تكبدت ميليشيات حكومة الوفاق الليبية، خسائر فادحة على يد قوات الجيش الوطني الليبي، في بلدة السبيعة، جنوب العاصمة طرابلس. وقال المتحدث باسم الجيش، المنذر الخرطوش، لصحيفة «المرصد» الليبية، إن «المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق تعرضت لخسائر كبيرة على يد الجيش بعد أن قصف بالمدفعية الثقيلة تمركزات لها في محيط منطقة الفروسية».

وارتفعت وتيرة المواجهات بين قوات الجيش الوطني من جهة وقوات الوفاق من جهة أخرى، في مختلف المناطق الليبية، خصوصاً جنوب العاصمة طرابلس، حيث أعلن الجيش صد هجمات كانت نفذتها كتائب الوفاق على عدة محاور. كما أكد أيضاً إحباط محاولات للتقدم في بعض المناطق الواقعة جنوب طرابلس.

وأعلن مسؤول إعلامي باللواء 73 تصدي وحدات الجيش لهجوم قادته تشكيلات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق بمحور كاريزما، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بحسب المسؤول الليبي. في الأثناء، لقي 10 أشخاص مصرعهم فيما أصيب 18 بعد أن نفذ سلاح الجو التابع للجيش الوطني غارة استهدفت تجمعات المسلحين في السبيعة حسب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش العميد خالد المحجوب. وأضاف المسؤول العسكري أن سلاح الجو استهدف أكثر من 13 سيارة مفخخة، إضافة لتدمير دبابة تابعة للميليشيات في المنطقة ذاتها.

وشهدت السبيعة صباح الجمعة، تصعيداً عسكرياً قوياً بين طرفي النزاع انتهى حسب مصادر محلية بوصول تعزيزات للجيش للمنطقة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن طرابلس. أما في الرملة فقد تجددت المواجهات خلف المطار بمنطقة قصر بن غشير جنوب العاصمة الليبية.

إلى ذلك أكد الجيش الليبي تدمير ورشة لصيانة وإصلاح الطائرات تتمركز فيها طائرات قتالية وأخرى مسيرة تم تجهيزها لشن عمليات قتالية ضد قواته. وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إن سلاح الجو استهدف عدداً من مواقع الميليشيات في مختلف الجبهات، ومن بينها مستودع يضم ورشة صيانة وإصلاح الطائرات بمصراتة، تتمركز فيه طائرات قتالية وطائرات مسيّرة يتم تجهيزها لشن عمليات قتالية ضد الجيش الليبي. وأوضح المركز أن سلاح الجو دمر الهدف، وقضى على ما يحويه من طائرات، محذراً من أن اليد الطويلة لسلاح الجو ستستهدف الخونة والعملاء.

ويتهم الجيش الليبي قوات الوفاق بتحويل مطار مصراتة إلى قاعدة عسكرية تركية تدعم وتموّل الإرهاب داخل ليبيا، وهو ما يشكل تهديداً لوحداته وخطورة على سلامة المدنيين، وحذّر من استمرار استضافة منشآت عسكرية أجنبية على الأراضي الليبية.

حذرت تقارير إعلامية وساسة غربيون من تأثير نفوذ الإعلام القطري الذي ينسج تحالفات مريبة ضد خصومه وتبييض وجهه، خاصة بعد أزمة رجل الأعمال الأمريكي إليوت برويدي، .

وتحدثت تقارير أجنبية عن الدعوى القضائية التي رفعها برويدي، رجل الأعمال وجامع التبرعات لحملة الرئيس دونالد ترامب، ضد قطر، واتهمها فيها باختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به واجتزائها ونشرها بغرض تشويه سمعته، بسبب انتقاده الشديد لها، ليتكشف لاحقاً أن كتاب تلك التقارير في الصحف الغربية كانت لهم صلات بعملاء يعملون لصالح قطر.

وأعدت الباحثة الأمريكية إرييل ديفيدسون تقريراً عبر موقع «ذا فيدراليست»، أوضحت فيه أن قضية برويدي تسلط الضوء على المدى الذي يمكن أن تذهب إليه وسائل الإعلام لمهاجمة مواطن أمريكي.

وقالت الباحثة، إن برويدي على مدار العقدين الماضيين كان بين من حذروا من تهديدات الإسلام السياسي، وبينما كان يدعم الحلفاء في الشرق الأوسط للتصدي ل«الإخوان»، كانت قطر تشارك في حملة علاقات عامة مكثفة بهدف تبرئة ساحتها من الإرهاب.

وأوضحت أن «نظام الحمدين» موّل خلال الحملة وسائل إعلام ومراكز أبحاث، فضلًا عن توظيف حاشية كبيرة من جماعات الضغط مقابل ملايين الدولارات شهرياً، لكن كان برويدي يحاول منع الجهود القطرية تلك من كسب ود واشنطن.

ورأت أنه على الرغم من أن برويدي ليس معروفاً للكثيرين خارج الدوائر السياسية، تعتبر قصته إنذاراً بشأن قدرة تأثر وسائل الإعلام بالعملاء الأجانب، بعدما أصبح في 2017 أبرز منتقدي قطر جراء دعمها ل«حماس» وجماعة «الإخوان» .

وأشارت إلى أن تعامل الإعلام مع برويدي، سواء كان نابعاً من رغبة في حماية قطر أو التشهير بترامب، فهو مقلق بشكل بالغ؛ إذ أظهر قبولًا متزايداً بين المراسلين الصحفيين لاستخدام وثائق تم اختراقها ثم إخفاء مصادر قصصهم.

ولفتت إلى أن ما قاله برويدي يطرح صورة خطرة حول اختراق حكومة أجنبية لمواطن أمريكي، في محاولة لإسكاته من خلال تشويه سمعته.

وبالنظر إلى عدد المقالات التي نشرتها «نيويورك تايمز» بشأن برويدي، قالت الباحثة: «يبدو أن المراسل له علاقة طويلة الأمد بأشخاص ارتكبوا جرائم خطرة، ويساعد بشغف حملتهم ضد المتبرع الجمهوري السابق، خاصة أنها تستند لرسائل بريد إلكتروني مسروقة».

وأوضحت أن الشائع بالنسبة للمراكز البحثية، هو تواصل المتبرعين معها بشأن سياسات ورؤى تتسق معهم ويدفعون لهم المال للقيام بذلك، والمراكز حرة في رفض تلك الأموال حال بدا أن رؤى المتبرع تتعارض مع مهمة المركز.

لكن ما ليس شائعاً بحسبها هو تحويل الوثائق المخترقة إلى سلاح استراتيجي لتلك المعلومات عبر الصحافة، مشيرة إلى أن محنة برويدي تسلط الضوء على مخاطر تحيز الإعلام الذي يجعلها عرضة للنفوذ الأجنبي.

(الخليج الإماراتية)