بوابة الحركات الاسلامية : "بأسلوب حكيم ولمسة ناعمة".. كازاخستان تعيد تأهيل النساء العائدات من داعش (طباعة)
"بأسلوب حكيم ولمسة ناعمة".. كازاخستان تعيد تأهيل النساء العائدات من داعش
آخر تحديث: الإثنين 12/08/2019 01:33 م أميرة الشريف
بأسلوب حكيم ولمسة
تعاملت كازاخستان مع الداعشيات العائدات من سوريا بعد انهيار التنظيم هناك، بطريقة أكثر ذكاءا وأسلوب أكثر حكمة، علي عكس الكثير من الدول التي تتبع أسلوب الاعتقال والمحاكمة، فبدلاً من أن تقوم السلطات الكازاخية باعتقالهن ومحاكمتهن قامت بإعادة تأهيلهن في مركز يشرف عليه علماء نفسانيون.
ويعد المركز فندقا صغيرا في صحراء غرب البلاد ويزدحم بهؤلاء النسوة اللاتي تعتبرهن حكومات كثيرة مشتبهات بالإرهاب، حيث تسمح كازاخستان للرجال أيضاً بالعودة، رغم أنهم يواجهون احتمال الاعتقال الفوري وعقوبة السجن لـ 10 سنوات، ولذلك لم يقبل العرض سوى عدد قليل منهم.
وأطلقت كازاخستان في يناير الماضي، برنامجا لمعالجة التطرف لدى نساء "داعش"، حيث يقول القائمون عليه إنه يعود بالنفع على النساء والمجتمع الذين سيرجعون للانضمام إليه مجددا.
وجنّد داعش نحو 40 ألف مقاتل أجنبي من 80 دولة حول العالم، جلبوا معهم عائلتهم إلى سوريا والعراق، وفق أرقام الصحيفة الأميركية.
وسلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير لها الضوء على تجربة كازاخستان في استقبال المرتبطين بتنظيم داعش بعد انهياره أمام ضربات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في سوريا.
واختارت الدولة أسلوب تبني "اللمسة الناعمة" في معالجة مسألة رعاياها الذين انضموا لداعش عوضا عن زجهم بالسجن، مخالفة بذلك سياسة الحذر التي تعتمدها الكثير من الدول التي رفضت استقبال رعاياها ممن انضموا للتنظيم الإرهابي.
ومن بين النسوة اللاتي كن في الفندق وقت إعداد تقرير "نيويورك تايمز"، عايدة سارينا (25 عاما)، التي كانت تعتقد أنها ذاهبة في إجازة إلى تركيا، لكنها وجدت نفسها في سوريا، بعد أن تعرضت للخداع من جانب زوجها "الداعشي".
وتقول سارينا (25 عاماً وأم لطفل صغير): يريدون أن يعرفوا ما إذا كنا خطيرات. وبالنسبة لهذه السيدة، فإن الفارق شاسع بين حياتها الجديدة وحياتها السابقة بمخيم اللاجئين في شمال شرقي سوريا. وأفادت سارينا بأن وجود شخص ما يسأل الآن عن شعورها، أمر مدهش حقاً، مضيفة: الأمر هنا كما لو أن أمك نسيت أن تستعيدك من روضة الأطفال، ثم تذكرت فجأة وعادت من أجلك. هكذا يعاملوننا.
وفي المركز العلاجي الذي يحمل اسم مركز النيات الحسنة لإعادة التأهيل يجري تزويد النساء بالمربيات لرعاية أطفالهن، وتقدم الوجبات الساخنة لهن، ويتلقين العلاج من الأطباء وعلماء النفس.
ويقول المنظمون إن المركز أنشئ في يناير الماضي، لمعالجة عشرات النساء اللاتي قد تميل أفكارهن إلى مزيد من التطرف، حال جرى إلقاؤهن في السجن لفترات طويلة. إن الفائدة التي ستعود على المجتمع أكثر بكثير من الفائدة التي ستعود على هؤلاء النسوة.
وأضحت نسبة كبيرة من هذه العائلات بعد انهيار التنظيم، محتجزة في معسكرات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، ويقدر عددهم بنحو 13 ألفا.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن الخبيرة في شؤون التطرف بالمركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي ليسبيث فان دير هايد قولها، إن "الحكومات ليست من المعجبين بتجربة هذا الأسلوب، بسبب المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليه".
وأضافت أن ما هو أكثر من ذلك أن برامج مكافحة التطرف بهذه الطريقة موجودة منذ عقود مضت، لكنها فشلت في إظهار فوائد واضحة.
أما مديرة مركز تحليل النزاعات والوقاية منها، يكاترينا سوكريانسكايا ، فترى أن برامج إزالة التطرف من أذهان معتنقيه لا تقدم أي ضمانات، ولكنها بديلة للسجن أو عقوبة الإعدام لأجل غير مسمى.
ويرفض معظم المحللين وجهة النظر التي تنظر لنساء داعش بوصفهن مجرد شابات لا حيلة لهن، يتعرضن للضرب والإجبار من قبل أزواج إرهابيين، والسبب في ذلك يرجع لأن بعضهن خضن معارك وحملن السلاح بالفعل، موضحين أن التعامل مع نساء داعش بات لغزاً، لأنهن يقعن في منطقة ما بين الضحايا والجناة.