بوابة الحركات الاسلامية : بتعليمات إخوانية "السراج" يطرح مبادرة لحل الأزمة الليبية (طباعة)
بتعليمات إخوانية "السراج" يطرح مبادرة لحل الأزمة الليبية
آخر تحديث: الإثنين 17/06/2019 11:57 ص فاطمة عبدالغني
بتعليمات إخوانية
طرح رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج مبادرة لحل الأزمة الليبية أمس الأحد 16 يونيو، تتلخص في عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، يتم خلاله الاتفاق على خريطة طريق للمرحلة القادمة والقاعدة الدستورية المناسبة، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية 2019، وتتم تسمية لجنة قانونية مختصة لصياغة القوانين الخاصة بالاستحقاقات التي يتم الاتفاق عليها، وتشكيل لجان مشتركة بإشراف الأمم المتحدة، من المؤسسات التنفيذية والأمنية في المناطق كافة، لضمان توفير الإمكانات والموارد اللازمة للاستحقاقات الانتخابية، بما في ذلك الترتيبات الأمنية الضرورية لإنجاحها
المبادرة أعلنها السراج من قلب العاصمة الليبية طرابلس وسط حراسة المليشيات الارهابية المسيطرة على المدينة، الأمر الذي أثر على مصداقيتها وأفقدها قيمتها قبل أن ترى النور، خاصة في ضوء إصرار المليشيات على عرقلة تفعيل أي بند يقضي بحلها وتسليم أسلحتها للدولة.
 وفي هذا الإطار أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبدالله الثني، أن السلام في ليبيا لا يستقيم في ظل وجود الميليشيات، ووصف الثني المبادرة التي طرحها السراج بأنها جاءت في ظل التقدم الذي يسجله الجيش الوطني في طرابلس. 
واعتبر الثني أن المبادرة  جاءت "في الوقت الضائع"، قائلا: "كان عليه أن يقترحها عام 2016، عندما شكلت حكومة وحدة وطنية حظيت بدعم دولي، إلا أنه لم ينفذ تعهداته بموجب اتفاق الصخيرات، وخصوصا ما يتعلق بحل الميليشيات وتسليم أسلحتها واندماجها في مؤسسات الدولة الرسمية".
وأوضح الثني أن طرح السراج "جاء بعد إدراكه تخلي المجتمع الدولي عنه، وعجز الميليشيات عن الصمود أمام تقدم الجيش الليبي في طرابلس".
كما اعتبر الثني أن السراج "ليس صاحب قرار وسلطة حقيقية، لأن من يمتلك ذلك هم الميليشيات الإرهابية التي تستغل واردات النفط في أعمالها التخريبية".
وقال عضو مجلس النواب الليبي، رئيس لجنة الرقابة، النائب زايد هدية: إن البرلمان يرفض أي مبادرة يكون السراج طرفاً فيها، مشدداً على أنه لا حوار مع الإخوان والميليشيات المسلحة والإرهابية التي تقودها شخصيات مطلوبة للعدالة الدولية.
وأكد النائب في البرلمان الليبي علي التكبالي عجز رئيس المجلس الرئاسي عن تنفيذ أي اتفاق بسبب من وصفهم بـ"عصابات الداخل" في طرابلس وبعض الدول الخارجية، متهماً السراج بمحاولة شق الصف وإطالة أمد حكومته.
وانتقد عضو مجلس النواب الليبي صالح افحيمة، خطاب السراج، واصفاً إياه بالمتناقض وبأنه يدعي إطلاقه مبادرة من أجل الوصول إلى توافق حقيقي بين جميع الأطراف من دون إقصاء، ثم يبني خطابه على مفردات إقصائية وجمل تحريضية، سرعان ما تتكشف الغاية من ورائها في نهاية الخطاب، مضيفاً: "التشدق بالدولة المدنية تحت ظلال بنادق الميليشيات أصبح مادة دسمة للتندر في كل الأوساط الشعبية والرسمية المحلية منها والدولية، لذلك فتركه أولى".
وفي غضون ذلك أكد زعيم حزب الائتلاف الجمهوري، عز الدين عقيل أن المبادرة فارغة من أي محتوى، وأتت صدى لإصرار المليشيات على التطرف، وأوضح أن السراج مغلوب على أمره، ويردد تمليه عليه المليشيات، وأضاف عقيل: "ما طرحه السراج، يعكس عمق أزمته واقتراب دحر المليشيات".
من ناحية أخرى قالت مصدر من الجيش، إن ما طرحه السراج هو موقف الإخوان التي تقف وراء كل الجرائم بحق الليبيين، مشيراً إلى أنّ المبادرة تهدف لتمكين قوى التطرّف، وإعطاء المليشيات فرصة التقاط أنفاسها.
وذكرت شعبة الإعلام الحربي، أن لا حوار إلا في محاور القتال، وأنّ الانتخابات ستكون مباشرة بعد تحرير طرابلس. وأضافت: "السراج أعد مبادرته بتعليمات الإخوان، بحثاً عن حل للخروج بأي مكسب للإرهابيين، بعدما تيقنوا ألّا أمل في أي تراجع الجيش، وفشل اللعب على وتر الفتن".
يشار إلى أن السراج وقبل أن يطرح مبادرته، أكد أن قواته استطاعت صد هجمات الجيش الليبي على العاصمة طرابلس بل وألحقت الهزيمة به.
غير أن الواقع الميداني على الأرض يقول العكس، فمطار العاصمة الرئيسي على سبيل المثال لا يزال تحت سيطرة الجيش الوطني، وذلك بعد تمكن الجيش من صد أكثر من 27 هجوما فاشلا للميليشيات الإرهابية لاستعادة المطار.
وعلى صعيد متصل، أكد قائد غرفة عمليات القوات الجوية الليبية اللواء محمد المنفور، تدمير أسلحة وذخيرة في منطقة تاجوراء تقدر بنحو 200 مليون دينار ليبي، وذلك خلال ضربة جوية دقيقة وجهها سلاح الجو إلى أحد أكبر المخازن مساء السبت.
وقال المنفور إن سلاح الجو العربي الليبي دمر أسلحة تركية تم نقلها من مدينة مصراتة إلى منطقة تاجوراء، وذلك بعد تتبع عملية نقل شحنة الأسلحة والذخائر بدقة. وكان سلاح الجو التابع للجيش الليبي قد استهدف معسكر ما يعرف بـ"الشهيدة صبرية" في تاجوراء وتدمير محتويات المخازن التي تضم ذخيرة وآليات عسكرية.
ولفت المنفور إلى أن استهداف مخازن الذخيرة يأتي نتيجة استطلاع وعمل استخباراتي مكثف ودقيق لأيام عدة أعقبه تنفيذ سلاح الجو الليبي للضربات بعد تحليل المعطيات.
 فيما أكدت مصادر استخباراتية ليبية أن قادة محاور القتال التابعين لحكومة الوفاق الوطني قد طالبوا رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بدعم عسكري عاجل إلى القوات.