بوابة الحركات الاسلامية : تجنيد الأطفال.. سلاح الحوثي الأخير لتنفيذ مشروع إيران باليمن (طباعة)
تجنيد الأطفال.. سلاح الحوثي الأخير لتنفيذ مشروع إيران باليمن
آخر تحديث: الإثنين 08/07/2019 12:32 م فاطمة عبدالغني
تجنيد الأطفال.. سلاح
دعا قائد المقاومة الوطنية اليمنية العميد طارق محمد عبدالله صالح آباء وأمهات الأطفال والشباب في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا إلى الحفاظ على أبنائهم من الاستقطاب الحوثي خلال فترة الإجازة الصيفية، مشيرًا في ذلك إلى المراكز الدينية التي أنشأتها المليشيات للاستقطاب والتجنيد.
وخاطب طارق صالح الآباء والأمهات عبر تغريدة على تويتر بالقول: "إن المكان الطبيعي لأطفالكم هو منازلهم ومدارسهم والمعاهد والأندية والمراكز الثقافية، وليس دكاكين الموت الحوثية التي لا تكترث بحياتهم ومستقبلهم ولن تعيدهم إليكم إلا أشلاء خدمة لمشاريع أسيادهم في طهران".
وتسعى مليشيا الحوثي لاستقطاب الطلاب لمراكزها الصيفية لتلقينهم الفكر الطائفي خدمة للمشروع الخميني الإيراني التوسعي في المنطقة.
وتأتي مناشدة طارق صالح بعد دعوة أطلقها رجل إيران في اليمن عبدالملك الحوثي يحث فيها الآباء والأمهات على الدفع بأبنائهم للالتحاق بالمراكز الصيفية بعدما تبين وجود عزوف في ذلك، وسط مخاوف الآباء من تجنيد أبنائهم ونقلهم إلى جبهة القتال.
ووفقًا لمصادر محلية فإن مليشيا الحوثي منعت إقامة مراكز صيفية في المدارس الأهلية في العاصمة صنعاء، بذريعة عدم تقيدها بالمناهج التي عممها الحوثيون على المراكز الصيفية في المدارس الحكومية.
 وأكدت المصادر أن الحوثيون أعدوا مقررات ومناهج طائفية محددة، وقاموا بتوزيعها على نحو 400 مركز صيفي في مدارس صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم.
 وأشارت المصادر إلى أن الحوثيون يعملون من خلال المراكز الصيفية على غسل أدمغة الأطفال وتلقينهم أفكار تعبويه خاطئة تحوي فكرًا جهاديًا محرفًا، ثم يقومون بإرسالهم إلى جبهات القتال.
 ويعتبر تجنيد الأطفال سلاح إيراني خفي للسيطرة والنفوذ كما ان تجنيد الأطفال سلاح الحوثي الأخير لتنفيذ مشروع إيران باليمن والمنطقة العربية كامله. 
وفي السياق ذاته حذر الخبير الأمني المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، د. مانع بن نايف التميمي، من أن الصمت الدولي على تجنيد الميليشيا الحوثية للأطفال، سوف ينشئ جيلاً كاملاً من المقاتلين خارج نظام الدولة، ما يجعل اليمن مستقبلاً، بؤرة إرهاب يصعب السيطرة عليها، حتى بعد انتهاء الحرب الحالية، واستقرار الأوضاع في البلاد، بل إن الأمر قد يستعصى حتى على الدول الإقليمية، وعلى المجتمع الدولي.
وأوضح التميمي أن السعودية أدركت خطورة ذلك على مستقبل اليمن وجيرانه، فأنشأت مركزاً لتأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب اليمنية، يموله مركز الملك سلمان للإغاثة، إلا أن تزايد أعداد الأطفال المجندين، قد يفوق قدرات المركز وإمكاناته. 
مشيراً إلى أن من ينجو من الموت من هؤلاء الأطفال، إما أن يكون مصاباً في جسده أو مصاباً بصدمات نفسية متفاوتة، كالعدوانية والانطواء والشرود الذهني والخوف، والآثار النفسية الأخرى التي ترافقهم لفترات متفاوتة، قد تطول إذا لم يتم إعادة تأهيلهم التأهيل النفسي العلمي السليم.
من ناحية أخرى دعا أستاذ القانون الدولي الإنساني، والباحث السياسي د عبد الرحمن الناصر، إلى ضرورة تشكيل لجان دولية للتحقيق في قضية تجنيد الحوثيين للأطفال واستخدامهم في الحرب، كما طالب بمشاركة أكثر فعالية وتأثيراً للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال، وبقية المنظمات الدولية المعنية، ومنها مجلس حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، لوقف تجنيد أطفال اليمن، من خلال استدراجهم أولاً إلى مخيمات ومراكز صيفية، هدفها الشحن والتعبئة الطائفية، التي تستهدف عقول الأطفال والشباب لتحويلهم إلى قتلة جدد.
وأوضح الناصر أنه إلى جانب الاستدراج عبر المخيمات والمراكز الصيفية، فإن تفشي حالة الفقر قد أجبر بعض الأسر اليمنية على الدفع بأطفالها للانخراط في صفوف المقاتلين، سواءً بشكل إجباري أو اختياري، وهو في كلا الحالتين يعد انتهاكاً لحقوق الطفولة، مشيراً إلى أن المليشيا الحوثية تحاول تعويض خسائرها البشرية بتجنيد الأطفال وتدريبهم على استخدام السلاح، ثم الدفع بهم إلى صفوف القتال.
ومن جهتها، أشارت الباحثة الاجتماعية هدى الشعلان، إلى أن الاستنفار الذي تقوم به الميليشيا الحوثية حالياً، بأخذ الأطفال طوعاً أو كرهاً من أسرهم إلى المراكز الصيفية الطائفية، هو استمرار لسياساتهم خلال الخمس سنوات الماضية، والتي تهدف إلى غسل أدمغة الأطفال والشباب في صنعاء، وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بأفكار طائفية عنصرية، تمهيداً للدفع بهم إلى صفوف القتال بدواعي الدفاع عن الوطن.
وأوضحت الشعلان أن أحدث إحصاءات الحكومة الشرعية في اليمن، تفيد بوجود 23 ألف طفل مجند من قبل مليشيا الحوثي منذ اندلاع الحرب، منهم 2500 طفل منذ بداية 2018، مشيرة إلى أن طبيعة المجتمع اليمني التي تتباهى بحمل السلاح وتمجد الرجولة المبكرة، إلى جانب تفشي الأمية والفقر، قد ساعدت المليشيا على استقطاب آلاف الصغار إلى صفوفها، بعد إخضاعهم لعمليات تثقيف طائفي مكثف في مراكزها الصيفية المزعومة.