بوابة الحركات الاسلامية : ردا علي معركة "غريان".. الجيش الليبي يتوعد الأهداف التركية في ليبيا (طباعة)
ردا علي معركة "غريان".. الجيش الليبي يتوعد الأهداف التركية في ليبيا
آخر تحديث: السبت 29/06/2019 01:32 م أميرة الشريف
ردا علي معركة غريان..
ما زال الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يواصل مساعيه للقضاء علي الإرهاب والميليشيات المسلحة في ليبيا، وبالأخص مع تدخل حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج لمنع أى تقدم لقوات الجيش في العاصمة طرابلس، وتوعد حفتر بأن الرد سيكون قاسيًا ضد ما أسماه "العمل الجبان والخدعة المبيتة" التي تعرض لها الجيش في مدينة غريان.
وقال حفتر، في رسالة وجهها إلى أهل غريان فجر اليوم السبت، ونشرتها عدة صفحات تابعة للجيش الوطني الليبي: نطمئن أهلنا في غريان وضواحيها الذين وقفوا إلى جانب قواتنا المسلحة وهتفوا لها بمحض إرادتهم وهي تقطع المسافات الطويلة في مهامها ضد الجماعات الإرهابية داخل بلادنا الحبيبة، بأن الرد سيكون قاسيًا من القوات المسلحة اعتبارًا من هذه الليلة ضد العمل الجبان والخدعة المبيتة، ضد من قام بتصفية وهدم بيوت الشرفاء بمدينة غريان.
وقال إنه يشد على أيدي الجنود المرابطين في جبهات القتال لمقارعة الإرهاب، وأقول لهم: لا تؤثر عليكم أعمال الخونة المندسين في زهق أرواح الأبرياء في مدينة  غريان وضواحيها، وإن النصر قريب بعون الله، لأن قتالكم للإرهاب من أجل الشعب وحتى تكون بلادكم ذات سيادة برية وبحرية وجوية ضد أي عدوان غاشم.
وكانت أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الميليشيات المسلحة في طرابلس، أنها بسطت نفوذها على مدينة غريان، التي يسيطر عليها الجيش منذ بداية عمليته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس قبل أكثر من شهرين ونصف، وذلك بعد معارك دامية أسفرت عن مقتل وجرح عشرات العناصر من الجانبين.
وواصل سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي قصف أهداف للميليشيات في غريان ليل وفجر السبت، ووجه عدة ضربات لمعسكر الثامنة الواقع بمنطقة كمون في المدينة، موقعًا خسائر فادحة في  صفوفها.
ويسعي الجيش الليبي لعودة الأمن والاستقرار للبلاد، حيث طرح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، مبادرة لحل الأزمة في البلاد "بعد أن يستعيد الجيش السيطرة على العاصمة طرابلس".
ويشن سلاح الجو الليبي هجمات متواصلة منذ يوم الأربعاء تستهدف آليات وأماكن تمركز المليشيات في غريان وخصوصا معسكر الثامنة  حوالي 10 غارات: من الضروري أن نستمر بالقصف وتمهيد الطريق قبل بدء الهجوم لاستعادة غريان.
ووفق تقارير إعلامية فإن ميليشيات غريان تتبع ما يسمى قائد الجبهة الغربية لرئاسة أركان حكومة الوفاق أسامة الجويلي، وأخرى من مليشيات عبدالرحمن السويحلي المصراتية، والكتيبة 160 لقائدها المليشياوي محمد الحصان وقوة حماية غريان المتكونة من تحالف مليشيات محلية، والكتيبة 301 التابعة لمليشيا الحلبوص المصراتية، فضلًا عن مرتزقة تشاديين وأفارقة من جماعة حسن موسى التباوي .
واتخذ الجيش الوطني الليبي قرارًا باستهداف السفن التركية في المياه الليبية، إضافة إلى عمل قواته على منع الرحلات التجارية الجوية من ليبيا إلى تركيا.
وقال المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، إن قواته ستحظر أي رحلات جوية تجارية من ليبيا إلى تركيا وستكون السفن التركية في المياه الليبية هدفًا مشروعًا لنيران الجيش الليبي.
واتهم المسماري كلًا من قطر وتركيا بالتدخل المباشر بمعركة طرابلس، مشيرًا إلى الغطاء الجوي الذي وفرته تركيا بوساطة طائرات مسيرة لدعم اقتحام المليشيات لمدينة غريان واحتلالها.
وقال المسماري إن هناك أوامر باستهداف أي أهداف تركية على الأراضي الليبية، وكذلك كل من يتعامل مع تركيا، مضيفًا أن قوات الجيش ستعمل على اعتقال جميع الأتراك على الأراضي الليبية.
وبشأن التطورات العسكرية، أكد المسماري أن قوات الجيش الليبي ستعمل على اقتحام مدينة غريان لتحريرها من قبضة المليشيات، مشيرًا لصد قوات الجيش محاولات مليشيات طرابلس التقدم إلى منطقة السبيعة.
وأعلن الجيش الليبي أن قواته تمكنت من دحر المليشيات المتطرفة ومنعهم من التقدم إلى منطقة السبيعة أحد الخطوط الأمامية للجيش الليبي جنوب العاصمة طرابلس.
وأضاف الجيش الليبي، في بيان له أن المليشيات تكبدت خسائر فادحة في معداتها وأفرادها، وأن القوات المسلحة طاردتها داخل منطقة العزيزية.
وأعاد الجيش الليبي تأكيده على أن "معركته ضد الإرهاب وصانعيه من تنظيم الإخوان ليست مجرد معركة مع مليشيات مختلفة الأيديولوجيات يجمعها نهب البلد فقط بل هي معركة ضد تنظيم تدعمه دول يحكمها هذا التنظيم الذي يقاتل بشراسة كي يبقى جاثما على صدور الليبيين بمليشياته".
وأشار الجيش الليبي إلى "إيمانه الكامل بحتمية انتصاره ضد الإرهاب نتيجة لسعيه لتدعيم سيادة ليبيا والتصدي للسرقة"، مؤكدا أن "المعركة معركة مصير وأن المليشيات لن تستسلم بسهولة خاصة مع دعم دول صناعة الإرهاب للمليشيات".
ويعتبر جنوب طرابلس إحدى أهم مناطق الاشتباكات بين المليشيات والجيش الليبي، إذ يعتبر خط الإمداد للجيش، وتصدى الجيش الليبي، الخميس، للهجوم الـ36 للمليشيات الإرهابية على محوري كوبري المطار والكزيرما ومطار طرابلس الدولي.
وتعد غريان أكبر مدينة في الجبل الغربي من حيث عدد السكان والمساحة، وهي معبر حيوي لسكان الجبل الذين يتخطّى عددهم نصف مليون نسمة في طريقهم إلى العاصمة طرابلس.
وتدعم أنقرة حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بينما تدعم السعودية والإمارات الجيش الوطني الليبي الذي يشنّ منذ مطلع أبريل هجوماً للسيطرة على طرابلس.
وغرقت ليبيا في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتفاقمت حدة الأزمة مع بدء حفتر في 4 ابريل عمليةً عسكريةً للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق.
وبعد تقدّم سريع، تعثّرت قوات حفتر على أبواب طرابلس في مواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق التي سدّدت لها ضربة موجعة الأربعاء بسيطرتها بشكل مفاجئ على مدينة غريان.
وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلاً على الأقلّ وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.
ودشن الجيش الليبي معركة "طوفان الكرامة" في 4 أبريل الماضي، لتطهير العاصمة طرابلس من قبضة الميلشيات الإرهابية التابعة لقطر وتركيا، حيث نجح الجيش الوطني الليبي في استعادة معظم المناطق في طرابلس.