بوابة الحركات الاسلامية : سيناتور أمريكي: "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة تمنع إدراج "الإخوان" على قائمة الإرهاب (طباعة)
سيناتور أمريكي: "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة تمنع إدراج "الإخوان" على قائمة الإرهاب
آخر تحديث: الإثنين 09/09/2019 12:23 م فاطمة عبدالغني
سيناتور أمريكي: الدولة
الصداع ليس جديدًا ولكنه بات اليوم أكثر إزعاجًا، فالأمن القومي للولايات المتحدة قد يصبح تحت رحمة تهديد تنظيم الإخوان المنتشر في مختلف أنحاء البلاد بعباءات متطرفة مختلفة خرجت من رحمه، تلك حقيقة تدفع بالسؤال ذاته درجات إلى الأمام، "ماذا تنتظر واشنطن حتى تضع التنظيم بكل فروعه وليس بعضها فحسب على قوائم الإرهاب كما فعلت دول عدة؟".
وفق أوساط أمريكية الخطر واضح وأي تأخير من المشرعين الأمريكيين في هذا الشأن يعني إبقاء أمن الولايات المتحدة تحت التهديد. 
وفي هذا السياق كشف السيناتور الأمريكي الجمهوري، تيد كروز، أن قوى داخل الولايات المتحدة تحول دون حراك في الكونجرس لإدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وجاء تصريح كروز، الذي قدم مشروع قرار في مجلس الشيوخ يقضي بتصنيف "الإخوان" تنظيما إرهابيا، في كلمة ألقاها الأربعاء 4 سبتمبر في معهد هدسون، ردًا على سؤال عن سبب عدم اتخاذ السلطات الأمريكية أي خطوات في هذا السبيل، على الرغم من وعود الرئيس، دونالد ترامب.
وأعرب السيناتور عن قناعته التامة بأن جماعة الإخوان تشكل بسلوكها ونهجها وعملياتها منظمة إرهابية ولا تحاول إخفاء ذلك حتى في وثائقها التأسيسية، مضيفا أن "الإخوان المسلمين قتلوا مسلمين بأعداد أكبر بكثير من المسيحيين واليهود".
ووصف كروز جماعة الإخوان بأنها "منظمة إرهابية أظهرت استعدادها لقتل أي شخص لا يتماشى مع رؤيتها الجهادية للعالم"، مبديا قناعته بضرورة إدراجها على قائمة الإرهاب.
وحمل كروز "قوى في الدولة العميقة" داخل الولايات المتحدة، بما فيها وزارة الخارجية والخزانة، المسؤولية عن التدخل في الموضوع والمطالبة بالامتناع عن هذه الخطوة، معتبرا أن تجاهل الحقيقة هو سيد الموقف.
وقارن كروز أهمية إدراج الإخوان على قائمة الإرهاب بمبادرته التشريعية الأخرى بشأن إطلاق اسم الصيني الفائز بجائزة نوبل للسلام والمسجون في بلاده، لو جابو بلازا، على الشارع الذي تقع فيه سفارة بكين في واشنطن، موضحا: "هذا يشكل فارقا كبيرا جدا، وكل مرة تكتب رسالة إلى السفارة سيكتب العنوان واسم الشارع، ما يدفع للاعتراف بوجود الشخص".
وبحسب تقارير صحفية موقف السيناتور تيد كروز الذي قدم مشروع قرار للإدارة الأمريكية عام 2017، بوضع الإخوان على قائمة الإرهاب يعيد مصطلح "الدولة العميقة" للظهور، فكروز يعتبر أن ثمة قوى داخل الدولة العميقة في الولايات المتحدة تقف خلف عدم تصنيف الإخوان كيانًا إرهابيًا، وفي الحقائق الخطيرة التي تثيرها التحقيقات الأمريكية أيضًا بات السجناء في الولايات المتحدة فريسة مغرية لتنظيم الإخوان، ففي تلك التحقيقات للتنظيم داخل السجون الأمريكية جمهور غفير.
ليس هذا فحسب فعلى الرغم من أن كروز لم يذكر قطر صراحة، إلا أن دائماً وأبداً ما تشير أصابع الاتهام نحو الإمارة الصغيرة كلما جاء ذكر الإخوان، فلديها تاريخ طويل وحافل بالدعم والحماية لجماعة الإخوان، وهو ما كشف عنه موقع قطريليكس في وقت سابق بإيراد معلومات حول التمويل القطري لأعضاء الجماعة في أوروبا، مؤكداً على أن حجم هذا التمويل يتخطى الـ350 مليون يورو.
وهو الأمر ذاته الذي كشفته تقارير أمريكية سابقة حول الاختراق القطري للكونجرس الأمريكي، واستخدام الدوحة جماعات الضغط للتأثير على السياسات الأمريكية، ونشاطها المتزايد في أروقة المؤسسات الأمريكية، واستخدام شخصيات قيادية وصاحبة تأثير.
فيما كشفت منظمة "كلاريون بروجيكت" المعنية بمواجهة الأنشطة المتطرفة والإرهابية في الولايات المتحدة النقاب عن أن قطر تكثف من محاولاتها للتقرب من الطامحين في خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة عن الحزب الديمقراطي، وذلك عبر استضافة هؤلاء الساسة تباعًا في فعاليات تنظمها جماعة الإخوان الإرهابية، من خلال التنظيمات التابعة لها في الدولة الأكبر في العالم.
من ناحية أخرى نبه تقرير لمنظمة كلاريون إلى أن الحجرة العثرة الأبرز أمام تصنيف واشنطن للإخوان كيانًا إرهابيًا تتمثل في علاقة بين التنظيم وفريق في الخارجية الأمريكية، تجري تلك العلاقة عبر واجهة تحمل اسم آخر هو "مجلس الولايات المتحدة للمنظمات الإسلامية" الذي يعد تحالفًا لعدد من المنظمات المتطرفة التابعة للإخوان، وهو المجلس ذاته الذي كشفت وثيقة مسربة أنه يعتبر نشاطه في الولايات المتحدة نوعًا مما أسماه "الجهاد الكبير" للقضاء على الحضارة الغربية من الداخل.