بوابة الحركات الاسلامية : أعضاء حركة الشباب الصومالية بين القتل واعادة التأهيل برعاية أممية (طباعة)
أعضاء حركة الشباب الصومالية بين القتل واعادة التأهيل برعاية أممية
آخر تحديث: الأحد 23/06/2019 02:08 م حسام الحداد
أعضاء حركة الشباب
قتل الجيش الصومالي خمسة من مقاتلي حركة الشباب وجرح عدة آخرين خلال قتال عنيف مع الجماعة أمس السبت 22 يونيو 2019، في إقليم باي بجنوب الصومال. 
وقالت مصادر بالجيش الوطني الصومالي إن القتال اندلع بعد أن حاولت حركة الشباب نصب كمين للقوات التي غادرت بلدة بوركابا إلى بلدة بيدوا. 
ولم يوضح ما إذا كانت هناك بعض الخسائر في صفوف جنود القوات الصومالية.
وفي حادثة منفصلة، نصبت حركة الشباب كمينًا للقوات الإثيوبية التي كانت تسير على طول طريق بورهكابا-بيدوا. 
ومن جانبها، زعمت حركة الشباب أنها قتلت العديد من الجنود الإثيوبيين خلال الهجوم.
وحركة الشباب الإسلامية هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري. وتتهم من عدة أطراف بالإرهاب بينها الولايات المتحدة الأمريكية، النرويج والسويد.
الحركة التي تأسست في أوائل 2004  كانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف بـ"تحالف المعارضة الصومالية".
لا يعرف تحديدًا العدد الدقيق لأفراد هذه الحركة إلا أنه عند انهيار اتحاد المحاكم الإسلامية التي خلفتها حركات إسلامية من قبيل حركة الشباب قدر عدد الأولى بين 3000 إلى 7000 عضو تقريبًا. ويعتقد أن المنتمين إلى الحركة يتلقون تدريبات في إريتريا حيث يقيمون لستة أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات.
كما أن هناك من يقول بأن تلك الحركة تمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال. كما يتواجد مقاتلين أجانب مسلمين داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في (جهاد) ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الصليبيين الإثيوبيين. كذلك تقوم عناصر تابعة للحركة بالقيام بالتفجيرات الانتحارية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق العقيد عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير "بالمرتد الكافر".
ومؤخرا كشف تقرير للأمم المتحدة أن حركة الشباب المجاهدين تصنّع المتفجرات على أيدي مقاتليها، وبكميات كبيرة وفتاكة.
وتمثل هذه المعلومات بحسب وكالة رويترز ضربة قاصمة للجهود المدعومة دوليًا لمحاربة حركة الشباب المجاهدين التي نفذت مرارًا وتكرارًا هجمات في شرق إفريقيا وشنت العشرات من الغارات في الصومال هذا العام على الرغم من الزيادة الكبيرة في الغارات الجوية الأمريكية التي تستهدف الحركة.
وجاء في التقرير السري للجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن الصومال :”إنها المرة الأولى التي تشير فيها تحاليل ما بعد التفجيرات إلى تحول واضح في أساليب صناعة المتفجرات على أيدي الشباب المجاهدين، حيث تحولوا من استخدام المتفجرات من المنتجات العسكرية إلى صناعتها محليا بأنفسهم”.
وتشير المعلومات التي جمعتها مجموعة الخبراء من مخلفات عدد من الذخائر المتفجرة، إلى وجود صلة محتملة بين تطوير حركة الشباب لصناعاتها للمواد المتفجرة وتواتر الهجمات المتزايدة في العاصمة مقديشو.
وأوضح التقرير بأن نتائجه اعتمدت على تحليل مواد 20 هجومًا على الأقل منذ يوليو 2018. كما أن إجراء التحاليل تم على أيدي خبراء في مجال المتفجرات، بحسب ما عرض التقرير ، كخدمة مكافحة الألغام التابعة للأمم المتحدة ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وخبراء لم يُكشف عن أسمائهم وإنما تم تمييزهم بتواريخ المقابلات التي أجريت معهم بهذا الشأن.
من جانبها رفضت لجنة الأمم المتحدة التعليق على هذه النتائج.
كذلك قال اللفتنانت كولونيل تشارلز إمبياخا، المتحدث باسم قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “أميصوم” بأنه لا يمكنه التعليق على هذه النتائح لأنه لم ير التقرير.
تغيير في التكتيكات
إلى تاريخ قريب كانت حركة الشباب المجاهدين تعتمد في الغالب على المواد المتفجرة التي يتم جمعها من المنتجات العسكرية، حيث يتم حصادها عن طريق متخصصين في الذخائر، مثل  الألغام أو قذائف الهاون التي تغنمها الحركة من  الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب أو من قوات أميصوم خلال معاركها.
لكن الهجمات أصبحت أكثر تكرارا  وقوة، ولطالما أثار ذلك شكوك الخبراء في أن القنابل المستعملة من قبل حركة الشباب المجاهدين يتم صناعتها محليا.
وأشار التقرير إلى أن صانعي القنابل في الحركة يخلطون مادة النتروجليسرين شديدة الانفجار مع نترات الأمونيوم أو نترات البوتاسيوم – وكلاهما يستخدم في الأسمدة – والفحم.
وذكر التقرير غارة  لحركة الشباب المجاهدين على موقع تحت الأرض في مقديشو الشهر الماضي سمحت لها بالحصول على مكونات ومواد كيميائية من بينها معجون ألومنيوم يمكن أن يعزز التأثير الحراري للتفجير.
ولا توجد إحصاءات عامة عن التفجيرات في الصومال سواء لدى المؤسسات الأمريكية أو لدى الحكومة الصومالية التي  لا تنشر أي إحصائيات بهذا الصدد.
ويرى المراقبون العبوات الناسفة والعمليات الإستشهادية من أكثر التكيتكات فتكا وتعتمدها حركة الشباب المجاهدين في حربها مع الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب والقوات الإفريقية وحلفائها الدوليين. وهي السبب الأول في ارتفاع أرقام الخسائر البشرية بشكل لافت دون القدرة على تجاوز خطرها.
وعلى صعيد آخر وضمن برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في المنظمة الدولية للهجرة، أعلنت الأمم المتحدة إن 126 من مقاتلي الشباب السابقين قد أكملوا برنامج إعادة التأهيل وهم مستعدون لإعادة الإدماج.
وقد تخرج المقاتلون السابقون من مركز بيدوا لإعادة التأهيل ، في ولاية جنوب غرب الصومال ، يوم الجمعة بعد الانتهاء من برنامج مكثف لإعادة التأهيل.
وقال عدن حسين ، مسؤول المشروع الوطني المسؤول عن برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في المنظمة الدولية للهجرة ، إن برنامج إعادة التأهيل سوف يشجع المزيد من الشباب في حركة الشباب على إلقاء السلاح والمساهمة في السلام في البلاد.
كما قال حسين ، وفقا لبيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال مساء أمس الجمعة: "المقاتلون السابقون تلقوا العديد من دروس التدريب المهني ، من بينها الكهرباء والبناء والخياطة وكذلك اللحام".
ودعا إلى مزيد من الدعم للبرنامج ، قائلاً إن الشباب لا يمكن محاربتهم باستخدام الأسلحة فحسب ، بل وأيضًا من خلال التدريب وإعادة دمج المقاتلين السابقين.
وقال حسين في اشارة الى البرنامج "هذه هي الطريقة المثلى ونأمل أن يندمج الخريجون في المجتمع وأن يكونوا بناءين في مجتمعاتهم".
وقد تلقى خريجو البرنامج ، الذين يتألفون من شباب من مختلف أنحاء البلاد ، التدريب المهني والدعم النفسي في المركز.
كما دعمت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال والمنظمة الدولية للهجرة وشركاء التنمية الآخرون إنشاء مراكز مماثلة لإعادة التأهيل والانتقال في مقديشو وبيليتوين وكيسمايو.
وقال إلياس علي نور ، مدير برنامج جنوب غرب الولاية لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج ، إن البرنامج أثبت نجاحه ، مشيرًا إلى أن مئات الشباب الذين انشقوا عن الشباب قد تم تدريبهم وإعادة إدماجهم في المجتمع.
وقال نور "سنستقبل ونرحب بأيدي أكبر عدد ممكن من المقاتلين".