بوابة الحركات الاسلامية : تركيا ولبنان.. تراشق واتهامات بسبب "إرهاب الدولة العثمانية" (طباعة)
تركيا ولبنان.. تراشق واتهامات بسبب "إرهاب الدولة العثمانية"
آخر تحديث: الجمعة 06/09/2019 01:02 م أميرة الشريف
تركيا ولبنان.. تراشق
في أعقاب التصريحات التي أدلي بها الرئيس اللبناني ميشال عون ضد الدولة العثمانية، سادت حالة من الغضب التركي وتصاعدت حدة الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وبيروت إثر هذه التصريحات، خلال سلسلة تغريدات نشرها عون عبر حسابه على موقع تويتر للتدوينات القصيرة، في الاحتفال بذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير".
وقال عون إن "كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية"، مضيفا "إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خاصة خلال الحرب العالمية الأولى أودى بمئات آلاف الضحايا، ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة".
وتابع "مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين ودخول لبنان تحت النفوذ الفرنسي بدأت مرحلة جديدة من تاريخنا، وصلنا معها إلى لبنان الكبير في عام 1920، ثم الاستقلال".
وردت الخارجية التركية على تصريحات الرئيس اللبناني، معتبرة إياها "إساءة سافرة للدولة العثمانية"، مؤكدة أن التصريحات "مؤسفة للغاية وغير مسؤولة".
وقالت الخارجية التركية في بيانها، إن "عون أدلى بتصريح بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان، تضمن إشارات كيدية ومغرضة تتعلق بالعهد العثماني واتهامات بممارسة الإمبراطورية العثمانية إرهاب دولة في لبنان.. وهو ما ندينه بأشد العبارات ونرفضه برمته".
وأضاف البيان، أن "التصريح الصادر عن الرئيس عون بعد مرور أسبوع على الزيارة التي أجراها وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو إلى لبنان، لا ينسجم مع العلاقات الودية القائمة بين البلدين".
وزعمت الخارجية التركية، "كان العهد العثماني عهد استقرار في الشرق الأوسط دام طويلا.. وعقب الحرب العالمية الأولى انقسمت المنطقة إلى مناطق نفوذ استنادا إلى اتفاقية سايكس بيكو، ولم تنعم بالسلام مرة أخرى".
وشددت على أن "قيام الرئيس اللبناني بتحريف التاريخ، وتجاهله كافة الأحداث التي وقعت في عهد الاستعمار الذي يعتبر مصدرا لكافة المصائب التي نراها اليوم، ومحاولته تحميل مسؤولية هذه الأمور للإدارة العثمانية، ما هو إلا تجل مأساوي لحب الخضوع للاستعمار".
وأثار بيان الخارجية التركية غضب في الداخل اللبناني، وهاجم سياسيون بحدة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطالبين دولتهم باستدعاء السفير التركي في البلاد، على خلفية هجوم أنقرة على "عون".
وقال مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبوزيد، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن "تطاول الخارجية التركية على رأس الدولة في لبنان هو مدان ومرفوض، وما هو إلا تعبير عن ذهنية التسلط والهيمنة، التي ورثتها الدولة التركية عن السلطنة العثمانية البائدة".
ودعا أبوزيد في هذا الصدد إلى استدعاء السفير التركي لدى لبنان، لـ"توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى السلطات في أنقرة، علها تستفيق أن زمن السلطنة والتسلط ولّى إلى غير رجعة"، وتابع أبوزيد "التاريخ لا يعود إلى الوراء، ولبنان الكبير -الذي يحتفل بمئويته الأولى- سيبقى وطنا سيدا حرا مستقلا، خصوصا في ظل رئاسة العماد ميشال عون".
ومن جهته، غرد الوزير اللبناني السابق رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب عبر حسابه على موقع "تويتر"، واصفا بيان الخارجية التركية في الرد على الرئيس عون بـ"بغيض وكريه"، مرجعا الهجوم التركي بأنه محاولة لـ"التغطية على الإجرام العثماني بحق العرب طيلة 400 عام".
وزاد الوزير السابق والنائب نقولا صحناوي بأن "الاعتداء الإسرائيلي الأخير وبيان وزارة الخارجية التركية يتشابهان في النهج العدائي وإرادة الهيمنة".
ووجه صحناوي في تغريدة له رسالة لمن وصفهم بـ"المعتدين"، قائلا "لكل معتد نقول: النتيجة واحدة، روح النضال والمقاومة في لبنان ستخرج كل محتل، وتتفوق على كل الجيوش، فيبقى لبنان الكبير.. أكبر من أن يبلع، وأصغر من أن يقسم".
ووفق تقارير إعلامية، قامت مجموعة تتألف من قرابة 8 إلى 10 أشخاص توقفوا، صباح الخميس، أمام السفارة التركية في بيروت، يحملون لافتة عليها علم تركيا مع صورة جمجمة مغطاة بالدماء.
وطُبعت على اللافتة عبارة "انتو كمان انضبّوا" (أنتم أيضا الزموا حدودكم)، ثم علقوها على بوابة السفارة.
وردا على واقعة السفارة، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير اللبناني لدى أنقرة، غسان المعلم، ونقلت له "انزعاج أنقرة من الفعل الاستفزازي".
و"تم إبلاغ السفير اللبناني بالقلق على أمن السفارة التركية في بيروت، جراء اقتراب المجموعة من السفارة ووصولهم بوابتها، وأنه طُلب من المعلم اتخاذ السلطات اللبنانية، على الفور، التدابير الأمنية اللازمة، من أجل حماية جميع المصالح التركية في لبنان، وفي مقدمتها السفارة في بيروت".