بوابة الحركات الاسلامية : قطر تمول الإرهاب في ليبيا وتستهدف أمن مصر (طباعة)
قطر تمول الإرهاب في ليبيا وتستهدف أمن مصر
آخر تحديث: السبت 01/11/2014 04:30 م
قطر تمول الإرهاب
اتهامات كثيرة تشير إلى قطر بدعمها التنظيمات والجماعات المتطرفة في أنحاء الشرق الأوسط كله بداية من مصر ودعمها لجماعة الإخوان ومروراً بليبيا والمسلحين في سوريا والعراق وغيرها. 
الرائد محمد حجازي
الرائد محمد حجازي
في هذا الصدد أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي الرائد محمد حجازي أن طائرة قطرية نقلت أسلحة ومعدات حربية إلى مدينة مصراتة التي تسيطر عليها الميليشيات المصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية، واتهم الناطق باسم الجيش الليبي، في تصريح لوسائل الإعلام دولة قطر بالسعي لتفتيت الوطن العربي، قائلًا: "هذه الدويلة التي تساوي مساحتها مساحة مزرعة بليبيا ما زالت تعبث بالوطن العربي»، على حد وصفه.
وأضاف حجازي: "قطر تقوم بتسليح الجماعات المتطرفة في ليبيا، وقمنا يوم الأربعاء الماضي برصد طائرة هبطت بمطار مصراتة، وقامت بتسليم الأسلحة والذخائر للميليشيات، وعادت مرة أخرى إلى مطار الدوحة".

السياسة الخارجية القطرية خطوة مع .. وخطوة ضد

السياسة الخارجية
رغم تصريحات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني المؤكدة باستمرار على وقوف بلاده إلى جانب التحالف الدولي الذي يستهدف إسقاط داعش وتضرر الدوحة من الجماعات المتطرفة، آخر هذه التصريحات كان في لندن منذ يومين، إلا أن تحليلات كثيرة ومؤشرات تتجه بأن قطر راعٍ أساس للتطرف في المنطقة وداعم بشكل كبير للتنظيمات الإرهابية سواء من خلال وسائل الإعلام التي تمتلكها على رأسها "قنوات الجزيرة الإخبارية" انتهاءاً بالدعم اللوجيستي والمادي بالأسلحة والمال.
بعض التحليلات تذهب إلى اتباع قطر سياسة دعم المتطرفين حتى تخرج من عباءة المملكة العربية السعودية ويصبح لها سياسة خارجية مستقلة عبر الخروج من ظل الجارة واسعة النفوذ.
لكن الفشل الذي لحق بهذه المجموعات والتنظيمات الداعمة من الدوحة بسبب عدم انتهازها الفرص التي ولّدها الربيع العربي دفَع قطر إلى إعادة النظر في مقاربتها للأمور.

أسباب رئيسية دفعت قطر للتراجع خطوة والنظر من جديد

أسباب رئيسية دفعت
- ميل كفة النزاع السوري لمصلحة النظام السوري بداية من العام الماضي، مع عجز الثوّار الذين دعمتهم قطر عن الحفاظ على التقدّم الذي حقّقوه.
ويعود ذلك إلى فشل الشيخ حمد في توقُّع حجم الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري، مما زاده هشاشة مع إخفاق الدعم الواسع الذي قدّمه للثوّار في إلحاق الهزيمة بالرئيس السوري بشار الأسد، وظهر ذلك على وجه الخصوص بعدما نجحت قوات النظام في تعاون وثيق مع مقاتلي حزب الله، باستعادة السيطرة على بلدة القصير ذات الأهمية الاستراتيجية في يونيو 2013.
وكانت الضربة الأخرى التي تلقتها الدوحة عندما حلّ أحمد الجربا المدعوم من السعودية مكان الرئيس للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، على رأس المعارضة الأساسية، متفوِّقاً على المدعومين من قطر.
قطر تمول الإرهاب
- عزل الإخوان المسلمين في مصر والمدعومين بقوة من الدوحة مثل ضربة قاسمة لقطر، حاولت الأخيرة الصراع إلى جانب الإخوان بشراسة لكنها واجهت هزيمة جيوسياسية أخرى، خاصةً أنها ومنذ اندلاع الانتفاضة المصرية أظهرت قناة الجزيرة- ومقرّها قطر- تأييداً لجماعة الإخوان المسلمين، من خلال تغطيتها الإخبارية، ودعمت مسعاهم لتسلّم رئاسة البلاد. وقد أصبحت قطر النظام الملكي الوحيد في الخليج الذي يقدّم التمويل لحكومة الإخوان المسلمين؛ لذلك تلقّت صورة قطر في مصر ضربة قوية بعد أحداث يوليو 2013. ويُظهر توقيف 19 صحافياً يعملون في قناة الجزيرة بتهمة إقامة روابط مع "تنظيمات إرهابية"- مدى خطورة الأزمة المصرية- القطرية. 
تراجعت قطر ظاهرياً وطردت أعضاء الجماعة الفارين إليها، ولكن يبدو أن هذه الخطوة جاءت بعد ضغط سعودي خليجي قوي عليها. 
- تراجع الدوحة عن دعم الحركة الإسلامية حماس فرع جماعة الإخوان في قطاع غزة، في عام 2012 كان الشيخ حمد أول زعيم عربي يزور قطاع غزة، ويتعهّد بتقديم مبلغ 400 مليون دولار لمساعدة حكومة حماس. 
- فضلاً عن ذلك لم يفِ الشيخ حمد قط بتعهّده بردّ الزيارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، وهذا سلط الضوء على دعمه لفصيل فلسطيني على حساب الآخر، ونظراً إلى دعم مجلس التعاون الخليجي لعباس كان على قطر أن تتوقّف عن دعم حماس؛ لأنه من شأن ذلك أن يزيد من خلافاتها مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي ومع السعودية على وجه التحديد. وعلى ضوء الارتدادات السلبية لسياسات والده في سوريا ومصر- تجنّب الشيخ تميم تورّطاً محتملاً في الشئون الفلسطينية حتى الآن.
على صعيد آخر تؤكد بعض الشواهد والتحليلات أن قطر ما زالت تدعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية من جهة أخرى في السر، ففي أغسطس الماضي اتهم مسئول في الحكومة الألمانية قطر بتمويل ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" داعش، في نفس الوقت أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من حصول "التنظيم" على أموال من أفراد ومنظمات خيرية في الدول العربية في إشارة واضحة لقطر. 
قطر تمول الإرهاب
وقد نشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية تقريرا لها عن تورط قطر في تمويل داعش، نقلته بدورها عن وزارة الخزانة الأمريكية أن مساعدة قطر لداعش تتم من خلال وسيط يدعى طارق الحرزي والذي يعتبر أبرز الوسطاء بين قيادة تنظيم داعش والممولين في الخليج وبالأخص قطر.
وأضاف التقرير أن الحرزي قام بجمع مليوني دولار من أحد المتبرعين القطريين، وذلك تحت سمع وبصر الحكومة القطرية التي سمحت لمواطنيها بجمع الأموال للتنظيمات الإرهابية لتنفيذ عملياتهم. 
ولا يعد الحرزي الوسيط الوحيد بين الحكومة القطرية وبين التنظيمات الإرهابية؛ فقد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أيضا عن قيام مواطن قطري آخر بدور الوساطة بين القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في باكستان وممولين في منطقة الخليج.
وقد رصدت السلطات الأمريكية بعض هذه الشخصيات التي تمول الإرهابيين، حيث قامت السلطات باعتقال أحد الأشخاص خلال محاولته السفر إلى قطر، ووجدت معه آلاف الدولارات كانت في طريقها إلى تنظيم القاعدة ببنغازي، وقد وصفته الحكومة الأمريكية بأنه "إرهابي دولي"، وقد أدى هذا الأمر إلى تزايد الاتهامات الموجهة للحكومة القطرية بشأن مساعدتها للجماعات الإرهابية.
وكانت آخر هذه الاتهمات ما صرح به المتحدث باسم الجيش الليبي الرائد محمد حجازي بأن طائرة قطرية نقلت أسلحة ومعدات حربية إلى مدينة مصراتة التي تسيطر عليها الميليشيات المصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية. 

دعم قطر لميليشيات ليبيا يستهدف أمن مصر

دعم قطر لميليشيات
قطر تحاول وضع قدم مع العالم الواقف ضد الإرهاب، ووضع أخرى مع الإرهاب لضرب العالم، وهذا يبدو جلياً. 
ودعم قطر لميليشيات ليبيا يعني أنها تدعمهم ضد ليبيا ومصر في آنٍ واحد، حيثُ تتمثل خطورة هذه التنظيمات المتواجدة في ليبيا في اعتبارها مصر هي المحطة الأخيرة لها، ينعكس ذلك فيما سمي بغزوة «ادخلوا عليهم الباب»، وهي العملية التي يزعمون فيها أنهم سيدخلون معسكرات الجيش المصري، وكذلك الشرطة بهدف فتح الحدود بين مصر وليبيا. 
ويقول لواء حسام سويلم في مقال له بعنوان "تدهور الموقف في ليبيا.. وأثره على الأمن القومي المصري" منشور على موقع البوابة نيوز، إنه يتم التنسيق بين مجلس شورى المجاهدين وجماعة الإخوان من خلال طارق الهاشمي أحد قيادات داعش في العراق، وأسامة رشدي رجل التنظيم الدولي للإخوان في إسطانبول، حيث تم الاتفاق بينهما على طرق دعم ما أسموهم "المجاهدين في مصر".
وتتشكل على أرض ليبيا عدة تنظيمات أخرى تجعل هدفها الأساسي غزو مصر، منها " الجهاديين الجدد"، وقد تم الكشف عن أحد عناصر المخابرات القطرية الذي يتولى عمليات شراء الأسلحة لداعش، وهو "حكمت بوزو"، وتم رصده على الحدود التركية في منتصف يوليو الماضي.
قطر تمول الإرهاب
وقد سبق أن نجحت المخابرات المصرية في رصد جماعة إرهابية جديدة بالقرب من الحدود مع ليبيا تضم نحو 15000 إرهابي مسلحين بأسلحة حديثة، وكانت تستعد لدخول مصر.
ويقول اللواء سويلم في تقريره: "إن الجيش الوطني الليبي قد رصد وجود 4000 إرهابي تابعين لجماعة الإخوان يتدربون في معسكرات بإحدى القواعد العسكرية الخاصة بالدفاع الجوي، وإن هذا العدد مقسم إلى أربع كتائب لكل منها تخصصه، بدءًا بالعمليات الانتحارية، وأعمال الضفادع البشرية، وأعمال التجسس، وتركيب العبوات المتفجرة وتفجير المنشآت الحيوية، وخطف الرهائن، وعمليات الاغتيال، ويتم تمويل معسكرات تدريب الإخوان في مصراتة بواسطة قطر، حيث تهبط طائرات قطرية بمطار مصراتة الخاضع تماما لجماعة الإخوان في ليبيا، ونفس الأمر ينطبق على ميناء مصراتة، حيث تصل سفن محملة بالأسلحة دون معرفة مصدرها الحقيقي، وإن كانت التقديرات تشير إلى تركيا، وتخضع معسكرات تدريب الإخوان لخالد الشريف وكيل وزارة الدفاع وأحد الكوادر الإخوانية ويتولى بنفسه تدريب الإخوان، أما الشخص المهيمن على الأوضاع في مصراتة فهو مرشد الإخوان في ليبيا بشير الكبكي الشويهدي، وكذلك محمد صفوان رئيس حزب العدالة الليبي".. على حد قول اللواء سويلم.

الخلاصة 
قطر الآن تعرف أنها لن تستطيع الفرار أو الخروج عن السياسة الخارجية الأمريكية أو إظهار عداء واضح للملكة العربية السعودية.. أمريكا أعلنت الحرب على داعش، وقطر لا تستطيع ألا تسير في ركابها، الدوحة في نفس الوقت تحاول أن تجد لنفسها مكاناً ودوراً فعالاً في المنطقة بل العالم ككل، تدعم الإرهابيين وتبقى في المعسكرين مستفيدة في كل الحالات.