بوابة الحركات الاسلامية : أعلى معدل لهجرة الأدمغة في العالم... هاربون من جحيم الملالي (طباعة)
أعلى معدل لهجرة الأدمغة في العالم... هاربون من جحيم الملالي
آخر تحديث: الجمعة 16/08/2019 11:34 ص روبير الفارس
أعلى معدل لهجرة الأدمغة
الحياة في معتقل كبير يسمي ايران امر صعب  تحت سطوة وقهر الملالي الذين يبطشون  بسلطتهم المستبدة  بكل معارضيهم ويتواكب ذلك مع حالة انهيار اقتصادي وارتفاع اسعار وعقوبات متكررة ومستمرة  الامر الذى جعل  إيران تمتلك  ثاني أعلى معدل لهجرة الأدمغة في العالم، كما أن كثيرًا من الخريجين من الجامعات المعتمدة في الداخل يهاجرون إلى الخارج.

وقد أفادت صحيفة "آفتاب" الايرانية  بأن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، ذكر أن عدد طلاب الجامعة قد انخفض منذ السنوات القليلة الماضية ووصل إلى ما يقرب من 40 ألفًا.

ووفقًا لما ذکره رئيس جامعة طهران، قام 23 ألف خریج من جامعة طهران بتحويل شهاداتهم الأكاديمية إلى الخارج، مما يعني أن غالبية النخبة الجامعية من جامعتي شريف وأمير كبير قد غادروا إيران.

وجاء في تقریر صحیفة "آفتاب" أن أرقام هجرة النخبة التي أعلنت عنها السلطات الرسمية متناقضة، ولكن يمكن القول إنه منذ تولي حكومة روحاني السلطة في عام 2013، زادت حمى الهجرة.
حتى البطاطس
وتشهد ايران ارتفاع جنوني في الاسعار حيث أفاد مرکز الإحصاء الإيراني، في تقرير أخير له، بأن سعر البطاطس والبصل في ربيع هذا العام قد ارتفع بنسبة 500 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وبناء على ذلك، فإن سعر البصل والبطاطس والطماطم يظهر أعلى ارتفاعًا مقارنة مع ربيع العام الماضي.

وفي فصل الربيع الماضي، كان متوسط سعر البطاطس 3.612 تومانًا، والبصل 3.713 تومانًا، والطماطم 2.224 تومانًا. ويمثل ذلك زيادة قدرها 527.9 و 539.2 و 221.6 في المائة على التوالي، مقارنة بالفصل المماثل من العام السابق.
 
وکتب نادر کریمي جوني، في صحیفة "جهان صنعت": "حتى الأطفال لا يستهلكون ما وفروه في صنادیق توفیرهم کما تفعل الحكومة في صندوق التنمية الوطني، من استخدامها لاحتياطيات النقد الأجنبي".

وتابع نادر كريمي جوني أن حكومة روحاني تستنزف على نطاق واسع احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي التي من المفترض أن یتم حفظها للأجيال القادمة، وإنفاق مواردها على بناء البنية التحتية.

وقال الکاتب في صحیفة "جهان صنعت" إنه في السنة الأولى من حكومة أحمدي نجاد، استنزفت الحكومة أيضًا احتياطي العملة، وواجهت انتقادات، وكان بعض وزراء روحاني الآن من منتقدي أحمدي نجاد، في ذلك الوقت، لكن الآن عندما جاء دورهم فإنهم لا یمتنعون عن السحب من الصندوق الوطني للتنمية.

وقال نادر كريمي جوني إنه إذا استمر استخدام احتياطيات النقد الأجنبي للإنفاق اليومي، فسيتم قريبًا نفاد هذه الموارد، ويجب أن يكون لدى الحكومة خطة لتوليد الإيرادات قبل أن تصل موارد النقد الأجنبي إلى الخط الأحمر.قالت مؤسسة أبحاث أمريكية متخصصة إن كارثة اقتصادية يمكن أن تضرب إيران نتيجة تصاعد تأثيرات العقوبات الأمريكية عليها، وإن طهران يمكن أن تؤخر الانهيار من خلال استنزاف احتياطها من العملة الصعبة وتحايلها على العقوبات.

معدل التضخم

وأشارت ”مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات“ في تقرير لها  إلى أن معدل التضخم في إيران قفز الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ 23 عامًا بوصوله إلى 40.4% على أساس سنوي، متجاوزًا مستوى التضخم القياسي المسجل في شهر /نوفمبر عام 2013 والذي بلغ زهاء 36.2%.

صرف الريال الإيراني

ورأى التقرير الذي كتبه مدير الدراسات الإيرانية في المؤسسة، سعيد جاسم نجاد، أن التضخم يمكن أن يواصل ارتفاعه في الفترة المقبلة متوقفًا على عدة عوامل، بما فيها سعر صرف الريال الإيراني، وتدفق العملة الصعبة، ومستوى الصادرات، واستقرار النظام المالي، وقدرة النظام على استيراد المنتجات الاستهلاكية والسلع الرأسمالية الضرورية.

صورة قاتمة

وأوضح التقرير أن التطورات الاقتصادية في الفترة الأخيرة ”ترسم صورة قاتمة“ لما سيكون عليه اقتصاد إيران نتيجة استمرار تراجع الصادرات النفطية، التي تشكل العمود الفقري لاحتياط العملة الصعبة لطهران، لافتًا إلى أن المشكلة ستتفاقم أيضًا بسبب الانخفاض المتواصل في صادرات البتروكيماويات وتضاؤل قدرة البنوك الإيرانية على الحصول على العملة الصعبة من إيرادات صادرات النفط بسببب العقوبات عليها.

خفض الدعم 

وكشف التقرير أن النظام الإيراني يدرس حاليًّا خفض الدعم على بعض السلع الرئيسة ورفع سعر صرف الريال مشيرًا إلى أن تلك الخطوات قد تفيد برامج الإصلاح الاقتصادية في المدى الطويل، لكنها يمكن أن تدفع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية جديدة.
وقال:“قد يكون النظام الإيراني قادرًا على تأخير وقوع كارثة اقتصادية من خلال استنزاف احتياطه من العملة الصعبة وتقليص الإنفاق على مشاريع البنية التحتية ومحاولة التحايل على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.“

الاستثمار الخارجي

وأضاف ”لكن الحقيقة هي أنه بمرور الوقت سيؤدي ذلك إلى تناقص كبير في فرص العمل للإيرانيين، خاصة وأن تلك الإجراءات تعني تراجعًا حادًّا في العملة الصعبة وتدفق الاستثمار الخارجي واستمرار ضعف الواردات من السلع الأساسية.. وهذا بالطبع سيزيد مخاطر حدوث إنهيار مالي شامل.“

التفاوض

واعتبر الكاتب أن قبول إيران بالتفاوض مع واشنطن قد يكون أملها الوحيد لتفادي وقوع كارثة اقتصادية معربًا عن اعتقاده أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يستغل الصعوبات الاقتصادية في إيران وتشديد العقوبات لإجبارها على التفاوض.
وختم قائلًا: ”ينبغي على ترامب أن لا يظهر بأنه بحاجة ماسة لصفقة مع إيران، بل عليه أن يواصل تشديد العقوبات لأن ذلك هو السبيل الأكيد لإخضاعها.“