بوابة الحركات الاسلامية : تأسيس أحزاب منافسة لأردوغان.. انتكاسة جديدة لـ"العدالة والتنمية" (طباعة)
تأسيس أحزاب منافسة لأردوغان.. انتكاسة جديدة لـ"العدالة والتنمية"
آخر تحديث: الجمعة 16/08/2019 12:12 م فاطمة عبدالغني
تأسيس أحزاب منافسة
انتكاسة جديدة لحزب العدالة والتنمية الذي فقد أهم أقطابه حتى الآن، فأصدقاء الأمس صاروا أعداء اليوم، يأتي هذا في إطار الخطوات العملية التي يخطوها رئيس وزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو لتأسيس حزب جديد منافس لحزب أردوغان لينضم للرئيس السابق عبدالله جول ووزير الاقتصاد السابق علي باباجان وقيادات أخرى بدأت تبحث عن فضاءات حزبية جديدة.
وبحسب مصادر مطلعة اعرب مجموعة من السياسيين الداعمين لداود أوغلو على استعدادهم للانضمام للحزب الجديد وافتتاح مقرًا له في 70 محافظة من محافظات تركيا.
وبحسب المراقبين انشقاق أوغلو عن العدالة والتنمية غير مفاجئ فبعد أن مُني الحزب بسلسلة من الهزائم في الانتخابات المحلية في مارس الماضي، أصبح داود أوغلو أحد أبرز من ينتقدون الحزب الحاكم علنًا، وبعد نشره لبيان مطول على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيه مواقف الحزب، زادت التكهنات بأنه يخطط لإطلاق حزب سياسي جديد، غير أنه قال الشهر الماضي أن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيكون أخر ما يلجأ إليه، مما بدد الشكوك مرة أخرى، لكن على ما يبدو سيتخلى داود أوغلو فعلا عن رفيق دربه بعد خيابات أمل عدة، ومن المرجح أن يتبنى الحزب الجديد المبادئ التأسيسية التي قام عليها حزب العدالة والتنمية.
ويرى المراقبون أن انتفاضة أوغلو هذه والتطورات التي عرفتها الساحة السياسية التركية في الأشهر الأخيرة دليل صريح على التصدعات التي يعاني منها الحزب الحاكم ومؤشر على تداعي أعمدته الأساسية. 
كما أن انشقاق أوغلو، ليس هو الأول من نوعه، ففي يوليو الماضي استقال وزير الاقتصاد التركي الأسبق علي باباجان.
ويتداول الإعلام التركي أن علي باباجان، يتحضر لتأسيس حزب سياسي جديد في الخريف المقبل مع الرئيس السابق عبدالله غول وقيادات أخرى بدأت تبحث عن فضاءات حزبية جديدة، بسبب رفضها سلوك أردوغان لتفصيل المشهد التركي على مقاس أطماعه وطموحاته السياسية ناهيك عن الاعتراض على إدارة الحزب والتي حُصرت في أيدي مجموعة أطلق عليها اسم "مجموعة البجع".
وبحسب تقارير صحفية تقتصر مجموعة البجع على عدد محدودة من أهل الثقة لدى الرئيس التركي، وتشمل مجموعة من الساسة والصحفيين والأكاديميين الأعضاء بحزب العدالة والتنمية، حيث أصبحت مقاليد إدارة الحزب في يدهم خاصة بعد استقالة وزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو، حيث يديرون أمور الحزب بعيدا عن القنوات المخصصة لها حسب لوائح الحزب.
وعلى صعيد متصل تشير ليسل هينتز من جامعة جون هوبكينز إلى أن نجاح حزب يؤسسه باباجان "يعتمد على الأرجح على مدى قدرته على تقديم خطط ملموسة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والفوارق الاجتماعية".
وترى أن أمام باباجان "فرصة في تعبئة يمين الوسط التركي، بالاعتماد خصوصا على الاستياء العام من الإثراء الشخصي لقادة حزب العدالة والتنمية بينما الاقتصاد التركي يغرق في أزمة".
ومن ناحية أخرى ترى تقارير صحفية أن حزب بابا جان وحزب أحمد داود أوغلو حال تأسيسهما سيكونان التحدي الأكبر أمام العدالة والتنمية، لأنهما يحظيان بسمعة معتبرة في الشارع السياسي التركي فضلا عن أنهما قد يقوضان وحدة حزب العدالة والتنمية وقاعدته الجماهيرية بجذب كتل نيابية وتصويتية ترفض خيارات وتوجهات الرئيس التركي رئيس حزب العدالة والتنمية"، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول شكل حزب العدالة والتنمية في الأيام المقبلة.