بوابة الحركات الاسلامية : النازيون الجدد في فرنسا.. وهجوم متكرر على دور العبادة (طباعة)
النازيون الجدد في فرنسا.. وهجوم متكرر على دور العبادة
آخر تحديث: الأربعاء 12/06/2019 12:25 م حسام الحداد
النازيون الجدد في
يستعمل مصطلح التطرف في أغلب الأحيان لوصم المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغير سياسية أو اجتماعية، وقد يعني التعبير استعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف للترويج لأفكار أو سياسات معينة، فلا يقتصر التطرف على دين معين أو أيديولوجيا محددة، فكما أن هناك جماعات وحركات متطرفة تنتمي للإسلام هناك جماعات وحركات أيضا تنتمي للمسيحية واليهودية وغيرها من الأديان، كذلك هناك حركات وأحزاب سياسية متطرفة حسب تعريف المصطلح ومن بين هذه الحركات "النازيون الجدد".
ذكرت مصادر قضائية في فرنسا، الثلاثاء 11 يونيو 2019، أن الشرطة فككت خلية من النازيين الجدد، متهمة بالتخطيط لشن هجمات على أماكن عبادة يهودية أو إسلامية. وقال مصدر مقرب من التحقيق إن 5 أعضاء من المجموعة يتبنون "أفكار النازية الجديدة" وُجهت إليهم تهم في الفترة ما بين شهري سبتمبر ومايو حول المؤامرة المزعومة التي لا تزال "غير محددة بدقة". وأضاف المصدر أن "التحقيق أشار إلى أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم غير محدد، من المحتمل أنه كان يستهدف أماكن العبادة"، بما في ذلك العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية، وعدد من المساجد.
وقالت صحيفة "ذا لوكال" الفرنسية إن من بين المشتبه بهم، مساعد شرطة متطوعا عمره 15 عاما، ويعتقد أن الاعتقالات تمت بين سبتمبر 2018 ونهاية مايو 2019.
وكان المشتبه فيهم قد أطلقوا على مجموعتهم اسم "بلاك بيرد" أو "الطائر الأسود"، وتواصلوا عبر منتدى ناقشوا فيه إمكانات الهجوم.
وأضافت الصحيفة أن التحقيق بدأ بعد القبض على مساعد الشرطة في سبتمبر الماضي، حيث عثر المحققون على بنادق "كلاشينكوف" ومتفجرات ومسدس في منزله، وقادت التحقيقات إلى المشتبه بهم الأربعة الآخرين، اثنان منهم قاصران.
وتولى محققو مكافحة الإرهاب التحقيق في يناير الماضي واتهموا المشتبه فيهم بارتكاب جرائم إرهابية، بما في ذلك صنع المتفجرات ونقلها والمشاركة في مؤامرة إرهابية.
وتتهم بعض الدوائر السياسية حزب "الجبهة الوطنية" ممثل اليمين المتطرف في فرنسا، وهو توجه سياسي فرنسي ذو الإتجاه المعادي للمهاجرين وكل ما لا يدعم الثقافة العامة الفرنسية. شكل الحزب قائدة السابق جان ماري لوبان وهو الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات الفرنسية مع الرئيس السابق جاك شيراك. يترأس الحزب في الفترة الحالية مارين لوبان خلفا لوالدها مؤسس الحزب، وهي تقود لواء حزبها وكل المنظمات "مثال: النازيين الجدد" الداعية لعداء الاجانب والمنحدرين من الثقافات الإسلامية والشرق أوسطية.
من هم النازيون الجدد؟
النازيون الجدد هي حركة متطرفة عنصرية سياسية ايديولوجية توصف ب النازية وتسمى أيضا بالفاشية الجديدة التي نشطت مؤخرا في الدول التي ينتمي غالبية سكانها من البشرة البيضاء في العالم وخاصة في أوروبا وتعرف هذه الحركة انها تتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية .
السياسة الفكرية للنازيين الجدد
يعتبر هذا المنهج الفكري في أوروبا وأمريكا وبعض دول العالم والذي يحمله جماعات ما يسمون بحليقي الرؤوس بمعاداة كل من هو ليس أبيض البشرة ويعيش في بلدانهم كالسود والآسيويين والساميين والشرق أوسطيين وأديان كاليهودية والإسلام بحجة أنهم مهددون بتغيير طبيعة مجتمعاتهم الذي قد يؤدي لانقراض مجتمع البيض، وانتشرت بدول كثيرة في أنحاء العالم.
في بعض البلدان الأوروبية وأمريكا اللاتينية، تحظر القوانين التعبير عن وجهات نظر مؤيدة للنازية أو العنصرية أو معادية للسامية أو كراهية المثلية. وكذلك تحظر الرموز المتعلقة بالنازيين في البلدان الأوروبية (وخاصة ألمانيا) في محاولة للحد من النازية الجديدة.
ألمانيا
تشكل منبع الفكر النازي حيث تتواجد هذه الجماعات من جميع فئات الشعب الألماني ومختلف الاعمار في بعض المدن ويتم دعم هذه الجماعات من بعض الأحزاب السياسية التي يوجد لها نفوذ في البرلمان الألماني ومنها الحزب الوطني الاشتراكي الذي يدعم النازية ويحرض على معاداة المهاجرين من الاتراك والعرب والافارقة والأسيويون وترحيلهم من ألمانيا، وقد امتدت هذه العنصرية بالنسبة لأوروبا الغربية حتى وصلت إلى النمسا، فنلندا، السويد، النرويج، الدنمارك، آيسلند، بلجيكا، هولندا، فرنسا.
روسيا
وفي روسيا حيث يتم دعم هذه الجماعات بالمال والخطابات السرية من الدوما وبعض المسؤولين من الحكومة الروسية والبعض من نواب الكريملن للقضاء على الجاليات والأقليات في روسيا عن طريق بعض المرتزقة والعاطلين عن العمل والشباب وصغار السن والمسرحين من الخدمة العسكرية وخريجي السجون حتى أصبح عددهم في موسكو نصف مليون وأكثر ويتم تدريب هؤلاء على فنون القتال وحرب الشوارع والقتل والاستفزاز والترهيب، وقد حصدت وكالات الأنباء الروسية والعالمية العديد من الأفلام والصور البشعه لهذه الجرائم وبعضها تم عرضه على صفحات الإنترنت واليوتيوب حيث توضح مدى الكراهية التي يكنها ما يطلق عليهم ب "حليقي الرؤوس " الي الاقليات المتواجدة في روسيا عن طريق جرائم القتل والعنف والسرقات ضد الجاليات الشرق اوسطية والافارقة والآسيويون والسياح منهم حتى أصبحت شبه اعتيادية ويومية للشعب الروسي، واخرها فيديو يصور اختطاف اثنان من آسيا الوسطى يتم فيه قطع رأس واحد من الضحايا والآخر يتم قتله عن طريق إطلاق النار على رأسه.
وقد امتد هذا الفكر العنصري بالنسبة لأوروبا الشرقية عن طريق الأتحاد السوفيتي السابق أو المهاجرين الروس أو التأثر بالسياسات الخارجية والداخلية في الوقت الراهن حتى شملت روسيا البيضاء، استونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، أوكرانيا، صربيا، كرواتيا، بلغاريا، التشيك، سلوفاكيا، وحتى في إسرائيل.
الولايات المتحدة
اما النازيون في الولايات المتحدة وغالبيتهم من أصول أوروبية أو المهاجرين من أوروبا فلا يشكلون قوة ظاهرة أو خطر على الجاليات والاقليات هناك ولكن تواجدهم أصبح واضحا بعد أحداث 11 من سبتمبر وكثرة الهجرة الي الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الدول الاتينية والعرب والآسيويون وتنصيب الرئيس الأمريكي باراك اوباما أول زعيم أسود يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت العنصرية في الولايات المتحدة تشمل البشرة السوداء وتم القضاء عليها على يد مارتن لوثر كينغ، ومن أشهر الحركات العنصرية في الولايات المتحدة هي كو كلوكس كلان أو ما يطلق عليها اختصارا بالإنجليزية KKK.
أسباب العنصرية وأهدافها
تتعدد أسباب هذه الحركة العنصريه واهدافها من دولة الي دولة اخري فمثلا :
في بريطانيا يعتبر النازيون الجدد غالبيتهم من هواة تشجيع كرة القدم أو ما يطلق عليهم بال "Hooligaans" الهوليجانز وهم أيضا من حليقي الرؤوس وقد تكون دوافع العداوة والشغب بسبب انتمائهم الشديد لنادي معين أو المنطقة التي ينتمى لها هذا النادي وغالبيتهم العظمى ان لم يكن جميعهم من مدمني الكحول وهواة العراك في الشوارع وأحداث الشغب وتصل أحيانا الي القتل حتى أصبح لهم نمط وتقاليد وأعراف معينه يعيشونها في حياتهم اليومية ويتميزون أيضا في لباسهم التقليدي عن غيرهم من الناس العاديين، وقد أصبحت هذه الفئة تشكل مصدر قلق واحراج كبير الي الحكومة البريطانية والشعب البريطاني بالمناسبات والاحتفالات الأوروبية والعالمية التي تتعلق بموضوع رياضة الرجبي.
وبالنسبة لألمانيا تعتبر النازية وصمة عار للتاريخ الألماني يحاول الغالبية نسيانه وعدم الخوض حتى في نقاشات تدور حول هذا الموضوع أو مجرد التفكير فيه، وهي تعتبر في وقتنا الحاضر جريمة قد يعاقب عليها القانون الألماني بشدة بسبب ما سببته من دمار وحروب ومعاناة لألمانيا وأوروبا، وقد يجعل مجرد السؤال عن هذا الموضوع للشخص الألماني العادي محل إحراج له، ولكن تضل هناك جماعات وأحزاب في ألمانيا ودول اسكندافيا وخاصة فنلندا والدنمارك تتبنى الفكر النازي .
فالبعض من النازيون الجدد في ألمانيا والدول الأسكندنافية يريدون القضاء على الجنس الغير أبيض المتواجد في دولهم أو أوروبا عن طريق ترحيلهم أو وقف الهجرة عنهم، ويعتقد البعض في فنلندا أن 70% من الجرائم والسرقات التي تحصل هي سبب كثرة الأجانب في بلادهم وهم دائما من يكونون أول من تنسب لهم التهم عند وقوعها، كما يتفقون جميعا أيضا على أن هذا الكم الكبير من المهاجرين إلى أوروبا قد يسبب خلل في التركيبة السكانية والنسل أيضا حيث يئمنون جميعهم بأن الأجانب لديهم عادات وتقاليد قد تكون دخيلة وغير مرغوبة في مجتمعهم الأوروبي وخاصة أن كانوا مسلمين أو من دول فقيرة، ويعتبرون هم أيضا من أشد المعارضين على أنضمام تركيا للأتحاد الأوروبي. وهناك بعض الأحزاب التي تدعم وتؤيد هذا الفكر ومنهم الحزب الوطني الأشتراكي في ألمانيا وحزب سومن سيسو الوطني المتعصب في فنلندا وهو من أشدالأحزاب معارضة للهجرة المفتوحة في فنلندا.
وقد حدثت بعض الجرائم في ألمانيا من قبل حزب اليسار المعارض وهم ما يلقبون أيضا بالنازيون الجدد أو حليقي الرؤوس بسبب العنصرية ومنها قتل 3 فتيات تركيات وجرح تسع آخرين في منطقة مولن في نوفمبر 1993 واقتحام بيت عائلة تركية في منطقة سولينجن عن طريق مجموعة حليقي الرؤوس أيضا وقد اسفر هذا الأعتداء عن مقتل اثنان من أصل ثلاثة نساء تركيات وجرح سبعة منهم ، علما بأن هذه الجماعات يحاربها حزب الأنتيفا، وهو حزب معروف تأسس قديما في فرنسا واشتهر في أنحاء أوروبا لمحاربة الفاشية.
وترجع أسبابها في روسيا إلى الاعتقاد بسمو العرق السلافيني صقلب والتوازن الاقتصادى حيث تعتمد الحكومة الروسية أحيانا إلى العمالة الأجنبية والسماح إلى بعض الجنسيات الآسيوية والعربية وبعض دول أفريقيا الفقيرة الي الهجرة لكسب لقمة العيش مما يشكل غضبا عارما في وسط غالبية فئات الشعب الروسي لاعتقادهم بأن الاحقية لهذه الوظائف ترجع الي الشعب الروسي أولا ولا يحق لأي شخص كان أن يأخذ أي وظيفة بدلا من المواطن الروسي حيث قد يسبب هذا الموضوع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب الروسي وعدم استيعاب ميزانية الحكومة لصرف الأموال وانخفاض الرواتب ومن ثم الفقر.
وأيضا هناك الكثير منهم من يكن عداوة كبيرة إلى السياح الأجانب الذين يقصدون روسيا من أجل المتعة الجنسية أو بقصد الزواج حيث يحارب هؤلاء السياح فئة "حليقي الرؤوس" بغرض المال أو التسلية أو باعتقادهم أن الفتاة الروسية يجب أن لا تكون بضاعة رخيصة لكل من يقصد روسيا للجنس أو حتى الزواج لكي يحافظون على نسلهم الأبيض أولا والروسي ثانيا.
وأما البعض الآخر فلديه دوافع سياسية ومنها العداوة والكراهية ضد المسلمين بسبب حرب القوقاز بين روسيا والشيشان حيث انه الشيشان غالبيتهم من المسلمين الانفصاليين عن روسيا الذين يريدون استقلال مقاطعة الشيشان بدعم من المجاهدين المسلمين والقاعدة وبسبب هذه الحرب راح ضحيتها الكثير من الأرواح بين الطرفين.
بينما اقتصرت العنصرية النازية في بولندا بين جماعات الهوليجانز وهم من يشكلون الغالبية من الشباب البولندي وقد تم وصفهم بأنهم الأكثر وحشية من بين هواة تشجيع كرة القدم في أوروبـا، أيضا وقد عرف عن وزير الرياضة البولندي في برنامج روس كمب من قناة ال بي بي سي البريطانية أنه كان عضو سابق من جماعات حليقي الرؤوس وهو الداعم الأكبر لجماعات الهوليجانز في بولندا. وغالبا ما يصادف الأجانب من السياح والأقليات المتواجدة في بولندا من الشرق أوسطيون والآسيويون والأفارقة والمسلمين واليهود بعض المضايقات والنظرات والشتائم من هؤلاء الجماعات وقد تصل إلى العنف أو القتل أحيانا.
وقد تزايدت العنصرية في بولندا أيضا ضد المسلمين والعرب بعد أحداث 11 من سبتمبر والهجمات على أوروبا وتواجد الجيوش البولندلية ببعض دول الشرق.
ويعتبر النازيون في كرواتيا وصربيا هم من أشد النازيين عداوة في أوروبا ضد المسلمين واليهود والشعوب السامية، فهناك الحزب اليميني التابع للاتحاد الديمقراطي الكرواتي الذي يستمد قوته من الحركة الثورية الكرواتية "اوستاشا" التي أسسها أنتي بافليك حيث أسس حزبه الفاشي الكرواتي وتحالف مع الحكومة النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية وتوفي في مدريد سنة 1959م.
وقد تكون أسباب هذه العنصريه أسباب سياسية مثل الانتساب لهذا الحزب أو حرب البلقان ضد المسلمين في البوسنة والهرسك أو دوافع دينية مسيحية متطرفة، وعرف عن صربيا أيضا بأنتشار النازية هناك بشكل واسع جدا وملحوظ.