بوابة الحركات الاسلامية : "حرب الكاتيوشات".. أذرع إيران الإرهابية تهدد أمن العراق (طباعة)
"حرب الكاتيوشات".. أذرع إيران الإرهابية تهدد أمن العراق
آخر تحديث: الأحد 23/06/2019 02:28 م أميرة الشريف
حرب الكاتيوشات..
تتنامي يوما بعد يوم نفوذ الفصائل المسلحة في العراق وسط تزايد القلق الشعبي من توغل هذه الجماعات وعودتها مجددا في ظل تزايد قدرتها على توجيه ضربات صاروخية إلى مقرات الشركات الأجنبية العاملة في البلاد، أو مواقع قوات التحالف العسكرية.
وتسببت تلك المجموعات خلال الأيام القليلة الماضية بإرباك الوضع الأمني في العراق عبر إطلاق صواريخ "كاتيوشا" على المواقع والمنشآت النفطية والعسكرية.
وشهد الأسبوع عدة ضربات بصواريخ كاتيوشا استهدفت مواقع عسكرية تستضيف القوات الأمريكية في مدن الموصل والتاجي، فضلًا عن استهداف مقر تابع لشركات نفطية في البصرة، ما أدى إلى سقوط عدة جرحى.
ومنذ يومين، سقط صاروخ كاتيوشا على مجمع القصور الرئاسية في الموصل الذي يستضيف مجموعة من المدربين الأمريكيين.
وتأتي  الضربات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما يزيد تأزم هذا المشهد المتكرر في العراق، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
هذا التصاعد أعقب ضغوط العقوبات المتزايدة التي فرضتها واشنطن على إيران في الشهور القليلة الماضية، بسبب برنامجها النووي والصاروخي.
ويتشابه هجوم الأربعاء مع غيره من الضربات الصاروخية التي تنوعت بين صواريخ كاتيوشا وقذائف الهاون، واستهدفت قواعد لأفراد في الجيش الأميركي بالعراق ومحيط السفارة الأميركية.
ويقول متابعون إن بصمات وكلاء إيران حاضرة بقوة في مسلسل الهجمات الذي طال العراق مؤخرا، الأمر الذي يعلق عليه رئيس مؤسسة النهرين لدعم الشفافية والنزاهة محمد رحيم بقوله: "إيران تهاجم علنا، ولها نفوذ كبير في العراق، لا يمكن لأحد إنكاره أو إخفاءه، والشعب العراقي مقتنع تماما أن بلده أصبح الحديقة الخلفية لإيران، بفعل مدى نفوذها وهيمنتها على العراق".
وأكدت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، سقوط صاروخ نوع كاتيوشا على شركة حفر الآبار النفطية في منطقة البرجسية بمحافظة البصرة، وقالت إن الهجوم "أدى الى إصابة ٣ أشخاص كحصيلة أولية"، دون إعطاء تفاصيل أخرى. 
وأشارت الخلية الى أن القوات الأمنية ستتخذ "الإجراءات الرادعة ضدها، أمنياً وقانونياً"، مؤكدة أن القوات الأمنية "لن تسمح بالعبث بأمن العراق والتزاماته، وستضرب بيد من حديد كل من تسوِّل له نفسه إرباك الأمن وإشاعه الخوف والقلق وتنفيذ أجندة تتعارض مع مصالح العراق الوطنية". 
ويؤكد عامر الفايز وجود "جماعات خارجة على القانون وأسلحة لدى بعض الأحزاب قد تكون وراء الهجوم في البرجسية"، وكانت قذائف هاون قد سقطت من العام الماضي في محيط القنصلية الأميركية في البصرة، أدت حينها الى إغلاق القنصلية بشكل نهائي.
وقال قائد العمليات اللواء نومان الزوبعي، في بيان، "نطمئن أهلنا في مدينة الموصل أن الصاروخ الذي انطلق هو محلي الصنع"، مبينًا أنه "انطلق من محاذاة الجانب الأيمن وسقط على مسافة بعيدة من أحد المقار الأمنية في الجانب الأيسر".
ووفق مراقبون فإن السلطات العراقية لم تتعامل بشفافية فيما يتعلق بالمعلومات وطبيعة الحركة الدائرة سواء في المواقع العسكرية، أو المنشآت النفطية.
ففي وقت سابق نفت بغداد عزم شركة إكسون موبيل النفطية إجلاء مهندسيها من مواقعهم في محافظة البصرة، لكنها عادت بعد ذلك وأكدت تلك الأنباء.
ووفق وكالة رويترز، قالت ثلاثة مصادر عسكرية عراقية إن القوات الأمريكية تُعد لإجلاء مئات الموظفين العاملين في لوكهيد مارتن وساليبورت جلوبال من قاعدة عسكرية عراقية يعملون بهما متعاقدين، موضحة أن نحو 400 متعاقد من الشركتين يستعدون لمغادرة قاعدة بلد العسكرية شمالي بغداد، التي تستضيف قوات أمريكية وذلك بسبب تهديدات أمنية محتملة.
لكن قيادة العمليات المشتركة العراقية نفت تلك الأنباء وقالت في بيان: إننا نحمي القواعد العسكرية العراقية لضمان سلامة مقاتلينا وسلامة المستشارين والمدربين من القوات الأمريكية وقوات التحالف الأخرى.
وبالرغم من النفي العراقي فيما يتعلق بإجلاء المتعاقدين مع القوات الأمريكية من قاعدة بلد، إلا أن قوى سياسية تعاطت مع تلك التقارير على اعتبار أنها قريبة من الواقع.
وقال القيادي السني البارز أثيل النجيفي إن سياسة العراق الخاطئة أفقدته أهم سلاح يمتلكه لملاحقة الارهاب، فإخلاء الولايات المتحدة لخبرائها في قاعدة بلد يعني توقف إقلاع طائرات F16 وصعوبة ملاحقة الارهابيين في البوادي والمناطق الوعرة
وأضاف النجيفي في تغريدة عبر تويتر: نحن نسير نحو وضع العراق عام ٢٠١٤ وعلى الحكومة العراقية مراجعة الأخطاء قبل فوات الأوان.
ويشير النجيفي بذلك إلى شروط عقد شراء طائرات f 16 ، التي نصت على بقاء مجموعة خاصة من المدربين الأمريكان في القاعدة التي تعد بعيدة نسبيًا عن نفوذ الفصائل المسلحة.
وبالرغم من النفي العراقي إلا أن إجراءات أمنية مشددة فُرضت في قاعدة بلد الجوية، شمال العاصمة بغداد.
من جانبها، كثفت السلطات العراقية إجراءات الأمن في محيط وداخل قاعدة بلد الجوية، التي تضم مدربين أميركيين في اعقاب هجوم بالصواريخ استهدف القاعدة الأسبوع الماضي.
ووفق وكالة أسوشيتد برس،  قال الجنرال فلاح فارس السبت إن الإجراءات تشمل حظر التجول ليلا، مما يعزز الأمن داخل القاعدة وبالقرب منها، وكذلك مراقبة المناطق القريبة، مضيفا أن هذه الإجراءات تنفذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر في الجيش العراقي الجمعة أن القوات الأميركية تستعد لإجلاء وشيك لمئات المتعاقدين الأميركيين مع شركتي لوكهيد مارتن وساليبورت، والذين يعملون في قاعدة بلد شمال بغداد بسبب "تهديدات أمنية محتملة".
وتعرضت قاعدتان عراقيتان أخريان تستضيفان قوات أميركية لقصف صاروخي الأسبوع الماضي في هجمات لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
ووقع هجوم صاروخي يوم الأربعاء قرب موقع تستخدمه شركة الطاقة الأميركية إكسون موبيل على مقربة من مدينة البصرة جنوبي البلاد.
وتأتي الإجراءات الأمنية العراقية المتصاعدة في قاعدة بلد الجوية وسط توترات حادة في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران.
ويري مراقبون أن سقوط تلك الصواريخ يؤشر على "وجود خلل أمني وضعف في منظومة الاستخبارات، تجب معالجته بسرعة".