بوابة الحركات الاسلامية : داعش وإمكانات العودة (طباعة)
داعش وإمكانات العودة
آخر تحديث: الإثنين 12/08/2019 01:21 م حسام الحداد
داعش وإمكانات العودة
قتلت قوة أمنية تتبع لـما يعرف بـ "هيئة تحرير الشام"، أو النصرة سابقا، التابعة لتنظيم القاعدة، خلال عملية دهم مساء أمس الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٩، قياديين اثنين من "داعش" أحدهما يشغل "والي إدلب" عقب اندلاع اشتباكات معهما أثناء محاولة اعتقالهما.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض بأن قياديي "داعش" قتلا أثناء عملية دهم لمنزل تتواجد به خلايا نائمة تابعة للتنظيم على أطراف مدينة سلقين الواقعة على الحدود السورية التركية مع لواء اسكندرون غرب إدلب.
وتتهم "النصرة" خلايا "داعش النائمة، بحسب المرصد السوري بالمسئولية عن الانفلات الأمني، ومقتل أكثر من 586 من مقاتلي وقادة "النصرة" والفصائل السورية الأخرى منذ أبريل العام الماضي، في عمليات اغتيال.
وتمت عمليات الاغتيال من خلال السيارات والدراجات المفخخة وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة.
فيما توعّد تنظيم داعش الأحد بتكثيف هجماته على كلّ من التحالف الدولي الذي تقوده ضدّه الولايات المتحدة وحلفائها الأكراد في سوريا، وذلك في شريط فيديو بثّته إحدى قنواته على تطبيق "تلغرام"، هو الثاني منذ هزيمته ميدانياً في مارس الماضي.
وفي الأشهر الأخيرة شنّ التنظيم سلسلة هجمات استهدفت بخاصة القوات الكردية في معاقله السابقة في شمال سوريا وشمال شرقها.
وفي 23 مارس أُعلن سقوط "الخلافة" التي أعلنها التنظيم في عام 2014 وذلك بعد طرده من آخر معقل له في شرق سوريا إثر هجوم شنّته قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف في قسمها الأكبر من مقاتلين أكراد والمدعومة من التحالف الدولي.
لكنّ التنظيم لا يزال حاضراً من خلال مقاتلين و"خلايا نائمة" منتشرين في عدد من مناطق البلاد. ومؤخّراً أفاد تقرير لوزارة الدفاع الأميركية بأن التنظيم "يعاود الظهور" في سوريا.
وفي فيديو نشره الأحد خاطب التنظيم أنصاره في الرقة ودمشق وإدلب وحلب، قائلاً إن "المعركة بيننا وبينهم قد أوقد نارها وسيشتد أُوارها".
واتّهم التنظيم دول التحالف بأنّها "أغرت" خصومه وبينهم الأكراد، مضيفاً "زجّوا بهم في لهيب حرب طاحنة لن تبقي لهم رأسا ولا ذنباً"، مشدّداً على أنّ دماء قتلاه "لن تكون هباء".
ويظهر الفيديو ومدّته حوالي 10 دقائق مشاهد قطع رؤوس وإعدامات لأشخاص قدّموا على أنهم مقاتلون أكراد خطفهم المتطرفون.
ويضمّ الفيديو مقاطع من تقارير تلفزيونية وشهادات تؤكّد أنّ التنظيم لم يهزم ولا يزال متواجداً في سوريا.
وبحسب تقرير البنتاغون فإن التنظيم "رغم خسارته "الخلافة" على الأرض، إلا أنّه عزّز قدراته المسلحة في العراق ويعاود الظهور في سوريا خلال الربع الحالي" من السنة.
وأشار التقرير إلى أن ذلك يأتي مع استكمال واشنطن "انسحاباً جزئياً" من هذا البلد، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي الانتصار على تنظيم داعش وأمر بسحب جميع الجنود الأميركيين من سوريا، في قرار دفع وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس للاستقالة.
ويتضمن فيديو التنظيم صورة ترامب وهو يبرز خارطة للمناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها، وكان الرئيس الأميركي قد استخدمها لإعلان القضاء على "خلافة" داعش.
ويعود آخر فيديو بثّه التنظيم إلى 29 أبريل حين ظهر زعيمه أبو بكر البغدادي بعد خمس سنوات من ظهوره الأول ودعا مبايعيه إلى مواصلة القتال، وقد جاء بث الفيديو بعد نحو أسبوع من اعتداءات سريلانكا التي تبنّاها التنظيم.
وتوعّد حينها البغدادي بعد نحو شهر من انتهاء "الخلافة" التي أعلنها عام 2014، بأن مقاتلي التنظيم "سيأخذون بثأرهم" وبـ"معركة طويلة" مع الغرب.
وأكد التقرير ربع السنوى لوزارة الدفاع المقدم أمام الكونجرس إن "تنظيم داعش انتقل من قوة تمتلك الأراضى إلى مجموعة متمردة فى سوريا، وكثف تمرده فى العراق"، على الرغم من أن ترامب أعلن أن "داعش" قد هزم وانهار.
ويقدر التقرير أن "داعش" يضم حاليا ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل، مشيرا إلى أن الأهم هو أن "داعش" غير طريقة جنى أمواله، فتحول من نظام الضرائب والإيرادات إلى ابتزاز المدنيين، والاختطاف للحصول على فدية، وهذه الطريقة اللامركزية لتوليد الدخل جعلت من الصعب تتبعه.
وحذر التقرير من أن "داعش" وجد مصدرا للعائدات مرة أخرى، عن طريق ابتزاز المدنيين فى البلدين، وعمليات الاختطاف للحصول على فدية، وجنى الأموال من عقود إعادة البناء، وهذه الطريقة اللامركزية لجمع المال، على عكس نظام الضرائب والإيرادات المفصل الذى استخدمه "داعش" خلال فترة قوته، تجعل من الصعب تتبع الدخل.
كل هذا انما يؤكد على محاولات التنظيم استعادة قوته مرة أخرى في سوريا تحديدا رغم الصراع الدائر بينه وبن جبه النصرة المنتمية للقاعدة والتي تتلقى دعما أمريكيا.