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية، وضرورة حماية المدنيين، والعمل المستمر، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، لحماية ومساعدة المهاجرين في مراكز الاحتجاز".
وعلى صعيد أخر ذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، أن بريطانيا ودولا غربية أخرى تبحث عن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في ليبيا بعد ورود أنباء عن احتمال انتقاله إليها.
وحسب الصحيفة، فإن قوات التحالف الدولي فقدت أثر البغدادي في الأسابيع الأخيرة من "خلافته" في سوريا في فبراير الماضي، عندما فر من بلدة الباغوز شرقي البلاد بعد محاولة اغتياله من قبل مقاتلين أجانب مقربين من دائرته الخاصة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري بريطاني قوله إن "المعلومات الاستخباراتية عن مكان وجود البغدادي جاءت من مصدر موثوق لكن يجب التحقق منها".
وحسب الصحيفة، فإن هذه المعلومات الاستخباراتية وردت بعد أسبوعين من اضطرار القوات الجوية الملكية البريطانية لإجلاء وحدة تابعة للقوات الجوية الخاصة من ذلك البلد على خلفية التقدم السريع الذي حققته قوات المشير خليفة حفتر على الأرض هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن سلاح الجو البريطاني عاد الآن إلى السماء الليبية، وتنفذ المقاتلات البريطانية، بمشاركة طائرات حربية إيطالية وأمريكية، طلعات جوية على مدار الساعة بحثا عن "ABB" وهو الكود الرمزي لتحديد البغدادي كهدف.
ووفقا للصحيفة، فإن طائرات نفاثة تقلع من قاعدة وادنغتون الجوية في لينكولنشاير شرقي إنجلترا، لغرض جمع الإشارات والمعلومات عن الأفراد والجماعات الذين قد يكونون من داعمي البغدادي.
وذكرت الصحيفة أن أحدث عملية من هذا النوع نفذت في الأجواء الليبية ليلة السبت، تزامنا مع عمليات مماثلة أخرى، حيث أكد ضباط في المخابرات العسكرية البريطانية أن مأوى البغدادي قد يكون لدى أي من فروع تنظيمه الإرهابي السبعة في شمال إفريقيا.
وقال مصدر عسكري رفيع المستوى: "لا يمكنه (البغدادي) التحرك بحرية وأينما كان أتوقع أن يفعل ما بوسعه لتجنب لفت الأنظار إلى نفسه، لكن لدينا الكثير من الأساليب لتحديد مكانه أو فريقه، وسيرتكبون خطأ عاجلا أو آجلا".
يذكر أن البغدادي أصدر تسجيل فيديو له نهاية الشهر الماضي، واستنبط بعض الخبراء منه أن زعيم "داعش" لا يزال موجودا في المناطق الصحراوية على الحدود السورية العراقية.
هذين الخبرين يدفعا الى التفكير في الربط بين امكانية تواجد البغدادي في ليبيا للمساهمة في تحرك الميليشيات العسكرية التابعة له والمتعاونة مع السراج وجماعة الاخوان فبعد مرور أكثر من شهر على إطلاق الجيش الليبي عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس من سطوة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وفي ظل انسداد أفق العملية السياسية، يرى خبراء وسياسيون ليبيون، أن مستقبل السلطة في ليبيا، سيكون أمام خيارين، إما سيطرة الجيش وتسليم الحكم لسلطة مدنية أو استمرار البلاد في الفوضى.
وفي هذا السياق، قال النائب البرلماني جبريل أوحيدة، إن معركة طرابلس التي بدأت منذ أكثر من شهر ويراهن كل طرف على كسبها، تضع مستقبل ليبيا أمام سيناريوهين، خاصة في ظل غياب أي أمل لإيقافها والعودة إلى طاولة الحوار.
ورأى أوحيدة في حديث للعربية.نت أنه في حالة انتصار الجيش الليبي وسيطرته على العاصمة طرابلس، سينهي حكم الميليشيات المسلّحة ويقود المرحلة الانتقالية، إذ سيقوم بتشكيل مجلس عسكري يكلّف حكومة مؤقتة لتنفيذ خارطة الطريق إلى حين إجراء انتخابات ثم يقوم بتسليم السلطة، أما في حال تعذّر سيطرته على العاصمة في ظل دعم قوي للميليشيات المسلحة من تركيا وقطر، فستكون ليبيا تحت حكم الإخوان، وهي الفرضية التي لن يقبلها أغلب الليبيين، خاصة في منطقة الشرق، وستؤدي إلى تقسيم البلاد، مشيرا إلى أن هذه الخطّة هي التي يعوّل عليها تيار الإخوان ومن يدور في فلكهم.
كما أكد أن "أغلب الشعب سئم الوضع الراهن بسبب مؤامرات تيار الإسلام السياسي واختزال ثورة فبراير في أجندته وممارسة الإقصاء بكافة أشكاله البشعة، وهو الواقع الذي دفع الكثيرين إلى المطالبة بخيار الحكم العسكري رغم وجود من ينادي بالدولة المدنية، بعد استعادة هيبة الدولة وإنهاء هيمنة الميليشيات من طرف الجيش".
وينظر غالبية الليبيين إلى الجيش الليبي، الذي يسيطر على أغلب المناطق في البلاد، كضامن لأي عملية سياسية مستقبلية، وبدا ذلك بوضوح في خروج تظاهرات داعمة له تطالب بإخراج جميع التشكيلات المسلّحة من العاصمة طرابلس، أمّا بعض دول الجوار، فترى أن وجوده سيحقق لها الأمن ويمنع تسرب المسلحين المتشددين أو وصول الأسلحة إلى أراضيها.
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي الليبي سامي عاشو أن طموح الليبيين ودعمهم للجيش في معركة تحرير طرابلس طبيعي، بعد أن أصبحت العاصمة تحت حكم الميليشيات التي تمكنت من السيطرة على مفاصل الدولة تحت غطاء حكومة الوفاق الوطني وبدعم من رئيسها فايز السراج، مضيفا أن ليبيا أصبحت بحاجة إلى "عسكري لتنظيف عبث الميليشيات"، الذين يقاتلون الآن للدفاع عن وجودهم وضمان مصالحهم فقط.
ولكن هذا لا يعني "عسكرة الدولة" واللجوء إلى خيار "حكم العسكر" كمخرج للأزمة الليبية الراهنة، حسب عاشور، الذي يرى أن مستقبل السلطة في ليبيا سيكون إما للاستقرار والرجوع إلى صندوق الانتخابات والاحتكام إليه والتوجه إلى معركة بناء الدولة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا بوجود مؤسسة عسكرية وأمنية تحمي هذه الأهداف المنشودة، أو التقسيم الذي بدأ يلوح في الأفق، بعد انشقاق مجموعة من النواب وانفصالهم عن مجلس النواب.