بوابة الحركات الاسلامية : المخابرات الأمريكية صورت نقل الصواريخ لزوارق إيرانية.. فهل اقتربت ساعة الحرب؟ (طباعة)
المخابرات الأمريكية صورت نقل الصواريخ لزوارق إيرانية.. فهل اقتربت ساعة الحرب؟
آخر تحديث: الخميس 16/05/2019 02:38 م روبير الفارس
المخابرات الأمريكية
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن 3 مسؤولين أميركيين، اليوم الخميس 16 مايو قولهم إن "معلومات مخابراتية  تمثلت في صور أظهرت تحميل الإيرانيين لصواريخ على متن قوارب صغيرة في الخليج، ما أثار قلق سلطات الولايات المتحدة الأميركية وزيادة التوتر والتحذيرات وإعلان حالة التأهب لقواتها المسلحة".
وتظهر الصور بالاقمار الصناعية  نقل صواريخ إلى القوارب، ما يعد مؤشرًا على هجوم إيراني وشيك ضد القوات البحرية الأميركية في المنطقة.
وتشير معلومات إضافية إلى تهديدات النقل التجاري البحري، بالإضافة إلى هجمات محتملة من قبل ميليشيات تابعة لإيران ضد القوات الأميركية في العراق.
ومع ذلك، تضيف صحيفة "نيويورك تايمز" أن مستوى الرد على هذه التهديدات أصبح قضية خلافية مثيرة للجدل بين البيت الأبيض والبنتاجون ووكالة المخابرات الأميركية (CIA).
ويرى جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، أن هذه الصور مؤشر على استعداد إيران لمهاجمة القوات الأميركية، لكن بعض المسؤولين الأميركيين الآخرين لديهم رأي آخر.خاصة وان لغة ترامب تراجعت قليلا حيث صرح بانه لايفضل الحرب 
ويعتقد بعض المسؤولين الأوروبيين والعراقيين، بالإضافة إلى بعض أعضاء الحزبين الرئيسيين في الكونجرس الأميركي، وبعض كبار المسؤولين في إدارة ترامب، أن نقل الصواريخ الإيرانية إلى القوارب العسكرية هو مجرد إجراء وقائي ضد ما تسميه طهران "تحركات واشنطن الاستفزازية".
وفي سياق موازٍ، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأربعاء، أوامر بسحب "الموظفين غير الضروريين" من السفارة الأميرکية في بغداد، والقنصلية في أربيل، وهو أمر وصفه مسؤول أميركي كبير بـ"رد فعل شديد".
وانتقدت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، في جلسة غير معلنة للبرلمان، افتقار الحكومة إلى الشفافية في إعطاء المعلومات، قائلة إنه يتعين على الحكومة التشاور مع الكونغرس الأميركي قبل اتخاذ أي إجراء.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، أمر بومبيو بسحب بعض الموظفين من المراکز الدبلوماسية الأميركية في العراق، في حين أنه عارض إغلاق السفارة الأميركية في بنغازي في ليبيا عام 2012.
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو الاستخبارات الأميركية مع قادة الكونغرس، اليوم الخميس، ليتحدثوا عن إيران.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه حتى الآن، کان مسؤولو الحكومة الأميركية يعتقدون أنه، على الرغم من مواصلة إيران دعمها للميليشيات العربية التابعة لها، لكنها لا تسعى إلى التصادم مع القوات الأميركية.
لكن المعلومات التي تواردت يوم 3 مايو غيرت تقييم البنتاجون والقيادة المركزية للقوات الأميركية في المنطقة، مما أدى إلى تعزيز القوات العسكرية الأميركية في منطقة الخليج.
وبالإضافة إلى نشر سفينتين حربيتين و4 قاذفات، أعلن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي، مساء أول من أمس الثلاثاء، أن 5.200 جندي أميركي في العراق في حالة تأهب، بسبب "تهديدات محتملة وشيكة".
أما عن الوضع داخل ايران  فقال محللون ان قائد الحرس الثوري الارهابي  الحرسي حسين سلامي، كان قد ذهب الي  مجلس شورى النظام ليطمئن أعضاء المجلس المرعوبين بألا تكون حربًا.
بصرف النظر عما إن كانت الحرب ستنشب أم لا، فإن الجدال يدور حول الدوامات التي تورط فيها نظام الملالي وهذا الأمر قد أظهر حقائق عن تآكله وانحطاطه.
إبحار القوات البحرية الأمريكية نحو الخليج قد كشف عن خوف النظام من انتفاضة الشعب وتزعزع النظام من ناحية، ومن ناحية أخرى، أثارت موجة من الداعين للتفاوض في داخل النظام. ولكن ما هو مصدر الخوف الحقيقي للنظام؟

إشارات النظام للتفاوض

نقوي حسيني من عناصر زمرة خامنئي في لجنة الأمن في مجلس شورى النظام وبينما كان يتبجح في اتخاذ مواقف ضد أمريكا إلا أنه أرسل علامة للتفاوض وأكد قائلاً: «لا نعرف أخيرًا أي نهج يريدون اتخاذه وكيف يريدون حل هذه التناقضات؟ لقد شهدنا مؤخرًا انسحابهم من مواقفهم السابقة، وحتى أعلنوا أنهم سيتخلون عن شروط الماضي ومستعدون للتفاوض».
وأفادت صحيفة «جمهوري إسلامي» إشارات عن التفاوض على لسان ممثل النظام في الأمم المتحدة وكتبت: «صرح مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، ردًا على اقتراح ترامب بإجراء محادثات مع إيران: على الرئيس أولاً أن يجيب عن سبب مغادرته طاولة المفاوضات. ما الذي يضمن أنه لن ينكث عهده في محادثات مستقبلية بين إيران والولايات المتحدة؟ "(صحيفة جمهوري إسلامي ، 12 مايو)
حشمت الله فلاحت بيشة، رئيس لجنة الأمن في مجلس الملالي، أشاد بالخطاب المهين لرئيس الولايات المتحدة وإعطائه رقم الهاتف، قائلاً: «لقد وضع الرئيس تخفيف التوتر على جدول الأعمال ويريد منع خلق الأدبيات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة». (موقع انتخاب11 مايو)
كان رد فعل مصطفى كواكبايان، عضو آخر في المجلس، متناقضًا بشأن المفاوضات ومثل الشخص الذي يرفضه الأخذ باليد ويأخذ به بالرِجل قائلاً: «نحن لا نرفض مبدأ التفاوض، لكنه في الوضع الحالي، لا نتفاوض مع الأميركيين».
وعبرت المتحدثة باسم اللجنة الاقتصادية زهرة سعيدي عن خوفها من الناس وأكدت للحكومة من أنه ينبغي على السلطات والمسؤولين، أن يشدو الأزر ويمنحون المزيد من الوقت والطاقة من أجل تقليل قلق الشعب في كل مجال.

نحن لا نتفاوض
الهلع والخوف السائد بين أعضاء المجلس ومخاوفهم من الضغوط الأخيرة للحكومة الأمريكية وإرسال إشارات للتفاوض، يأتي في وقت رفض علي خامنئي أي مفاوضات مع الولايات المتحدة وقال إنه لن تكون هناك حرب، «لن نشهد حربًا، كما أننا لن نكون بادئ حرب مثلما لم نكن في الماضي، ولن يبدأ الأمريكيون الهجوم».
الموقف الذي كرره خامنئي ، 14 مايو، في اجتماع مع مسؤولي النظام.

عندما يكون الخصم قويًا
في العام الماضي، عندما قال خامنئي إن الحرب لن تحدث ولن نتفاوض، نشأت موجة من «معاداة الاستكبار» بين الأوساط الحكومية، بما في ذلك أعضاء مجلس الشورى للنظام.
الآن وبعد ما جلبت الولايات المتحدة قواتها إلى المنطقة لمواجهة التهديدات المحتملة للنظام، تقلل الكلام عن «معاداة الاستكبار» والتبجحات. لأن الخصم قوي لذلك أخمدت النعرات المعادية للاستكبار.
بغض النظر عما إذا كانت الحرب ستنشب أم لا، فهذا هو السياق الثابت للنظام، عندما يرى الخصم قويا، ينسى مواقفه السابقة نتيجة موجة من الخوف والرعب الذي يسيطر عليه.

مصدر الخوف الرئيسي
ما يجعل الوضع أكثر خطورة ومقلقًا للنظام تحت الضغط الخارجي هو الوضع المتفجر للمجتمع وهو خوف النظام من الانتفاضة الشعبية. الناس الذين يسحقون الآن تحت وطأة الضغوط الاقتصادية حسب قول إلياس حضرتي عضو مجلس شورى النظام.
عبّر الملا أحمد علم الهدى إمام جمعة مدينة مشهد يوم 10مايو في مشهد، عن الرعب الرئيسي الذي يدب في قلب النظام، وقال: «هؤلاء الذين اتخذوا تشكيلات حربية، رتبوا تشكيلتهم مع قوى يمكن أن يثيروها داخل البلاد ضد الثورة وتلك القوى التي يمكنهم أن يثيروها ضد الثورة ويضعونها بوجه الثورة، وكل أملهم في هذا الجيل الذي يأتي اليوم إلى الساحة».
فهل اقتربت ساعة الحرب أم هي هدنة ؟؟هذا ماسوف تكشف عنه الايام القليلة القادمة