بوابة الحركات الاسلامية : أفغانستان بين الاتفاق الأمريكي وإرهاب طالبان (طباعة)
أفغانستان بين الاتفاق الأمريكي وإرهاب طالبان
آخر تحديث: الأحد 01/09/2019 01:28 م حسام الحداد
أفغانستان بين الاتفاق
يقع المواطن الأفغاني هذه الأيام في حالة من الانتظار والترقب يشوبها الكثير من الخوف على مصيره ومصير أبنائه، تلك الحالة التي تؤكد عليها حركة طالبان يوما يعد يوم وتحاول مدها اكبر فترة ممكنة للوصول لأهدافها في حكم البلاد، فمن ناحية تحاول الولايات المتحدة الامريكية ايجاد حل للأزمة الأفغانية وتقليل خسائرها بعقد اتفاق سلام مع حركة طالبان، ومن ناحية أخرى تستمر الحركة الإرهابية في استهداف المواقع العسكرية والشرطية الأفغانية وكذلك بعض التجمعات المدنية.
وتحاول بوابة الحركات الاسلامية متابعة الموقف يوما بعد يوم لاطلاع القارئ على تطور الاحداث في أفغانستان واليوم الأحد 1 سبتمبر 2019، اعلن المبعوث الاميركي زلماي خليل زاد في ختام الجولة الأخيرة من محادثات السلام في الدوحة، أن الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الافغانية "اوشكتا على التوصل لاتفاق" لإنهاء 18 عاماً من النزاع في افغانستان.
وكتب خليل زاد على "تويتر": "نحن نوشك على إبرام اتفاق من شأنه أن يخفض العنف ويمهد الطريق للافغان من أجل الجلوس معاً للتفاوض على سلام دائم".
زلماي كان يتحدث في ختام اليوم الثامن والأخير من الجولة التاسعة من المفاوضات في قطر، بين ممثلي الولايات المتحدة وحركة "طالبان". وتوقع خليل زاد ان يتوجه في وقت لاحق اليوم إلى كابول "لاجراء مشاورات".
من جهته، قال المتحدث باسم "طالبان" في الدوحة سهيل شاهين أمس (السبت)، ان الاتفاق بات قريباً، لكنه لم يحدد العقبات التي ماتزال قائمة أمام إبرامه.
واعتبر خليل زاد في تغريدته أمس، أن هذا الاتفاق سيساعد في تعزيز "افغانستان موحدة وذات سيادة لا تهدد الولايات المتحدة أو حلفائها أو أي دولة أخرى".
واعلنت "طالبان" في وقت سابق، أن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيعرض على وسائل الإعلام وعلى ممثلي دول جوار افغانستان، إضافة إلى الصين وروسيا والأمم المتحدة.
ويفترض ان ينص الاتفاق على انسحاب القوات الأميركية البالغ عديدها 13 ألف عسكري من أفغانستان، مع تحديد جدول زمني لذلك. وهذا مطلب اساس لحركة "طالبان" التي ستتعهد في المقابل عدم السماح باستخدام الأراضي التي تسيطر عليها ملاذاً لمنظمات "ارهابية".
كذلك يتوقع ان ينص على وقف لإطلاق النار بين المتمردين والأميركيين أو أقله "خفض العنف".
وسيكون هذا اتفاقا تاريخياً بعد 18 عاماً من الاجتياح الأميركي لافغانستان لإطاحة نظام "طالبان" في اعقاب اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وتأمل واشنطن في التوصل إلى اتفاق سلام مع "طالبان" قبل الانتخابات الأفغانية المقررة في ايلول (سبتمبر) الجاري، والانتخابات الرئاسية الأميركية في 2020.
وأكد الرئيس الافغاني اشرف غني صد هجوم شنته حركة "طالبان" أمس (السبت) من اتجاهات عدة على قندوز، المدينة الاستراتيجية الواقعة شمال افغانستان والتي تعرضت لهجمات متكررة منذ 2015.
وكتب صديق صديق المتحدّث باسم الرئيس على "تويتر"، ان هجوم "طالبان" يظهر "انهم لا يؤمنون بفرصة السلام التي قدمتها لهم الولايات المتحدة وحكومة افغانستان".
فقد باغتت قوات «طالبان» القوات الحكومية في مدينة قندوز، بشن هجوم على مراكز للشرطة ومواقع القوات الحكومية في المدينة، مما أسفر عن مقتل 10 من أفراد الشرطة الأفغانية، حسب مصادر حكومية، حيث ذكر أن «هجوم (طالبان) جاء من عدة محاور منذ ساعات الصباح الأولى». وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي إن القوات الحكومية تمكنت من التصدي لهجوم «طالبان» على المدينة الاستراتيجية في الشمال الأفغاني، فيما وصف الناطق باسم «طالبان» الهجوم بأنه واسع النطاق، مضيفاً أنه ما زال متواصلاً على المدينة من عدة محاور.
وكانت قوات «طالبان» قد استولت على مدينة قندوز في أكتوبر 2015، فترة أسبوعين، قبل أن تنسحب منها بعد قصفها بشكل متواصل من طيران حلف الأطلسي في أفغانستان. وحسبما ذكره غلام رباني، عضو مجلس ولاية قندوز، فإن قوات «طالبان» سيطرت على المستشفى الحكومي داخل المدينة، وإن القتال ما زال متواصلاً داخل أحياء قندوز، فيما قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية روح الله أحمد زي إن قوات «طالبان» أخذت المرضى كرهائن، دون ذكر لعددهم، مضيفاً أن القوات الحكومية بإمكانها الهجوم، لكنها لا تريد إيقاع خسائر في صفوف المدنيين.
وأعلنت الداخلية الأفغانية مقتل 34 من قوات «طالبان» في الهجوم على قندوز، وأن عمليات التمشيط في المدينة بدأت لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات «طالبان».
وذكر مسؤولون، أمس (السبت)، أن سلاح الجو الأفغاني قلص هجوماً جديداً تشنه حركة «طالبان» على أجزاء من مدينة قندوز، شمال شرقي البلاد. وقال غلام رباني، عضو المجلس المحلي لولاية قندوز، إنه تم استهداف مواقع مختلفة للمسلحين داخل المدينة في القتال الدائر منذ نحو 12 ساعة. وسمع دوي إطلاق نار بشكل متفرق في مناطق مختلفة من المدينة، لكن ليس بالكثافة التي كان عليها في الساعات الأولى من الصباح، طبقاً لما ذكره عضو مجلس إقليمي آخر يدعى مولوي عبد الله.
ويعد مبنى إمداد الكهرباء الرئيسي والمستشفى الإقليمي ومنطقة الشرطة الثالثة بالمدينة من بين المناطق الأكثر أهمية التي استولى عليها مسلحو «طالبان»، طبقاً لما ذكره مسؤولون محليون. ولم يتم بعد حصر الخسائر في صفوف المدنيين والجيش على نحو دقيق. وذكر متحدث من أقرب قاعدة عسكرية رئيسية، فيلق «بامير 217»، أن عملية التمشيط تجرى بشكل حذر لحماية المدنيين.
وذكرت وزارتا الدفاع والداخلية أن 40 مسلحاً على الأقل من حركة «طالبان» قُتلوا نتيجة لعمليات جوية وبرية بالمدينة، ولم يتسنَ التحقق من تلك الأرقام. وقالت وزارة الداخلية إنه تم أيضاً نشر قوات كوماندوز بالمدينة. وقال عدد من السكان إن المدينة تفتقر حالياً لمياه الشرب والكهرباء، وإن القتال جارٍ في أحياء قندوز، وإن المحلات كافة مغلقة، وباتت الشوارع خاوية بعد بدء هجوم قوات «طالبان» الساعة الواحدة ليلاً، بالتوقيت المحلي.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤولين أفغان قولهم إن قوات «طالبان» سيطرت على عدد من المباني الحكومية في 3 مناطق استراتيجية شمال مدينة قندوز، وإنهم أخذوا المرضى في المستشفى الحكومي رهائن، فيما أرسلت القوات الحكومية تعزيزات عسكرية للمدينة لاستعادتها، ومنع مسلحي «طالبان» من السيطرة على أحياء المدينة كافة.
وفي ولايتي بكتيا وغزني، شنت الطائرات الحربية الأميركية والأفغانية سلسلة غارات على مواقع لـ«طالبان» أدت إلى مقتل 13 من قوات «طالبان»، كما نقلت ذلك وكالة «خاما بريس» عن فيلق الرعد الأفغاني، مضيفة أن 5 من قوات «طالبان» لقوا مصرعهم في منطقة زرمت في ولاية بكتيا، شرق أفغانستان، فيما قتل 8 آخرون في منطقة ده يك في ولاية غزني. كما نقلت الوكالة عن وزارة الدفاع الأفغانية قولها إن 16 من قوات «طالبان» لقوا مصرعهم في غارات جوية على مواقع لقوات «طالبان» في ولاية بدخشان، شمال شرقي أفغانستان، حيث تسعى القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على 3 مديريات في الولاية كانت قوات «طالبان» قد استولت عليها، بينها مديرية غنية بمناجم الأحجار الكريمة التي قالت الحكومة إنها قد تدر على قوات «طالبان» عشرات الملايين من الدولارات شهرياً.
ومن جانبها، أعلنت حركة طالبان تمكن قواتها من السيطرة على مديرية تشاه آب في ولاية تاخار المجاورة لقندوز، بعد مقتل وإصابة أكثر من 40 من القوات الحكومية. وقال ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان»، في بيان له، إن قوات «طالبان» شنت عملية واسعة فجر أمس، مما أدى إلى السيطرة الكاملة على مركز مديرية تشاه آب، والحواجز والمراكز الأمنية في المديرية. كما تمكنت قوات «طالبان» من الاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة، فيما تمكنت قوات «طالبان» من السيطرة على حواجز أمنية في مديرية درقد في الولاية نفسها، بعد مقتل وإصابة عشرات من القوات الحكومية. وكانت قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان قد أعلنت، الجمعة، مقتل أحد أفراد القوات الخاصة الأميركية في مواجهات مع قوات «طالبان» في أفغانستان، دون ذكر لمكان الحادث أو اسم الجندي، بسبب ما اعتادت عليه القوات الأميركية من تأجيل الإعلان حتى يتم إبلاغ أفراد أسرته بذلك.