بوابة الحركات الاسلامية : بعد فشله في مشروع اليسار الإسلامي... حسن حنفي يدعو للمصالحة مع الإخوان (طباعة)
بعد فشله في مشروع اليسار الإسلامي... حسن حنفي يدعو للمصالحة مع الإخوان
آخر تحديث: الأحد 25/08/2019 09:41 ص حسام الحداد
بعد فشله في مشروع
اشترك حسن حنفي مع باقي الإسلاميين جميعا في أن المنطلق في المشروع الأيديولوجي السياسي هو منطلق ديني والهدف منه سياسي. وبقطع النظر عن مجالات توظيف قراءة حسن حنفي للنص القرآني أو الحديث النبوي، إلا أن السّكون داخل مربع الفكر الديني بقي سلطان التفكير لدى جماعة اليسار الإسلامي، وهذا الأمر ربما سوف تكون له مآلات في المستقبل، نظرا لثبوت ثنائية دين/سياسة، وهي المناخ الذي تنتعش فيه الحركات الأصولية والإسلام الحركي المعروف اليوم والذي تمكن ـرغم طول السنين- من الوصول إلى السلطة، وأمام حياد سياسي من الإسلاميين الآخرين، أي جماعة اليسار الإسلامي.
من هذا المنطلق تناول حسن حنفي في مقاله الأخير "الذاكرة والتاريخ .. الإخوان والدولة" المنشور صباح اليوم 25 أغسطس على موقع العربي اليوم، وكذلك على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، المصالحة التي أطلقها شباب جماعة الاخوان من داخل السجون المصرية، في محاولة من حنفي للحض على المصالحة وتبنيها من قبل بعض تلاميذه والمثقفين المصريين الا ان الرياح اتت بما لا تشتهي السفن فقد هاجم حنفي العديد من اساتذة الفلسفة الذين يعدون تلاميذ له ونشروا معارضتهم له ولمنهجه كتعليقات على منشورة على موقع التواصل الاجتماعي حيث يقول حنفي في بداية المقال: "العجيب في هذه الإيام، الإصرار على استمرار العداء بين الإخوان والدولة، واستمرار إسالة الدماء لجندي وضابط وشرطي أم لمدني مخالف في الرأي وهارب من الاعتقال والسجن والتعذيب. والأعجب أن كل طرف لا يذكر للطرف الآخر إلا صفحته السوداء، اغتيالات الإخوان وتعذيب الدولة. وكتاب كل طرف مملوء بالصفحات البيضاء كما هو مملوء ببعض الصفحات السوداء للصراع على السلطة وكأنها هي المدخل الوحيد للعمل السياسي." 
ويستطرد قائلا: "ومع ذلك، هناك صفحة بيضاء لا يذكرها أحد. وهى التي تبشر بالأمل فى المستقبل بعد قلب الصفحة السوداء. فقد تعرف ناصر على الجماعة في حرب 1948 في فلسطين. وأعجب بشجاعتهم وجرأتهم فى مواجهة العدو الإسرائيلي. ثم اشتركا معا فى حرب الفدائيين بالقناة 1951 بقيادة كمال رفعت من الضباط الأحرار لتطهير البلاد من الاحتلال البريطاني على ضفاف القناة وفى التل الكبير والمعسكر الأحمر على ضفاف النيل مكان مبنى الجامعة العربية وفندق هيلتون الآن. والآن، إذا كانت هناك صفحة سوداء في الذاكرة والتاريخ بين الإخوان والدولة فإن بها صفحات بيضاء. فهل يستمر سيل الدماء أم تبدأ المصالحة؟ لقد تعلم الجميع من الماضي وآن الأوان لبداية حاضر جديد. إذ يحل شباب الإخوان الآن محل الشيوخ. يدهم ممدودة للمصالحة بدلا من الشيوخ المكبلين بذكريات الماضي الأسود. وقد سرت الشائعات أن المصالحة قادمة ابتداء من 30 يونيو من العام الحالي بمناسبة الذكرى الثالثة للتحرك الشعبي منذ ثلاث سنوات. وفريق الحكومة بقيادة شاب موهوب هو إسماعيل الأزهري. وما أسهل المصالحة لو صدقت النوايا. وليس الهدف هو من يحكم ولكن يحكم لصالح من؟ وقد أرادت بريطانيا تعيين الأفغاني ملكا على السودان ولكنه رفض لأن الحكم للمحكوم وهو الشعب وليس للحاكم وهو السلطان. والهدف من المصالحة هو المحافظة على مصر".
وفي هذه الفقرة كعادته يقوم حنفي بتزييف التاريخ الذي نعلمه جميعا عن تلك الجماعة التي اباحت دماء المصريين كل وقت وكل حين وما زالت قنواتهم تعمل على تحريض العالم على الدولة المصرية وتحريض شبابها على المجتمع المصري، وبمزيد من الزيف والتضليل يحاول حنفي ارهاب الشعب المصري وتخويفه عبر ذكر النماذج التي تحولت فيها الثورات لحرب أهلية فيقول: "يكفى ما حدث من اقتتال في العراق وسوريا وليبيا واليمن، والسماح للقوات الأجنبية بالتدخل لنصرة فريق على فريق فتطول مدة الحرب مثل تدخل الاتحاد السوفيتي في سوريا والذى كان حليفها. وواضح أنه كان حليف النظام وليس حليف الشعب. وتدخل إيران فى العراق وسوريا واليمن لنصرة طائفة على طائفة، الشيعة على السنة وليس دفاعا عن الثورة العربية. وإيران فى النهاية موطن الثورة الإسلامية. والحرب دائرة في مناطق الحضور المصري في الستينيات، سوريا والعراق وليبيا واليمن. يأتي العدوان من الأطراف قبل أن يطعن في القلب. والخوف على لبنان، مهد الثقافة العربية، والبحرين دفاعا عن العروبة. والخوف على استقرار الجزائر والكويت والإمارات من ثورة القبائل في الجزائر، والمهاجرين الأسيويين في الخليج الذين لهم الأغلبية السكانية دون حق المواطنة أو المشاركة في الحكم. وإذا كانت المصالحة مع إسرائيل قد تمت والدعوة لها مستمرة، فهل المصالحة بين العرب أكثر صعوبة؟ وكما تتم المصالحة بين الزوجين تتم المصالحة بين الإخوان والدولة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)".
إلى هنا انتهى كلام حسن حنفي ولكثرة الردود على حسن حنفي وانتقاد ما يدعو إليه ونقضه نأخذ نماذج فقط من الردود حيث يقول الأستاذ سمير لطفي علي: "المصالحة التي يسعي إليها بعض الشباب هي مصالحة ضعف وليست مراجعات حقيقية ... فالمبادرة الحقيقية هي التي قد تأتي ممن هم أحرار ... فكيف بالله عليك أتصالح ممن يعتبر الوطن حفنة تراب .. ممن يسعى للخلافة ويهدم الوطن ممن يوجه كل اسلحته وتخريبه نحو الوطن وليس صد اسرائيل ... ممن يستعدي دول العالم وعلى رأسهم أمريكا ضد مصر ... أعتقد أنه في أي لحظة ضعف ستمر بها مصر لن يتهاونوا في الأنقضاض عليها مرة أخرى .. فهم لا عهد لهم ... عقيدتهم ضد عقيدة الوطن المصري والدولة الوطنية" 
وجاء رد الدكتور حسن حماد استاذ الفلسفة بجامعة الزقازيق مفندا لآراء حنفي حيث قال: "الإخوان جاءتهم فرصة ذهبية بعد 25 يناير ليتحولوا من العمل السري إلي الممارسة الشرعية، لكنهم كانوا يحكمون بوصفهم جماعة سرية ودينية ،والطبيعة الأيديولوجية للجماعة لا تسمح لهم بالعمل مع الفصائل السياسية الأخرى فهم يسلكون بمنطق إما- أو ، إما الإخوان او لا شيء . هذا فضلا عن أن هذه الجماعة تأسست كتنظيم هيراركي يقف المرشد علي قمته وهي لا تؤمن بالوطن كحدود جغرافية ولكن كعقيدة وكما اعلن مرشدهم بصراحة طظ في مصر.
الحل ليس في التصالح مع الإخوان أو السلفيين ولكن الحل في تطهير مصر من هذا الفكر الفاشستي ولا أمل في أي تغيير طالما ان الدولة حاليا غير قادرة علي علمنة مؤسساتها التعليمية والسياسية والثقافية. تحياتي ومحبتي استاذي الكريم د. حسن حنفي".
وفي نفس السياق جاء رد الدكتورة ابتهال سامي على حنفي حيث قالت: "استاذي القدير.. ألم يقدم المصريون للجماعة أكبر عملية تصالح عندما سمحوا لها بالوصول إلى حكم مصر، فماذا كانت النتيجة، هل غيروا تاريخهم؟ "النتيجة أننا لم نزل ندفع الثمن من إرهاب، ومما زرعوه فى مفاصل الدولة، ومن نشر الفتن والأكاذيب، ومن محاولات تمزيق الصف الوطني، بالفعل لقد قدم المصريون أكبر مصالحة للجماعة التي حصلت على شرف حكم مصر عبر ما سمح به قطاع من المصريين فكادت مصر الهوية والتاريخ والثقافة أن تضيع.. استاذي العظيم لا يمكن التصالح مع أيدي ملطخة بدماء الأبرياء
لا يوجد مصالحة بين جماعات ودولة عناصر جماعة الإخوان الإرهابية لا يمكن أن يتخلوا عن أفكار الجماعة ولن يصبحوا تيارا مسالما.. استاذي هذه الجماعات لم تقدم حتى اعتذار رسمي بشأن الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب المصري ومازالوا مستمرين في تنفيذ مخططاتهم علي نفس الوتيرة.. مصر لديها تجربة سابقة حول فكرة الاعتذار أو المصالحة في التسعينات مع الجماعة الإسلامية الذين أعلنوا التوبة عن التطرف وتعديل الفكر كي يخرجوا من السجن وبعدها لم تحدث أي نتيجة إيجابية وسرعان ما ارتدوا إلى الفكر المتشدد.. المصالحة مع الجماعة تعني أننا نضع أيدينا في يد تنظيم داعش الإرهابي.. الشعب المصري أعلن موقفه يا سيدي من الفكر الإخواني في ثورة ٣٠ يونيو ولفظه بشكل تام، ولن يسمح بعودته للحياة مرة أخرى وكل فئات المجتمع المصري أدركت منذ زمن أن هذه الجماعة هي الأب الشرعي للإرهاب".